لقد قرأتُ مقالة الشاعر زكريا محمد (الأخبار، السبت 4 آب 2018) المتعلقة بمعنى الآية القرآنية رقم 50 التي وردت في سورة المُدّثِرِ: «كأنهم حُمُرٌ مستنفرة فَرّتْ من قسورة». أعترف بأنني وجدت الفرضية التي طرحها زكريا طريفة ومثيرة لأنها تحفز على البحث العلمي والاستكشاف اللغوي. رغم هذا، أنا لا أتفق مع الفرضية ولا أرضى بها معنى وتفسيراً لفحوى هذه الآية، بل لا أرى أنها تمحو الإشكالات التي طالما أرّقتْ مُفسري القرآن واللغويين العرب، والأجانب من المهتمين باللغة العربية الفصحى. سأحاول هنا أن أبيّن كيف أن الفرضية التي طرحها زكريا لن تحل الإشكالية، بل تخلق أسئلة أخرى، وأبيّنُ كيف أن المعنى الشائع لكلمة قَسْوَرَة هو الأفضل (أفضل ما يمكن أن يكون ما دامت الحال على ما كانت). وفي الختام، سأنقل ترجمة لرأي يتعلق بأصل كلمة قسورة طرحه المرحوم جَيْمْس بَلَمي ونشره في «مجلة الجمعية الشرقية الأميركية» (الجزء 116، العدد 2، نيسان ــــ حزيران 1996، صفحة 196 ـــ 204) تحت عنوان «تصحيحات مقترحة للنص القرآني». لعلّ هذا يبعث على التأمل.تتساءل الآية 49 في سورة المُدّثِرِ عن موقف غير المؤمنين بالدعوة الدينية الجديدة وإعراضهم عنها: «فما لهمْ عن التذكرة مُعرضين؟» وتأتي الآية 50 لتصف حالهم: «كأنهم حُمُرٌ مستنفرة فرّتْ من قسورة»! ما شاعَ في كتب التراث أن الآية تُشبِّه استنفار وفزع غير المؤمنين حين تتمّ دعوتهم إلى الدين الجديد بالحُمُر أو الحمير حين ترى القَسْوَرَة فتركض من مكان إلى مكان هائجة مذعورة. لقد اختلف المفسرون والمعجميّون في معنى كلمة القَسْوَرَة لأنها لم ترد كثيراً على ألسنة العرب وليس من السهل معرفة جذرها أو المصدر الذي اشْتُقَّتْ منه. وبسبب سياق الآية في السورة والصورة التي ترسمها، رأوا أن القَسْوَرَة لا بد أن يكون شيئاً رهيباً مفزعاً. فقالوا إن القَسْوَرَة تعني الرِجَال الأَقْوِيَاء وَكُلّ شَدِيد عِنْد العَرَب فَهُوَ قَسْوَرَة وَقَسْوَر، ونقلوا عن لَبِيد بْن رَبِيعَة:
إذَا مَا هَتَفْنَا هَتْفَةً فِي نَدِيّنَا  أَتَانَا الرِّجَال الْعَائِدُونَ الْقَسَاوِر
وقالوا إن القسورة تعني الرُّمَاة أو عُصْبَة قُنَّاص مِنْ الرُّمَاة. وقالوا إنّ القَسْورة اسم جامع للرُّماة، ولا واحد له من لفظه، وقالوا إن القَسْوَرَة هِيَ أَصْوَات الرِّجَال أو حِبَال الصَّيَّادِينَ، وقالوا إن القسورة أَوَّل سَوَاد اللَّيْل وإن القَسْوَرة ضرب من الشجر، وقالوا إن القَسْوَرَة هو الأسد لأنه يقال له بِالْحَبَشِيَّةِ قَسْوَرَة واستشهدوا بأحاديث وأشعار تؤيد آراءهم:
مضمرٌ يحذرهُ الأبطال
كأنه القَسْوَرَة الرئبال
وفي رجز علي بن أبي طالب يوم خيبر:
أنا الذي سَمّتني أمي حَيْدره
ضرغام آجام وليث قسورة
وجاء في كتاب «الفصول والغايات» لأبي العلاء المعري، في وصف السلسلة الغذائية في الطبيعة (Food Chain)، «ربك قاسم الأرزاق، أن الوحشية أكلتْ القَسْورَ في رأدِ النهار وأكلها القسور بالأصيل والله بما كان منها عالم خبير....». فكلمة القَسْورِ الأولى تعني ضرباَ من النباتات، وكلمة القَسْورِ الثانية تعني الأسد وهي مثل القَسْوَرَة. وكذلك وردت القَسْوَرَة بمعنى الأسد في حديث عمر بن الخطاب حين جاءه أحدٌ بأسدٍ في تابوت: فقال عمر: أكَسَرتُمْ له ناباً أو مخلباً؟فقالوا لا. قال الحمد لله، لقد سمعت النبي يقول: ما مِنْ صَيْدِ مَصيدٍ إلا بنقص في تسبيحة. يا قَسْوَرَة أعْبُد الله! ثم أخلى سبيله.
