في بداياتها، أربكت الانتفاضة الشعبية في سوريا حسابات بعض قطاعات اليسار، وبعض النخب الثقافية والسياسية العربية، انطلاقاً من وضع النظام السوري كنظام «ممانع» وداعم لحركات المقاومة في الوطن العربي. ثم ما لبث هذا الارتباك أن تحوّل إلى موقف ثابت ومتصلب في التعامل مع «الأزمة» السورية، وخصوصاً بعد نجاح معارضة الخارج، متأثرة بالتجربة الليبية، في بلورة المجلس الوطني السوري، الذي عمل على استخدام الحماية الدولية تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي ينص على التدخل العسكري. كل ذلك أثبت لداعمي النظام السوري صوابية دعمهم وموقفهم، ودفعهم إلى التشكيك في الحراك الشعبي وغاياته وأهدافه.
وهكذا، فقد صاغ هؤلاء موقفهم الداعم للنظام السوري انطلاقاً من تحليل سياسات وأهداف معارضة الخارج، أي المجلس الوطني، لا انطلاقاً من تحليل طبيعة الحراك الشعبي وغاياته وأهدافه، فكان موقفهم وحيد الجانب، غير قادر على فهم استمرارية حركة الشارع السوري وتجذرها، بما يجعلها عصية على القمع والإخماد. فقد جاءت الحركة في سوريا كجزء من النهوض الثوري العام الذي اجتاح الوطن العربي بعد الانتفاضات في تونس ومصر، فرغم الاختلاف الجزئي للنظام السوري عن قرينيه المصري والتونسي، إلا أنّ جوهرهما واحد: قمع للحريات وتسلط ونهب مستمر وإثراء واغتناء عبر ابتلاع الدولة وأجهزتها وثرواتها وشعبها معاً.
والمتابع لبداية الحراك الشعبي ولتصاعده لا بد أن يلحظ أنّه كان نهوضاً عفوياً، بدون قيادة وبدون أهداف واضحة ومحددة سوى الرغبة في إطاحة النظام الممقوت، مسنوداً بالتغيير النفسي للمواطن العربي بعد نجاح الثورتين التونسية والمصرية. ثورتان حطمتا أسطورة النظام العربي الذي لا يقهر ولا يسقط، فسقط بمشهد درامي وفي أيام معدودة تابعها ملايين العرب في أول بث فضائي حي ومباشر لثورة شعبية عبر التاريخ.
لكن عفوية الحراك وضبابية أهدافه في البداية، لم تحجبا عن الصورة أنّ لهذه الحركة طبيعة تقدمية وإمكانات ثورية لا يمكن إنكارها. فقد كانت القوة المحركة الرئيسية للانتفاضة هي الشعب الثوري: جماهير الفقراء والمهمشون في المدن السورية الضعيفة تنموياً وفي الأرياف، إضافةً إلى الفئات الدنيا من الطبقة الوسطى. ومن وجهة نظر يسارية، لا يمكن إنكار العناصر الثورية الموجودة بالفعل في الكتلة الجماهيرية المنتفضة. إنّ تحليل طبيعة الكتلة الجماهيرية المنتفضة ضروري وحاسم في الوصول إلى قراءة شاملة ومتوازنة تأخذ جميع العناصر بعين الاعتبار، وتبيّن كيف يمكن حل التناقضات دون ابتسار الواقع بجمل السالب والموجب، والكليشيهات السياسية ذات المنطق الشكلي والأحادي.
