نشمخ ببطولاتكم ونكبر بتضحياتكم على طريق تحرير فلسطين، كل فلسطين. لقد حقّقتم ما كان يبدو مستحيلاً عند دعاة التسوية والتفاوض، وما يبدو أملاً يملك علينا تفكيرنا نحن المنحازين لمعسكر المقاومة ونهجها دونما تردّد أو تلعثم. لقد تسيّدتم ببطولاتكم ومعجزة اقتحاماتكم التي أبهرت عدوّكم قبل شعبكم، شعبكم الذي ما تشكّك يوماً بقوتكم وإصراركم وإرادتكم في القتال.أثلجتم صدور شعبنا بإعلان أسر العشرات من جنود وضباط ومستَعمرين. أنعشتم أمل الآلاف من الأسرى بقرب تحرّرهم، وخاصة ذوي الأحكام العالية الذين بات يزيد عددهم على الخمسمئة، والأهم جعلتم أمّهات الأسرى وأطفالهم يتعلّقون بما أعلنتم: تحرير الأسرى.
حتماً سيسارع المحتل الصهيوني إلى طلب عقد صفقة تبادل، وتلك فرصة شعبنا لتحرير الآلاف، ولتبييض السجون، فتلك فرصة عظيمة خلقتموها ببطولاتكم وتضحياتكم، ولكن لا تنسوا الرفيق المقاوم الكبير جورج عبد الله وأنتم تعدّون قوائم الأسماء.
جورج عبد الله، منذ حوالي 40 عاماً، وهو يقبع في سجون الإمبريالية الفرنسية، وترفض الحكومة الإفراج عنه تحت ضغط علني ومكشوف من سيدتها الإمبريالية الأميركية، رغم قرار المحكمة بالإفراج عنه.
جورج مقاوم لبناني بطل، قاتل الصهاينة في كل مكان، وغدا اسمه أيقونة للكفاح الأممي ضد الإمبريالية والصهيونية. أقلّ ما يقوم به شعبنا تجاه هذا البطل الذي قاتل من أجل فلسطين هو الإصرار على تحريره في أية مفاوضات ستجرى لتبادل أسرى متوقّع.
سواء كان هناك مَنْ يحملون جنسية فرنسية بين المستَعمرين الأسرى أو لم يكن، فهذا يجب أن لا يغيّر شيئاً من ضرورة المطالبة بتحرير المقاوم عبد الله. في كل الأحوال، وأمام إصراركم، سترضخ الإمبريالية الفرنسية لضغوط الصهاينة الفاشيين المعنيين بعودة أسراهم، فقط لتصرّ المقاومة على تحرير عبد الله من الأسر.
في أية عملية تبادل، بات من الملحّ أن تصرّ المقاومة على تحرير المقاوم الكبير جورج عبد الله، فهذا أقلّ ما نقدّم لمناضل بطل أمضى 40 عاماً في الأسر على شرف القتال ضد الكيان الصهيوني.

* كاتب فلسطيني وأسير سابق