الفرضية التي طرحها زكريا لن تحل الإشكالية، بل تخلق أسئلة أخرى


طبعاً، يمكن لأحدنا أن يقول إن من السهل على أي مؤلف أو مُعجميٍّ عربي قديم أن يبتكر ويضع هذه الشواهد والأحاديث لتأكيد ما ينحو إليه. هذا صحيح ومحتمل جداً ولا يمكن التأكد من حصوله إلا بالعثور على الأدلة الأركيولوجية والنقوش والبرديات أو المخطوطات العتيقة. رغم كل هذا، هنالك إشارات كثيرة في كتب التراث تشير إلى أن العرب في نقطة ما قد قبلوا ورضوا ببعض المعاني المقترحة للقَسْوَرَة؛ أعني إنهم قبلوها واستخدموها في كلامهم تكلّفاً أو تشدّقاً لتبيان تبحّرهم في اللغة والمعاني. على أي حال، ظلت الكلمة تثير الكثير من الشكوك والأسئلة لأنها لم تكن شائعة وجذرها غامض ووزنها (فَعْوَلة) نادر. هنالك كلمات كثيرة في العربية مثلها ليس من السهل معرفة أصلها. ورغم هذا، يؤخذ بمعناها الذي ينسب إليها دون أدنى تفكّر وتدبّر لأن ما تشير إليه أو أن استعمالها شائع/ يومي/أليف. كقاعدة بسيطة كلما كثرتْ واختلفتْ المعاني لكلمة ما في القاموس، ازداد الشك في هذه المعاني.
سأشرح الآن خلاصة فرضية زكريا محمد. يرى زكريا أن الغموض في الآية يتلاشى ما إنْ نتجاهل الكلمة المؤرقة الغامضة (قَسْوَرْة) ونفتش لها عن مفتاح في مكان آخر لها في الآية. وهكذا يرى أن الفعل الوارد في الآية «فَرّتْ» يجب أن يُقرأ بضم الفاء، لا فتحها كما هو شائع عند الجمهور، أي يجب أن يُقْرَأ بصيغة المبني للمجهول، وأن معنى الفعل هنا ليس من الفرار والهرب وإنما من الفرّ، والفرّ هو الكشف عن أسنان الدابة لينظر ما سِنُّها. جاء في «لسان العرب»: «فَرَّ الدابةَ يَفُرُّها، بالضم، فَرّاً: كشف عن أَسنانها لينظر ما سِنُّها. يقال: فَرَرْتُ عن أَسنان الدابة أَفُرُّ عنها فَرّاً إِذا كشفت عنها لتنظر إِليها. وفَرَرْتُ الفرس أَفُرُّه فرًّا إِذا نظرت إِلى أَسنانه».