وتبقى مشكلة عدم وجود قيادة ثورية، وعدم تنظيم الفئات الشعبية الثورية التي تمثّل أساس الثورة هي القضية الأبرز، التي تعزز من إمكانات سرقة الثورة لمصلحة قوى مرتبطة وتابعة للغرب. ويبقى أيضاً النظام السوري هو المسؤول الأول عن سحق الطبقات الشعبية في عقود الاستبداد الطويلة الماضية، ومنع قيامها بالتنظّم والتشكل المستقل عن المافيا الحاكمة، وبالتالي إضعاف آليات المجتمع الداخلية الوطنية المسؤولة عن المقاومة والتصدي للتدخلات الغربية المشبوهة، ولمحاولات السطو على حركة الجماهير من قبل قوى ومجالس مرتبطة بسياسات النفط العربي. لقد خان اليسار التقليدي الطبقات الشعبية على مدى أربعين عاماً بسكوته عن مطالبها، وعدم دفعها نحو التنظم المستقل عن الكمبرادور المحلي، ويأتي اليوم ليشكك في حراكها ويطالبها بالكف عن ثورتها، زاعماً أنّها تخدم المؤامرة الإمبريالية على المقاومة والممانعة في الوطن العربي، وذلك دون أن يفهم أسباب حراكها ومعاناتها التي اشتدت في سنوات اللبرلة الأخيرة، وأدت إلى سحق وتهميش كبير لأعداد متزايدة من السوريين. ومن دون فهم هذه الحقيقة العلمية التاريخية لا يمكن الوقوف على حل لما يسمّونه «الأزمة» السورية.
التخوّف من الدور الخليجي والغربي هو تخوّف مشروع ومبرر وواجب، لكن ما يحدث أنّ طريقة إدارة النظام لأزمته، فتحت سوريا على كل أنواع الدمار والتدخلات الأجنبية والاستخبارية المحتملة. الشعب انتفض وليس من الممكن إيقافه وإعادته إلى قمقمه قبل حصول التغيير، وتأييد الثورة في سوريا ما دامت شاملة ومتجذرة هو أمر مبدئي، أما من سيستفيد منها، وتخوفات البعض من وصول قوى رجعية إلى السلطة، فهو صراع غير محدود ويخضع لسيرورة ثورية طويلة الأمد. لقد استطاعت تلك الثورات كسر حالة الموات والجمود، وهذا أهم ما يحدث في عالمنا العربي وفي سوريا. لماذا أيدنا الثورة المصرية وكتبنا فيها الأشعار، رغم أنّ نتيجتها كانت وصول القوى الإسلامية وسيطرتها على البرلمان؟ (وهو ما لن يحدث في سوريا بالدرجة نفسها التي حصل بها في مصر)، لأنّ الشرعية البرلمانية ليست هي المحدد لسياسات اليسار وللطبقات الشعبية، الأهم هي الشرعية الثورية على الأرض. شرعية الشارع هي الأقوى والأمضى، وهي التي تسن القوانين وتغيّر الدولة، وهذا ما أطلقته الانتفاضات العربية في كل مكان، وفي سوريا أيضاً، وتأييدها هو أمر مبدئي واستراتيجي، إذ ليس من المنطقي أن نقف ضد تطلعات شعب بأكمله إلى حياة كريمة وعادلة وحرة، بحجة دعم ممانعة مهترئة، وهذا لا يعني في الوقت ذاته أن ندعم معارضات مرتبطة بأجندات خارجية. وعلى ذلك يكون تأييد الثورة تأييداً لشرعية جديدة هي شرعية الشارع، وهذه الشرعية هي حاملة مشروع نهوض حقيقي في الوطن العربي، مشروع الطبقات الشعبية المقاوم الحقيقي للإمبريالية ولنظم الكمبرادور العربي المنحطة من الخليج إلى المحيط.
إنّها مراهنة رابحة على إرادة الطبقات الشعبية وقوة اندفاعها نحو التغيير ووعي هذه الطبقات لمصالحها، فدائماً وعبر التاريخ امتلكت الشعوب حسها السليم والحقيقي. وما دعم الشعوب العربية في مصر وتونس واليمن وبقية البلدان للثورة السورية إلا تعبير صادق عن هذه الحقيقة التاريخية، وما تقاعس وتردد نخب اليسار إلا تأكيد لهذه الحقيقة أيضاً.
الشعب «ماشي وعارف طريقه»، بينما تعيش بعض قطاعات اليسار أوهام «الدونكيشوت» الذي يريد محاربة الإمبريالية بالمثقفين والفيسبوك! إنّ الطبقات الشعبية المنتفضة هي التي تحارب وتنتصر، وغير ذلك أوهام وأمراض نخب مهزومة. نتخوف معكم من الدور المشبوه لقسم من المعارضة المشبوهة، لكن الجماهير المنتفضة في مكان آخر، لماذا نتركها للمتسلقين وللمال الخليجي؟ باختصار سيتغيّر النظام في سوريا، ومن المحتمل أن يكون هنالك بديلان: بديل برلماني رسمي يتسيده الإخوان والليبراليون (كما في مصر وتونس)، وبديل شعبي سيشكل منظماته ومؤسساته ويناضل لاستكمال ثورته وتطهيرها (كذلك مثل مصر وتونس). هذه حقيقة تاريخية سيثبتها المستقبل العربي القادم، ارسموا سياساتكم وتحالفاتكم وناضلوا على ضوئها.
