المحرمات سقطت... والعرب معها!
سقطت المحرمات ومعها الأقنعة، فإذا بالعدو التاريخي للعرب وبخاصة لشعب فلسطين، «إسرائيل»، بات جاراً «طيباً ودوداً» تنسج معه علاقات تجارية وأمنية وسياسية واستخبارية، سراً وعلانية، ويُنصت زعماء العرب وبعض قادة المسلمين بشغف إلى رئيسه «حمامة السلام» بيريز، قاتل أطفال قانا وغزة ومغتصب الأرض، ويصفّق له بحرارة!
لم تعد إسرائيل عدواً يتعيّن محاربته لاسترجاع «الوطن السليب»، بعدما أمعن الإعلام العربي الرسمي والفضائيات الدائرة في فلكه في كيّ الوعي العربي الشعبي بجرعات يومية مسمومة تدغدغ النعرات المذهبية السنية ــ الشيعية وتصور له أن «العدو» هو إيران لا إسرائيل، وأن الأرض «المحتلة» هي في سوريا وليس فلسطين، ولذا بات الجهاد فيها «فرض عين»، فإذا بالأبواب تفتح أمام جحافل التكفيريين من أربع رياح الأرض للقدوم لتحريرها، وتظهر «فتاوى» لالتهام الأكباد وحزّ الرؤوس وتدمير الأديرة والكنائس وأضرحة الصحابة... وحتى قطع الأشجار المعمرة للاشتباه في عبادتها! متى يستفيق العرب من غيبوبتهم وحالة الانفصال عن العصر والواقع؟
أنيس الريحاني


■ ■ ■


وهل يخفى القمر؟

لا يعتري القارئ العربي شك في أن سكان الجزيرة العربية القابعين تحت ظلام الحكم السعودي لا يمكن أن يقفوا مع جلاديهم ضد الشعب السوري الذي كنَّ ويكنُّ لأهل الحجاز كل مودة واحترام ويشاركهم همومهم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وبداية تصاعد الدور الأميركي في نهب ثروات أهل الحجاز وسواهم «على المكشوف».
لقد حاول طغاة الحجاز، رأس الحربة العلنية للولايات المتحدة في المنطقة في الخمسينيات من القرن الماضي، قلب نظام الحكم التقدمي في سوريا مرتين. لكن الإذاعة السورية كما أذكر لم تأل جهداً، في بيانات وأحاديث، في التفريق بين أزلام الأميركيين وبين شعب الحجاز القابع تحت ربقتهم.
ذلك تعلمناه منذ طفولتنا ولم ننسه في شيخوختنا، وذلك أيضاً ما لقنّا أبناءنا وبناتنا، مرفقاً بأمل زوال الكابوس الذي يقيّد الشعب العربي في الجزيرة ويمنعه من تحقيق إمكانيته واستغلال ثروته للنهوض بالمجتمع الحجازي والتحرر من ربقة «الإيديولوجية التكفيرية» البدائية.
حينها لسوف يلعب شعب الحجاز دوراً لا يقاس في نضال شعوب المنطقة ضد أعدائهم وأعداء شعوب العالم.
كلا! لم نخطئ الظن ولم يراودنا شك أو وهم!
خالد البزري