لا صدر إلّاك
(صديقي ميشال كيلو
يفقد أمه خلف الزنازين وإنسانيته في وطنه)
أكان صباحاً هذا
الذي يتكرر في شوارعنا
ويرسم بالأسود
هذي المدن
لم نتبين بعد مساءنا من صباح
كيف قدّر لك الوقوف
وسط هذا الظلام
وسط هذا الخراب
أأمّك وحدها كانت تصلّي
وتهدج بالدعاء الذي لا يصل
وتسأل عنك
وتبحث عنك
وتخفي بمنديلها ما يفتضح
أم الأمهات ينهرن أبناءهن
خوف الطريق
خوف يأتي من الزمن الذي
لا يضيء
خوف الحكايا بصمت وهمس
تراه يعود
تراه ذهب
ترى هل عذّبوه
ترى هل أكل
ترى، ترى، ترى
وتكثر عند الأمهات الظنون
وتكثر لديهن الشكوك
وتذبل فيهن الحياة
تجف
بانتظار الذي لا يهل... لا يطل
كسيحة هي الأيام يا ولدي
وكم من مسافات بيني
وبين أحلامك التي لا تجيء
يضيق عليّ المكان ولا صدر إلّاك
وأنت بعيد غريب
وداعاً حبيبي
ليوم بعيد بعيد
محمد زكريا السقال

إلى المقاومين...

بعد كل ما بذلتموه من جسارة وبسالة ضد القوة العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، اسمحوا لي بأن أتوجّه إليكم بلوم شديد اللهجة، لأنكم قررتم الموت في سبيل الدفاع عن حقوق الأرض، وسعيتم إلى فك أسر المعتقلين، ما يتعارض ومنطق الصفقات القائمة على حساب المبادئ والقيم والأخلاق.
لأنكم تحملون إيماناً يجعلكم تبذلون المستحيل صوناً للكرامة، فيما يسعى أصحاب الفخامة والجلالة الى الاستجداء والمهانة بحجة الامتثال لمبادئ الشرعية الدولية.
لأنكم لم تردّوا ايران وسوريا عن التعاطف مع قضيتكم، في الوقت الذي يجب فيه أن تتخذوا من مصر والأردن مثالاً لكم.
لأنكم تريدون أن ترفعوا رؤوسنا عالياً بدلاً من الاقتداء بالحكام والسلاطين العقلاء الذين لا تغرهم المغامرات.
لأنكم قررتم أن تشاركوا عذابات الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولم تتركوهم لمصيرهم.
لأنكم من الشيعة وعلينا الوثوق بالتقارير الأميركية عن الهلال الشيعي، وأن نتحضّر للصراع الشيعي ــ السني بديلاً من الصراع العربي ــ الاسرائيلي.
لأنكم تريدون منا أن نقتنع بأن لاسرائيل واميركا علاقة بمقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في الوقت الذي أعلنت فيه سوريا منفردة عن رغبتها في ايجاد شرق أوسط جديد، ودعمت اسرائيل في عدوانها على لبنان.
لأنكم تدافعون كالرجال عن وطن يبكيه الآخرون كالنساء.
هذا غيض من فيض الارتكابات التي ألومكم عليها يا حضرات المقاومين، فكفاكم قتالاً ودعونا نعيش بسلام مع جارتنا الجنوبية، تلك التي لم تسفك يوماً الدماء، ولم تحاول يوماً نفث سموم الفتنة في مجتمعاتنا.
المحامي جاد طعمه