أعترضُ على هذه القراءة والتفسير لأسباب كثيرة أوجز بعضها. إذا كان الفعل «فُرّت» كما يرى زكريا يعني الكشف عن أسنان الدابة لمعرفة سنها، وهو في هذه القراءة مبني للمجهول، فلماذا يتبعه حرف الجر «من»؟ نقول: فَرّ الرجلُ الحميرَ (جملة تتألف من فعل ماض مفتوح الفاء، يليه فاعل ومفعول به). وإذا لم نكن نعرف من قام بعملية الفرّ، فنقول: فُرَّتْ الحميرُ (جملة تتألف من فعل ماض مضموم الفاء وهو مبني للمجهول والحمير نائب فاعل). هكذا لا يستلزم الفعل فَرّ (بمعنى الكشف عن الأسنان) حرف جرٍّ (من) سواء أكان الفاعل معلوماً أم مجهولاً. لا بد أن أضيف مستدركاً أنه يمكن في الجملة العربية أن يكون الفعل مبنياً للمجهول وأن تحتوي الجملة إشارة خفية أو صريحة إلى الفاعل باستخدام كلمات أو حروف مساعدة. كما يمكن لأحدنا أن يبحث عن تبرير لاستخدام الحرف «من»، وربما عثر على شواهد في الرجز والشعر كأن يقول إن «من» تعني «بواسطة»، أو «مِنْ قِبِلِ». ولكن السليقة العربية تستبعد هذا في سياق الآية المشار إليها ولا أرى أي مُسوّغ لغوي أو بلاغي له.
رغم أن زكريا قد ذكر في بداية طرحه فرضيته أنه سيفكّ شفرة القسورة إذا غيّرنا لفظ الفعل «فرّت»، وبالنتيجة المعنى الذي يشير إليه، فإنه أخذ بأحد المعاني التي طرحها المفسرون واللغويون لكلمة القسورة: «رجل شديد قاسي اليد». بكلمة أخرى، كأنما الإشكالية التي تم حلها والتخلص منها هنا هي أن القسورة لا تعني رجلاً صياداً أو قناصاً، وإنما رجل قوي يتلُّ الحمير ويصرعها في البطائح. هكذا، زكريا لم يفككْ إشكالية أصل كلمة القسورة وإنما أخذ بواحد من معانيها التي وردت في الكتب وقرأ كلمة أخرى، كانت واضحة حتى هذه اللحظة، قراءة مختلفة، ورأى أنها كلمة مبهمة جديدة أو أسيئت قراءتها أو فهم معناها. إذا كان هذا هكذا، أي إذا أخذنا بأن القسورة تعني الرجل القوي الشديد، كما ذكرَ هذا تراجمةُ القرآن من بين معانيها وكما يرى زكريا، فإن الأجدر والأبلغ هو قراءة الفعل «فرّت» على أنه يعني الهرب والفرار وليس الإجبار على فتح الفم. لماذا ترتاع الحمير وتهرب من الرجل الشديد؟ لأنه خرج إليها فجأة ليصطادها أو يقتلها أو حتى ليمسك بها كي يفرها أو لمآرب أخرى. ليس غريباً عندي أو مفاجئاً تصحيحُ تحريفٍ أو تصحيفٍ بعد الغفلة عنه لقرون وأجيال، ولكن علينا أن نقارن بين المعنيين، وعلينا أن نتذكر سياق الحياة العربية القديمة وطبيعة الوحش والحيوان. دعونا نقارن بين الصورتين أو المعنيين حسب قراءة زكريا وحسب القراءة الشائعة.
