سلطان العجلوني *
قضية الأسرى الأردنيين في السجون (الإسرائيلية) في طريقها إلى الحل!
ليــــس عــن طــــريق صـــفــــــقــــة تــــبـــادل مع حزب الـــله أو حماس، وكذلك ليس بالإفراج عنهم بجهود حكومية أردنية.
الحل الـــسحري والجذري سيكون من خلال تجريدهم من أردنــــــــيّتهم، فإذا نزعنا عنهم صفة (الأردني) فلن يبقى هناك أســـــير أردنيّ، وعندها لن يكون هناك قضية أسرى أردنيين ولا من يحــــزنون (بكــــــل بساطة وعبقرية) !!!
وحـــتى لا ألقي التهم جزافاً، إليكم بعـــض الأدلة على ذلك... فــــقــــد كـــــنّا ـ من خلال لجنة أهالي الأسرى ـ
قد اتّفقنا مع الحكومة على اعتبار كل من يحـــمل الـــــرقم الــــوطني مواطناً أردنياً.
وقد تم العمل على هذا المبدأ لسنوات عديدة، ولكن الذي حصل في الأشهر الأخيرة أن سفارتنا في تل أبيب أبلغت عدداً من الأسرى أنهم لم يعودوا أردنيين! مرة بحجة أنهم يحملون هوية فلسطينية، وأخرى لأنهم عملوا في إحدى مؤسسات السلطة، وثالثة لأنهم رغبوا في البقاء بالضفة الغــــــربية بالقرب من عائلاتهم في حال تم إطلاق سراحهم... وغيرها، وبالفعل تقلّصت قائمة الأسرى ـ الحكومية ـ وما زالت، ولكن... بقيت هناك مشكلة عويصة أخرى تـــتمثل في أولئــــــك الذين ليسوا من أصول فلسطينية (مثلي أنا شخـــــصــــــياً)، فــــــمـــــا العمـــل مع هذا (المرمي) ابن المـــــفرق (القـــــحّ)؟ وجاءت الفــــرصة لأولئك الـــــباحثين عنها حين قرر مجلس الوزراء الفلسطيني مــــنحي مواطنة الشرف مع أخي عميد الأسرى اللبنانيين والعرب ســمــــــير القنطار كــــــبادرة تكريــــم لكل الأسرى العـــرب لما قدموه من أجل فلسطين.
وحاول بعض المسؤولين في عمان استغلال هذا الأمر للترويج بأنني قد تخلّيت عن جنسيّتي الأردنية، ولسان حالهم يقول: وأخيراً... تخلّصنا من هذا المزعج المناكف! ولكنني أجهضت (فرحتهم)، وسارعت إلى الاعتذار عن عدم قبول المكرمة الفلسطينية، واعتبرتها خطوة معنوية لا يترتب عليها أي أثر أو التزام قانوني... إلا أن المحاولات لم تنته هنا؛ فقد بدأ التضييق علينا عبر حرماننا من زيارة الأهل ومنع الصليب الأحمر من تنظيم هذه الزيارات، ورفض تقديم الخدمة الصحية وإرسال وفد طبي أردني، حتى عندما وصلت حالتي الصحية ـ وما زالت ـ
مرحلة الخطر، بل حتى رفض تسليم ملفي الطبي لعائلتي! والأخطر من ذلك أننا صرنا الآن أمام مساومة من نوع جديد، إما أن تحافظ على جنسيّتك الأردنية فتبقى في الأسر لأننا لن نعمل على إطلاق سراحك، ولن نسمح لـ(اسرائيل) بالإفراج عنك ضمن أي صفقة تبادل (كما حصل عام 2004)، وإما أن تتنازل عن جنسيّتك وتصبح فلسطينياً أو لبنانياً أو ما شئت، ثم تخرج في أول فرصة مواتية!
لقد آن الأوان لأقولها مرة وإلى الأبد، كلمة لا تقبل التأويل ولا التبديل، وليسمعها كل مسؤول سابق أو حالي أو لاحق: «أنا أردني، وسأبقى أردنياً، سواء كنت في الأردن أو الأسر أو آخر بلاد الدنيا، ولن أتنازل عن انتمائي لهذا البلد الطيب والشعب الأصيل مهما طالت سنوات الأسر أو تفاقمت الأمراض، وإذا تزايد التخاذل؛ فإنه يكفيني فخراً أن بقائي في الأسر هو دليل على أنه ما زال في الأردن من يعرف عدوّه من صديقه، فاعتبروا يا أولي الأبصار!»
*مقاوم أردني في معتقل هداريم