إنَّ مشكلة روسيا بالأمس، كما هي اليوم، ليست في أوكرانيا أو في محيطها فقط، بل هي أيضاً في استراتيجية حكام الكرملين اللاهثين خلف الغرب، والنخبة «المثقفة» الروسية المهيمنة على المشهد الإعلامي والثقافي. وها هو الخيار الغربي القاسي الوحيد يتجلّى أمامها - بعد أن ذاقت مجدّداً سيف العقوبات والحصار الغربي الشامل لأنها تحرّكت لضمان أمنها القومي كدولة كبرى - وهو التوجّه شرقاً والتحالف مع الأمم والشعوب المستهدفة بالعدوان الغربي وفي مقدّمتها الصين!هذه الخلاصة قد تبدو بديهيّة حين نضعها في سياق العلاقات التاريخية التي ربطت بين روسيا وأوروبا الغربية والولايات المتحدة منذ القرن التاسع عشر في أقل تقدير، ولكنها قد تعتبر من قبل البعض المراهن على الخطابة/ البلاغة دعوة للانعزال عن العالم المعاصر، حيث الهيمنة الغربية الأميركية على العالم هي التجلّي النهائي والوحيد لما يسمّى العالم المعاصر. وهذا الاعتبار غير صحيح بحسابات الوقائع التاريخية الجارية والمتراكمة طوال القرنين الماضيين، وبحسابات آفاق هذا الواقع المنتج لحقائق الجغرافيا السياسية على المدى المنظور وحتى البعيد.
بناء على هذا الاعتبار الخاطئ، يريد لنا البعض، وبحجة الدفاع عن روسيا المستهدفة غربياً بوصفها جزءاً من العالم المستهدف بالهيمنة الغربية والتفكيك والاستتباع، أن ننسى أو نتناسى أن روسيا يلتسين، ثم بوتين، حاولت الحصول على عضوية «الناتو» التي تريد منع أوكرانيا من الحصول عليها اليوم، لكن الغرب الأطلسي رفض طلب روسيا بكل غطرسة واستعلاء. وها هو الغرب اليوم يشرح لها السبب عملياً ويقدّم لها الدليل بمفردات هذه الحرب الاقتصادية والأمنية والإعلامية والثقافية التي لم يسبق لها مثيل، والتي لم تستثن حتى موسيقي عالمي رائع مثل تشايكوفسكي، أو الروائي العظيم فيودور دستويفسكي، المتوفيان في القرن التاسع عشر، لأنهما روسيان ليس إلا.
(أنجل بوليغان ــ المكسيك)

ومن الأحياء طردت السلطات في مدينة ميونيخ الألمانية كلاً من: المايسترو الروسي فاليري غرغيف، والمغنية الأوبرالية الروسية آنا نيتريبكو التي تعد واحدة من أكبر نجوم الأوبرا العالميين. كما شمل القمع الكاتب النمساوي بيتر هاندكه، الحائز على جائزة نوبل للآدب عام 2019، ليس لأنه أيّد الاجتياح الروسي لأوكرانيا ببيان خاص، بل لأنه رفض التوقيع على عريضة تدين هذا الاجتياح فدعا أصحاب العريضة إلى معاقبته بسحب جائزة نوبل منه وصدرت تصريحات متشنجة وعدائية ضده، وكأن لغة توحيد المواصفات القمعية «الليبرالية الجديدة» لا تسمح بأي تحفّظ على بيان سياسي أو عريضة لجمع تواقيع المثقفين قد لا يتفق المدعو للتوقيع عليها مع هذا التفصيل أو ذاك فيها. وهذه هي آخر طبعة من الليبرالية الغربية في مرحلة انحطاطها وتحوّلها إلى ذيل قميء للخطاب السلطوي وتحالف «الناتو»!