أولاً، المعنى الجديد للآية حسب قراءة زكريا: يُشْبهُ الذين يُعْرِضُون عن الدين الجديد الحمير الأهلية المستنفرة بسبب إجبارها على فتح أفواهها ورؤية أسنانها لتحديد سنها، كأننا إزاء قطيع من الحمير في حِمى أو حظيرة يقف أمامه رجل قوي ليفتح أفواهها واحداً واحداً والحمير ترتجفُ. هنا نطرح بعض الأسئلة: كم كانت شائعة عملية الفرّ (فتح الأفواه لرؤية الضروس لتحديد سن الحمير الأهلية)؟ هل كان هذا المشهد شائعاً لتُسْتحضر صورته لتشبيه من لا يصغي إليك وينزعج مما عندك من أفكار وبِدَعٍ؟ هل وردت هذه العملية (الفر) في النصوص التراثية الأخرى كي تؤكد أن هذا الموقف «المؤلم» أو المربك كان يتكرر؟ لا أعرف الأجوبة، ولكن لا يبدو أن الحمير كانت أهم الحيوانات الأهلية في اقتصاد الناس إبّان نشأة الإسلام.
بالإضافة إلى ما سبق من أسئلة بل أهم منها كلها: هل الحمير الأهلية فعلاً تستنفر وتشعر بالذعر العظيم إذا فك إنسان قوي أفواهها لينظر فيها؟ هل هذا أشدّ هول تراه الحمير الأهلية في حياتها العملية كي يُضْرَبُ بمنظرها ومشهدها المؤلم مثلاً؟ كان عُمّال الطابوق في البلاد التي جئنا منها يكوون الحمير بالنار كي يَسِمُونها وكي يعرف كل عامل حماره وكانوا يخْصُون الذكور منها كي لا تهيج وتغتلم. رغم كل هذه الإساءات والآلام، ينهض الحمار الصابر بعد العملية المهينة ويبدأ قضم ما يجده من طعام كأن شيئاً لم يكن. فكيف فالحمار الذي فَتَحَ صاحبُه فَمَه؟ ربما عضّ الحمار أصابع الرجال أو رفس صدورهم بحافره حين يمسكون بقوائمه كي يطروحه أرضاً.
ثانياً، المعنى الشائع للآية: يشبه الذين يُعْرِضُون عن الدين الجديد الحمير الوحشية المستنفرة التي رأت حيواناً مفترساً ضارياً أو صياداً رامياً يتربّصُ بها فهربت مستنكرة له ومذعورة منه. أنْ يُشَبّه صاحب الدعوة الذي يثير الذعر بالأسد أو الصائد القناص ويُشَبّه غير المؤمنين بقطيع مذعور من الحمير الوحشية يركض للنجاة بجلده هو أبلغُ صورةً وأشد دراماتيكية. ما إنْ نقرأ: «كأنهم حُمُرٌ مستنفرة فَرّتْ من قسورة»، حتى نرى الصور المتحركة لقطيع كبير من الحمير الوحشية ذوات الخطوط البيض والسود. كأننا نسمع ونرى. النّقعُ القاتم في العُلى والسبعُ الجائع يركض. الآن، أي الصورتين أوضح وأعمق؟

تحفل القصائد العربية القديمة بصور كثيرة للحيوانات الوحشية


تحفل القصائد العربية القديمة، من العصر «الجاهلي» الذي نشأ فيه ومنه الإسلام، بصور كثيرة للحيوانات الوحشية وهي تصارع من أجل البقاء. هنالك قصائد كثيرة جداً لا يتّسعُ المجال لذكرها (النابغة الذبياني، امرؤ القيس، بعض شعراء المعلقات... إلخ) يخصص الشاعر العربي فيها شطراً صغيراً أو كبيراً من قصيدته ليصف الحمار الوحشي أو البقر الوحشي أو الظليم والنعامة والغزالة وهي تنعم هانئة في الفلوات، ثم فجأة تضطرب وترتبكُ وتهرب مسرعة بأقصى ما لديها من قوة ونشاط حين يدهمها الصيّاد أو السبعُ المفترس. يلجأ الشاعر القديم إلى هذه الثيمات ليضفي طابعاً من القسوة والوحشية على رحلته أو مغامرته في المفاوز والفلوات. ليس هذا فحسب، كثيراً ما يصف الشاعر مشهد حيوانٍ راتع في دِعَةٍ في الخمائل ثم فجأة يستشعر خطراً أو يهاجمه حيوان مفترس أو صيّاد فيركض الحيوان الضحية بكل طاقته كي ينجو بجلده. يصف الشاعر هذا المشهد ليساعدنا على تصور قوة ونشاط وسرعة راحلته (ناقته، فرسه) وكيف أنها مَكّنَتْهُ من قطع البوادي الموحشة. كذلك يصوّر الشاعر هذه الصراعات ليسلط الضوء على قساوة الحياة وهشاشتها حيث يبدو في لحظة ما كل شيء على ما يرام، وفجأة تتهاوى الأشياء وتزول. هكذا صورة فرار الحمير الوحشية من الأسد أو الصياد هي شائعة في المخيلة العربية آنذاك. وكثيراً ما استحضرها العرب كي يصفوا الذعر والفزع وسرعة الهرب من الخطر المحدق (المواقف غير المرغوب فيها غريزياً).