* كاتب عربي
14 تعليق
التعليقات
-
تحليل مميزتحليل ممتاز لواقع الاحداث في سوريا والالتباسات المتعلقة باممانعة ودور الاسلاميين القادم، خصوصا السؤال الذي طرحه الكاتب: لماذا الجميع ايد الثورة المصرية وكانت ايقونة الثورات العربية مع انها اكثر ثورة اوصلت اسلاميين للحكم؟!! بالفعل القضية قضية مبادىء اولا ومراهنة استراتيجية على ان الناس ستكون بالضرورة ضد امريكا واسرائيل
-
رد "الممانعة المهترئة"!أعاتب دهرا لا يلين لعاتب...وأطلب أمنا من صروف النوائب وتوعدني الأيام وعدا تغرني...وأعلم حقا أنه وعد كاذب خدمت أناسا واتخذت أقاربا...لعوني ولكن أصبحوا كالعقارب ينادونني في السلم يا بن زبيبة...وعند صدام الخيل يا ابن الأطايب ولولا الهوى ما ذل مثلي لمثلهم...ولا خضعت أسد الفلا للثعالب
-
حلال على الشاطر وحرام على الغبياقرأو الحكاية لتفهموا:كان في طبيب يعمل في مشفى مجانين وذات مرةشاهد المجانين ناس كثيرة في ميادين كثيرة من خلال شاشة بحجم الجزيرة وسهى الطبيب ان باب المشفى صار مفتوحافماذ حصل؟الذي حصل ان المجانين تخيلوا انفسهم فرسان وانطلقوا يتسابقون وخرجوا من باب المشفى يهتفون ويتصايحون انتبه الطبيب للهتاف والصياح وراى المجانين خارج المشفى فماذا فعل الطبيب؟ الذي فعله الطبيب هو ان ركض بأقصى سرعته حتى صار في مقدمة المتسابقين فدار معهم دورة واحدة وهو في المقدمة وهم يلحقون به ليسبقوه وظل الطبيب يركض وهم يركضون حتى وصل الى المشفى ثانية فدخله وهو مازال يركض والنزلاء الفرسان يلحقونه حتى عادوا جميعا الى الداخل وعندئذ سارع الطبيب لاغلاق باب المشفى وتوتة توتة خلصت الحتوتة.أما ما حصل بعد ذلك يا اطفال يا ثوريين يا حلوين فالآن ناموا عددا آخر من السنين حتى نعرف ونخبركم كنا صائبين أو غلطانين والله يرحم المثقفين ومليون لعنة على الجدد من الليبراليين,
-
الخروج من المتاهة على ضوء الواقع -3"التخوّف من الدور الخليجي والغربي هو تخوّف مشروع ومبرر وواجب،.." و"نتخوف معكم من الدور المشبوه لقسم من المعارضة المشبوهة." الكاتب يتخوف أما اليسار فيجب أن يحسب بدقة ويبني موقفه على قراءة الواقع كما هو، لا كما يود له الكاتب أن يكون، وأن ينظّم ويحرض ضد التدخل والعدوان الغربي\الخليجي. لا شك في أن من واجب اليسار، التقليدي وغيره، أن ينظم الطبقات الشعبية (مستقلا "عن الكمبرادور المحلي"!)، وأن يرتقي بها إلى مستوى الثورة، بقيادته. فما لدينا اليوم، باعتراف الكاتب، من غياب تنظيم وبرنامج ثوريين، يعني غياب الثورة، وليس أسوأ من التقاعس عن العمل الثوري إلا الوقوع في خطأ قراءة الواقع وادعاء وجود ثورة غير موجودة، أو اسباغ صفة الثورة على حراك شعبي صادرته الثورة المضادة! فمقارنة بالاخوان المسلمين اللذين يحضرون المائدة للأمريكان، يمكن اعتبار النظام نظاما ثوريا يواجه ثورة مضادة، أو هذا على الأقل ما يراه جزء لا يستهان به من شعبنا بحدسه الرفيع (أوكي، لا تنس، فقط بالمقارنة!) حدود الحراك الشعبي، على مساحة الوطن وفي مده وجزره، أيضا برهن على أن الشعب السوري، كبقية الشعوب، يمتلك حسا سليما حقا. فالطبقات الشعبية المتضررة من سياسات السلطة على مدار عقود لم تنتفض بمعظمها لإدراكها غياب البديل الثوري، ولأنها رأت بأم عينها مصادرة الانتفاضة من قبل المعارضة الاكثر رجعية وخطورة عليها من النظام الحالي. نعم، أدعو مع الكاتب إلى "مراهنة رابحة على إرادة الطبقات الشعبية" ووعيها لمصالحها.