إن الخطاب الغربي واضح، فهو يقول لروسيا إنها «ستبقى معادية حتى يتم تفكيكها وإلحاقها كدويلات خاضعة وضعيفة بالمتروبول الغربي الأطلسي بغض النظر عن كونها قيصرية أو اشتراكية بلشفية أو رأسمالية يلتسينية».
لقد فعلت القيادات الروسية الرأسمالية القومية الحاكمة، منذ تفكيك وانهيار الاتحاد السوفياتي كل شيء، نعم كل شيء، كان يحلم به الغرب الإمبريالي ويتمنّاه؛ فأباحت له روسيا وثرواتها الظاهرة والباطنة، وفككت ودمّرت اقتصادها وصناعاتها وزراعتها وعلومها ومؤسساتها الأمنية، وسمحت لحلف «الناتو» بتطويقها بالقواعد والقوات العسكرية في جميع الدول المجاورة لروسيا وهي تتفرّج. ولكن الغرب لم يرضَ عنها ويمنحها شهادة حسن السلوك «الديموقراطية»، وحين أحسّت بحرارة صواريخ «الناتو» على لحمها الحي وانتفضت، جاعلة من شقيقتها السلافية أوكرانيا استثناء، جنَّ جنون الغرب وأطلق كل ما في خزين وعيه ولا وعيه من عداء لروسيا وجعل منها شيطاناً رجيماً يستحق المحق والإقصاء من المشهد العالمي!
أمّا بخصوص ما يقال ويكتب عن الحركات النازية الجديدة والقومية المتطرفة في أوكرانيا، فيمكن القول إن هذه الحركات في أوكرانيا تختلف عن شقيقاتها في جميع دول أوروبا الشرقية بما فيها روسيا ذاتها. ولكن، ومن ناحية أخرى، وبمنظار الموضوعية التاريخية التراكمية، فإن أية محاولة لفهم انخراط الكتلة الشرقية التي تشكّلت في أوروبا الشرقية بعد الحرب العالمية الثانية وسيطرة الجيش السوفياتي عليها، انخراطها في المشروع الغربي وحلف «الناتو» خارج إطار أخطاء وخطايا المرحلة الستالينية والستالينية الجديدة محكوم عليها بالفشل. فشعوب هذه المنطقة لا تنسى بسهولة ذكرياتها المرّة عن القمع الستاليني والحرمان من الحرّيات الفرديّة والعامّة وتهشيم الهويّات الوطنية لمصلحة سيادة هويّة «الأخ السوفياتي الأكبر» بعد أن تغيّرت هويّة الاتحاد نفسها من ديموقراطية سوفياتية «مجالسية» إلى دكتاتورية فظة وصريحة.
تختلف أوكرانيا في كونها البلد الوحيد التي انحازت نخبها وقياداتها السياسية في الغرب الأوكراني وبنسبة مهمّة إلى النازية، وقاتل قوميّوها بزعامة ستيبانبانديرا إلى جانبها ضد السوفيات، وهي تنحاز اليوم للخيار الغربي الأوروبي الناتوي، وإذا أخذنا في الاعتبار العداء التقليدي ذا البعد الطائفي «الكاثوليكي - الأرثوذكسي» في بولندا لروسيا الأرثوذكسية، فإن الدول الشرقية الأخرى التي انخرطت في حلف «الناتو» فعلت ذلك تحت ضغط التاريخ ووقائعه الساخنة لمرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية ومرحلة القمع الستالينية.
بالعودة إلى محور العلاقات الروسية- الغربية، يمكن الاستشهاد بما قاله الرئيس بوتين قبل أيّام، ففي سياق تبريره لعملية الاجتياح العسكري المستمرة لأوكرانيا، قال بوتين مذكِّراً الغربيين أن روسيا «سبق وأن أرادت الانضمام إلى الناتو ولكنكم رفضتم أن تكون روسيا صديقاً وفضّلتم التعامل معها كعدوّ»! وبوتين هنا يتناسى دورس التاريخ القديم والحديث والذي لم يقدّم لنا مثالاً واحداً على صداقة عقدت بين روسيا وأوروبا الغربية طوال القرنين الماضيين على الأقل!