لقد استخدم الحمار عدة مرات في القرآن للتشبيه والحطّ والتقليل من شأن ومكانة المُشَبَّه وهو تشبيه ما زال شائعاً في الوقت الحاضر في الثقافة العربية وثقافات أخرى كثيرة غيرها. كأنما أراد في الآية أن يوبّخهم بحديث قاسٍ شديد اللهجة. كأنما أراد أن يخبرهم: ليست المسألة مسألة حياة أو موت فما بالكم تهربون مِنّي كالحمير الخائفة من الموت. أنا لست قسورة ولن أصطادكم وآكلكمْ. أنا أردت أن أتحدث معكم فقط عن الله والحياة. أنا أردت أن أدلّكُمْ على الهدى. يا حسرةً عليكم!
أخيراً، أحببتُ أن أنقل هنا جزءاً من مقالة المرحوم بَلَمِي لِما لَها من صلة بأصل كلمة قَسْوَرَة. في مقالته المشار إليها، يقترح بَلَمِي أن قَسْوَرَة كلمة مشتقة من كلمة «پَنْتورا» أو «پنتوره» السريانية، وتعني فهداً أو نمراً (وفي الإنكليزية: panther) التي يعود جذرها إلى الكلمة الإغريقية (πανθήρ). تمّ نسخ أو تدوين الحرف الإغريقي ݒاي (π) في السريانية باستخدام الحرف المبهم ٯـ الذي تقع حكاية صوته بين حكاية صوتي P وF. وعندما نُقْحِرَتْ الكلمة إلى العربية استخدم الحرف الملتبس ف/ق فكتب دون تنقيط كما كان عليه الأمر آنذاك هكذا «ٯ»، الذي يشبه الحرف السرياني ٯـ. هكذا حين نُقْحِرَتْ أو عُرّبَتْ كلمة «پَنْتورا» أو «پنتوره» رُسِمَتْ هكذا «ٯٮٮوره» في العربية. لأن حروف الكلمة غير منقطة. يمكننا تصور كيف صحّف النُّسّاخ الكلمة في ما بعد: ظنوا أن الحرف الأول قافاً وتوهموا أن الـ ٮٮـ تشير إلى أسنان السين فأصبحت الكلمة قسورا أو قسوره. ولأن التشكيل لم يُبْتَكَرْ بعدُ أثناء تدوين القرآن، فليس هنالك حركات على الحروف، فقرأوا الكلمة على وزن فَعْوَلَة كي تنسجم مع حكاية صوت «مستنفرة» ويتناسق السجعُ في الآية. ويضيف جيمس بلمي إن المقارنة بالنمر أو الفهد أفضل لأن رؤية أسد يطارد حماراً وحشياً لم يكن أمراً مألوفاً في البيئة العربية آنذاك، ولكن العرب عرفوا النمر والفهد كحيوانات تصيد. يذكر أن يزيد بن معاوية كان أولُ من حمل الفهود المُدرّبة على ظهور الخيل. لقد اجتهد بَلَمِي، فإن أخطأ، فَلَهُ حسنة واحدة، وإن أصاب، فَلَهُ حسنتان.
* كاتب عراقي