التضليل والربيع الحقيقي



خلال إحياء 14 آذار ذكرى أسبوع على اغتيال الشهيد محمد شطح، أكد الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري: «أن يقتلنا سلاحهم ألف مرة خير من أن نحمل السلاح لقتل البلاد وأبناء البلاد... وسنبقى جمهور الحق الذي يضرب الفتنة بالوعي والحكمة». كدنا نصدق ما قاله، إلا أن الأفعال تكشف زيف الأقوال، والإنشاء الذي يقرأونه ما هو إلا حبراً على ورق.

وهنا نذكّر الحريري بعدد من المناسبات التي استعملوا فيها السلاح الجارح... والقاتل، منذ «غزوة الكولا» حين أخرجوا شاكر البرجاوي من مكاتبه، كما هاجموا مراكز للحزب القومي في تلك المنطقة، وفعلوا الشيء نفسه بعد اغتيال وسام الحسن فأشعلوا مناطق الكولا والطريق الجديدة والبقاع والشمال طبعاً بالرصاص الحي، لا بالورود والعقل والوعي والحكمة. وما زالوا يتكلمون عن «سلاح المقاومة»، بينما هم المدججون بالسلاح. كما نذكّره بتغطية أحمد الأسير الذي أرهب منطقة صيدا بسلاحه. انظروا إلى جماعتكم في البقاع والشمال، يغلقون الطرقات كلما قبض الجيش على المجرمين والقتلة.
الكل يعلم أن في سوريا الشقيقة نظاماً وجيشاً يقاتلان إرهاباً منظماً مموّلاً من كل دول العالم التي تسمي نفسها «العالم الحرّ»، وهي دول استعمارية رأسمالية محكومة من اللوبي الصهيوني والماسونية العالمية، وكل هذا لتدمير آخر حصون المقاومة ضد الصهيونية وأعوانها الوهابيين التكفيريين القتلة. عن أي دولة تتكلمون؟ عن دولة مدنية علمانية تسعون إليها، أم دولة الإسلام في العراق والشام؟ وهل «داعش» و«النصرة» و«الحرّ» هم أنصار الدولة المدنية الديموقراطية أو دولة المؤسسات؟ عن أي عقل وحكمة تتكلمون؟ وهل لكم أن تتحفونا بما فعلتموه بمفتي الجمهورية؟ أنتم، من حيث تدرون أو لا تدرون، تقفون في الخندق نفسه مع العدو الصهيوني، فالتواطؤ السعودي مع العدو لم يعد سراً. وبالأمس قالها الأمير الوليد بن طلال بأنهم سيقفون مع «إسرائيل» إذا هاجمت إيران. السعودية أخذت على عاتقها تدمير كل الدول التي تهدّد أمن «إسرائيل». لهذا نرى التنسيق بين مخابراتها مع الموساد الصهيوني وفرنسا. هذا الثالوث لن يقف مكتوف الأيدي وهو يرى سوريا تقوم مرة أخرى بعد الحرب العالمية عليها، التكاتف بين كل الدول التي تساند المقاومة سيفشل مخطط الأعداء وسيضعنا في الطريق الصحيح نحو تحرير الدول العربية من الغرب في الطريق لتحرير كل فلسطين. أما ما يسمى «الربيع العربي» فهو فقط للتضليل. والربيع الحقيقي يبدأ حين نعرف من هو عدونا ونحاربه مجتمعين.
وائل يحيى