ليس القصد هنا هو الدفاع عن قيام أوكرانيا بالإخلال بالأمن القومي الروسي لمصلحة الغرب، ووضع صواريخ «الناتو» على مسافة بضع دقائق من قلب موسكو، ولا هو في تبرير احتلالها ونزع سيادتها واستقلالها من قبل الكرملين، بل هو محاولة لتفكيك منطق وحجج المدافعين عن خيار قيادات ونخب روسيا نفسها في الاندماج والتماهي من موقع التابع مع الغرب، بعد كل هذا التاريخ من العداء الغربي المتأصّل والبالغ حدود الرُّهاب الجماعي «الفوبيا العصابية»!
لقد جعل الغرب من روسيا عدوّاً تاريخياً، سواء كانت هذه الروسيا قيصريّة إقطاعية (غزو بونابرت عام 1812)، أو اشتراكية سوفياتية (حرب التدخّل لـ14 دولة أوروبية في الحرب الأهلية بعد الثورة البلشفية عام 1917)، أو دكتاتورية ستالينيّة (الغزو الألماني النازي في الحرب العالمية الثانية)، أو الحرب الباردة وإحاطة روسيا بالستار الحديدي بعد الحرب العالمية الثانية، رغم أن روسيا السوفياتية ضمن الاتحاد السوفياتي قد تحمّلت الثمن الباهظ في الأرواح والممتلكات. فهل ستأخذ روسيا العبرة ممّا يجري وتكافح أوهام حكامها اللاهثين خلف الغرب وعضوية «الناتو»، وتحسم خياراتها الاستقلالية وتتجه شرقاً ضمن مشروعها الاشتراكي بعد مراجعته وتفادي أخطاء الماضي، وتترك الغرب يغرق في أزماته وآثامه بحق شعوب العالم حتى انهياره؟!
إن العداء الأوروبي- الغربي لروسيا ليس جديداً، وهو لا يتعلّق بالسبب السياسي المباشر غالباً، بل بشبكة من العوامل والأسباب التاريخية والاقتصادية والجيوسياسية القارية وحتى الطائفية الدينية. فقد كان أوّل غزو شنّته أوروبا الغربيّة ممثلة بنابليون بونابرت ضد روسيا القيصرية وحكمها المطلق في بداية القرن التاسع عشر (1812) ولسبب اقتصادي معلن وهو منع روسيا من المتاجرة مع بريطانيا، أمّا الهدف الحقيقي، وفق العديد من المؤرّخين، فكان تحرير بولندا الكاثوليكية من الهيمنة الروسية. وفشل الغزو وهُزمت فرنسا بونابرت هزيمة مذلة تكبد جيشها 380 ألف قتيل وحوالي 100 ألف أسير، رغم أنه دخل موسكو فاتحاً فوجد أن الروس أحرقوا كل ما فيها ممّا يمكن أن يفيد الغزاة، ليبدأ بعدها انكماش وسقوط البونابرتية في العالم!
العداء الأوروبي الغربي لروسيا ليس جديداً وهو لا يتعلّق بالسبب السياسي المباشر غالباً بل بشبكة من العوامل والأسباب التاريخية والاقتصادية والجيوسياسية القارية وحتى الطائفية


وفي عام 1917 أطاحت روسيا بالحكم البرجوازي الوليد، واختارت طريق حداثتها الخاص عبر النموذج الاشتراكي الماركسي بعد الثورة البلشفية، فرفضت أوروبا الغربية هذا الخيار الذي أرعب طبقاتها المسيطرة وتدخلت 14 دولة أوروبية عسكرياً في ما سمّي «حملة الـ14 أمّة» ومنها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا ورومانيا وإستونيا وأستراليا وكندا واليونان واليابان وغيرها. وقد عَمَّدَ تشرشل في بيان هذه الحملة الغزوية باسم «حملة صليبية معادية للسوفيات من 14 أمّة»، حينها، وقد وصف مؤسّس الجيش الأحمر وقائده ليون تروتسكي حينها هذه الجيوش بأنها «ليست أكثر من 14 كياناً جغرافياً و14 فرقة فرنسية إنكليزية» (النبي المسلح - دويتشر)، وانتهت هذه الحملة بأن سحقت روسيا السوفياتية هذا التدخّل العسكري الغربي وسحقت معه القوى الرجعية الروسية البيضاء.
