جسر اللوزية
تقول الفكاهة إن اسرائيل بحثت عن فيروز لتستدل منها على موقع جسر اللوزية... لتقصفه.
تقول الحكمة إن جسر اللوزية محمي في قلوب اللبنانيين، وإنه السر الوحيد الذي لم يبوحوا به بعد. العقيدة يقولون إن عقيدة حزب الله بعيدة من الروح اللبنانية يقولون إن عاصي الرحباني لم يقرأ المشهد الحسيني ريما الرحباني استعادت مسرحية جبال الصوان وفي الإعادة إفادة..
الدولة محاولة... بناء وطن منذ سبعين عاماً على التوافق والتنافق وإرضاء من يجب أن يرضى ومن يجب أن لا يرضى. ــ قال أحدهم: «مللت هذه اللعبة»... أسس مقاومة... «حتى تبني الدولة قوتها».
ــ قالت الحكومة: «المقاومة عائق أمام بناء الدولة».
ــ قال: «فلتبن الدولة قوتها ونحن جاهزون لمساعدتها... والتنحي لها». الحرب وما بعدها
توقفت الأعمال العدائية... ولم تنته الحرب
ــ قبل الفجر سارعت الحكومة: «سلاح المقاومة»
ــ في النهار عاد أصحاب الأرض الى مناطقهم.
ــ قال في المساء: «أحصينا 15000 وحدة سكنية مدمرة بالكامل ولدينا خطة بدلات فورية وخطة إعادة إعمار خلال سنة». وزيرة الشؤون الاجتماعية: «سلاح المقاومة يجب أن ينزع». ولم تعلق على الإحصاء أو الخطة. النصر ــ قال في الكنيست: «حققنا نصراً ديبلوماسياً» ولم يجرؤ على القول نصراً عسكرياً، هاجمه النواب... تساءل الشارع... والصحافة... شحذ نتنياهو سكينه. ــ قال من على شاشة التلفزيون حققنا النصر الاستراتيجي والتاريخي، بايعه الناس، رقصوا فوق الآلام والركام ورفعوا رايات النصر وقالوا فدتك الأرواح والمنازل. ــ قال ومن حوله جنرالات الحرب في البنتاغون إن اسرائيل انتصرت وحزب الله مهزوم، قالت الصحافة الأميركية عما يتكلم الرئيس. المسرحية يوم 12 تموز 2006 كنا على موعد في بعلبك مع مسرحية صح النوم للسيدة فيروز. يوم 12 تموز 2006 عاد «فاتك» المتسلط الى بعلبك ليغير المشهد الأخير من مسرحية جبال الصوان. يوم 14 آب انتصرت «غربة» مجدداً... وبقي جسر اللوزية في قلوب اللبنانيين.
ربيع الأمين ــ الرياض


رسالة...

لستُ بأديبة، ولا ناقدة سياسية، ولا حتى صحافية، لست إلا أماً جنوبية سلام،
صدّقوني لا حاجة إلى أن نستورد أسباباً إقليمية ودولية لنحارب، لدينا من الأسباب ما يكفي.
إنها حربي، حرب ولدي، وحرب جدي الذي انتظر طويلاً قطاف الزيتون ريثما تأذن إسرائيل له بذلك. إنها حرب التبغ، أتعلمون، وأنتم تنفثون دخان سجائركم أن هذا التبغ المر، يقطف في الصباح الباكر قبل أن يجف الندى عن الأوراق الغضة، أتعرفون أن توقيت القطاف كان دوماً رهن الإرادة الإسرائيلية.
أتعرفون كم مرة هُدمت بيوتنا، كم شهيداً قدّمنا، كم مرة هُجّرنا؟ عفواً، طبعاً تعرفون كم مرة هُجّرنا، لأنكم كنتم ترمون إلينا بفتات موائدكم العامرة.
هذه الحرب آلمتكم، أُصدّق أنها آلمتكم، لأنها اقتحمت أعتابكم العاجية. أتتكم على أبواب صيف، أقفل المطار ومنعتكم من أن تتفسّحوا في أقطار الأرض، لم تعرفوا يوماً أننا في جوار جارتنا اللدود يتساوى لدينا، الصيف والشتاء، الليل والنهار. ربما كان يجب أن نموت دائماً بصمت حتى لا نزعجكم بأنيننا.
صدّقوني، يا أحبائي، كان يجب أن يكون هناك حسن نصر الله، لأننا كرهنا الذل، وكرهنا التهجير، وكرهنا استئذان إسرائيل في حقنا في العيش البسيط.
أنا، يا أعزائي، ككل الأمهات، اللواتي يربين أولادهن، نعلّمهم في مدارسنا المتواضعة، هي ليست (آي. سي) بالطبع، لكنها علّمتهم الكثير من الكرامة وعزة النفس. نحلم بأن يكبر أولادنا، وأن يتزوجوا وينجبوا.صدقوني أن ما من أُمّ تربي ولدها ليموت (لديكم أولاد وتعرفون ذلك). عفواً، أعتذر منكم، ربما لا تجوز المقارنة، أخلاقياً، بين أولادنا (شهداء اليوم) وأولادكم (نواب المستقبل)، لكننا لم نجد من يحمينا فكان لا بد من أن نحمي أنفسنا، بأولادنا، الذين يقاتلون ويُقتلون.
لذا أرجوكم، أستحلفكم بأولادكم، اصنعوا دولة قوية تحفظ كرامتنا، لا تراهنوا على القرارات الدولية. أعطونا ضمانات فعلية لنحيا بكرامة، عندها خذوا كل أسلحتنا حتى «الشوبك» إن أردتم، لأننا نريد أن يكبر أولادنا ونروي لأحفادنا عن بطولات جيشنا الذي دافع عنا حتى الشهادة، عندها، عندها فقط، فلتسقط المقاومة.
هيام جعفر
(أُمّ جنوبية)