ثم، وفي عهد روسيا الستالينية، شنّت أوروبا الغربية، ممثّلة هذه المرّة بالآلة الحربية الألمانية النازية الهائلة التي أرادها الغرب في البداية أن تكون حفّار قبر روسيا السوفياتية، هجوماً دموياً على الاتحاد السوفياتي، ولكن ألمانيا النازية لم ترحم أوروبا الغربية نفسها في طريقها شرقاً لالتهام الاتحاد وثرواته، وقد نجحت روسيا السوفياتية ضمن الاتحاد السوفياتي، وبعد تضحيات وخسائر جسيمة في التصدّي للآلة الحربية النازية وهزمتها هزيمة شنيعة في معركة ستالينغراد دمَّرَ السوفيات خلالها الجيش النازي السادس والفيلق الرابع التابع للجيش الرابع، واللذين يقدّر عديدهما بربع مليون عسكري، لم يعد منهم حيّاً إلى ألمانيا إلا قرابة 6 آلاف فرد، وشقّت الدبابات السوفياتية لاحقاً طريقها نحو برلين وأسقطت النازية الألمانية في عقر دارها ورفعت العلم السوفياتي على الرايخستاغ معقل النازية الهتلرية! ورغم أن روسيا السوفياتية قاتلت هذه المرة جنباً إلى جنب مع دول الحلفاء الغربيين ودفعت الثمن الأضخم في هذه الحرب والذي فاق نصف خسائر جميع الشعوب والدول الأخرى، ولكنها حين انتهت الحرب وجدت نفسها محاصرة خلف الستار الحديدي وتخوض الحرب الباردة التي بادر إليها الغرب بزعامة أميركا!
لقد طلب ستالين من الغرب أن يمدَّه بقرض بقيمة خمسين مليون دولار ضمن خطة مارشال الأميركية لإعادة إعمار أوروبا بعد الحرب، ولكن الرئيس الأميركي هاري ترومان رفض ذلك الطلب، وبدأت إثر ذلك عملية عزل ومحاصرة روسيا التي لم تنته إلا بتدمير الاتحاد السوفياتي من قبل حلفاء الغرب الروس بقيادة بوريس يلتسن ومعاونه الأوّل بوتين ورئيسهما غورباتشوف!
وأخيراً، فربما يبدو المنظّر الاقتصادي الروسي المرموق فالنتين كاتاسونوف متفائلاً أكثر ممّا ينبغي حين لخّص رأيه بالعقوبات الانتقامية الغربيّة الحالية ضد روسيا فقال ما معناه؛ إذا كان الستار الحديدي ضد الاتحاد السوفياتي الضعيف والمدمّر في الخمسينيات من القرن الماضي بفعل الحرب العالمية الثانية قد حوّله إلى دولة عظمى بالاعتماد على قواه الخاصة، دولة واجهت دول القطب الغربي كلّها، فإن روسيا الصاعدة اليوم اقتصادياً وعسكرياً وتكنولوجياً ستخرج من الحصار الغربي الجديد الراهن أقوى من ذي قبل (برنامج «قصارى القول» قبل أيّام). إن الوضع الجيوسياسي العالمي الراهن لا يحلّه ويفسّره هذا النوع من المقارنات الشكلانية التي لا تقيم اعتباراً جدليّاً لحقائق الواقع التاريخي ومنه أن القيادات الروسية الراهنة لا تحمل في عصرنا مشروعاً جيوسياسياً واجتماعياً أممياً مستقلاً ينافس الغرب، وهذا الطموح الكوني الكبير للجم ومحاصرة الإمبرياليات الغربيّة المعادية للشعوب وردعها لن يكون ممكناً من دون أن تتخلى القيادات الروسية عن أوهامها وتعويلها الذيلي على صداقة بأي ثمن مع الغرب الإمبريالي.
إن الغرب لن «يخرج من جلده طوعاً» ويتخلّى عن طبعه ومضمونه الإمبريالي لسواد عيون بوتين أو سواه من قيادات الكرملين البرجوازية، بل هو - الغرب - لا يفهم إلا نوعاً واحداً من الصداقة هي «صداقة الاستسلام الكامل والتام» والتحوّل إلى تابع يدور في فلكه. وهنا - في فقدان المشروع الروسي المستقبلي وهيمنة الأوهام الروسية الحاكمة - تكمن نقطة ضعف روسيا الكبرى والتي ستجعل هذا التفاؤل الكاتاسونوفي محفوفاً بالمخاطر وذا أساس جيوسياسي هشّ!
يمكن لهذه المواجهة والحملة الغربيّة ضد روسيا في هذه الحرب أن تكون فرصة ثمينة لروسيا لتتخلّص من أوهامها الغربيّة بشكل نهائي وتفعّل تحالفاتها الشرقيّة وتبني وتضع موضع التطبيق بدائلها المالية والتكنولوجية والإعلامية للأساليب والأنظمة الغربيّة التي شهرت ضدها كسلاح ومنعت من استخدامها، بدءاً من الاستغناء عن نظام «سويفت» للتحويلات المالية وتمتين استقلالها المالي والانفكاك التدريجي عن اقتصاد الدولار وليس انتهاء بمراجعة دورها في المنظمات التي تسمّى دوليّة ومحايدة وانكشفت على حقيقتها كمنظمات تابعة للمنظومة الغربية الإمبريالية. وهذا قطعاً طموح كبير لا يمكن أن يتحقّق بين يوم وليلة ولكن شرطه الأوّل يكمن في تبني فلسفة جيوسياسية استقلالية وتقدّمية حقيقية، وتلك ستكون مهمّة المستقبل التي ستفرض نفسها على القوى التقدّمية الروسية ذات الخبرة الضخمة خلال السنوات القادمة كما نرجّح، وخصوصاً إذا ما تخلّى الحزب الشيوعي الروسي عن مواقفه المتماهية تماماً مع مواقف الكرملين ومن دون أدنى تحفّظ تمليه مبادئه الطبقية والأممية المعلنة.
أمّا البديل الذي يقدّمه المنظّر الأيديولوجي القومي الروسي ألكسندر دوغين، ويتبنّاه الرئيس بوتين، والمتمثّل في النظرية الجيوسياسية القائلة بالمشروع الأوراسي بقيادة روسيا الأرثوذكسية «الاستثنائية» ومعاداة الحداثة والليبرالية الغربية ككل ومن دون تمييز بين الجوهر التقدّمي التأسيسي لها والعدوانية الإمبريالية المتفاقمة ضد شعوب العالم وتمظهراتها الأيديولوجية في الخطاب الليبرالي السلطوي الحالي، وعلى ركيزة أخرى هي تصنيم الرئيس الروسي الحالي ضمن مقولة دوغين «هناك الرئيس بوتين وأنا والشعب الروسي المحافظ» (مقابلة تلفزيونية معه 14 تشرين الثاني 2021)، فهي لا تعدو كونها نسخة شاحبة من أيديولوجيات اليمين القومي الروسي المحافظ، ولا تصلح لتكون بديلاً ونقيضاً كفاحياً يواجه بجدارة المشروع الإمبريالي العالمي ولا تصلح لتكون حلاً واعداً لمشكلات روسيا ذاتها في البعد القومي المحلي!
* كاتب عراقي