-
الخروج من المتاهة على ضوء الواقع -2"تحليل طبيعة الكتلة الجماهيرية المنتفضة ضروري وحاسم" وكذلك تحليل كل القوى المؤثرة وتوازناتها المتغيرة "للوصول إلى قراءة شاملة ومتوازنة". فبعيدا عن التنظير والارادوية، من مِن التنظيمات اليسارية، أو كلها مجتمعة حتى لو تحركت بناء على نصيحة الكاتب في الجملة الأخيرة من مقاله "هذه حقيقة تاريخية سيثبتها المستقبل العربي القادم(!!!)، ارسموا سياساتكم وتحالفاتكم وناضلوا على ضوئها" بعد تنبؤه بشكل لا يدع مجالا للشك بسقوط النظام وشكل التطور السياسي السوري لاحقا، أسأل هل توازن هذه التنظيمات مجتمعة التفجيرات التي حدثت والمرشحة لأن تحدث أكثر في الشوارع السورية، وتفجير الفضائيات المعادية للوعي الشعبي، القائم على قدم وساق منذ بدء الانتفاضة؟ هل توازن تأثير العقوبات الاقتصادية والتهديدات "بالممرات الآمنة" والحظر الجوي؟ هل توازن قدرة تنظيم الاخوان المسلمين المدعوم بملايين وملايين الدولارات خليجيا وأمريكيا؟ هذه ليست دعوة للتسليم بانعدام التوازن، بل لوعي ثقل العوامل الخارجية للوصول إلى توازن، أقلّه في القراءة!
-
الخروج من المتاهة على ضوء الواقع -1هذا الطرح هو الأكثر تماسكا من كل ما قرأت في الدفاع اليساري عن الانتفاضة السورية -والمصادرة الآن من قبل القوى المرتبطة بالغرب، وليس كما ورد في تقييم الكاتب "[إمكان] سرقة الثورة لمصلحة قوى مرتبطة وتابعة للغرب." ولكن الخطأ الذي يرتكبه الكاتب كما أغلب اليساريين الذين يكتبون دفاعا عن الانتفاضة هو إغفال دراسة العوامل الخارجية وتأثيرها على الانتفاضة وتفاعل النظام مع الاخيرة في ظل التدخل الخارجي الذي لا شك في وجوده منذ ما قبل الانتفاضة وتسارعه مع انطلاقتها. يقع الكاتب في الفخ المعاكس للذي وقع فيه بعض اليسار موضع انتقاده. فهو يرمي جانبا ثقل معارضة الخارج والقوى الغربية وتأثيرهما على الوضع السوري وبذلك يأخذ موقفا وحيد الجانب لا يتطرق إلى حقيقة الأخطار التي يجلبانها على البلد برمته، كما يغفل التطرق إلى البعد الطائفي الذي أضفي على الصراع القائم من قبل معارضة الخارج بدرجة تفوق الدور الذي لعبته في ذلك أسوأ ممارسات السلطة. ملاحظة الكاتب عن ارتباك اليسار وحسم موقفه لاحقا يعكس حقيقة ترهله وعدم فعاليته، ولكن هذا لا يعني أن نضلل أنفسنا اليوم بقراءة وردية للواقع. فمشكلة عدم وجود قيادة ثورية وعدم تنظيم الفئات الشعبية الثورية لا تُحل بمجرد الإعلان عنها، بل تعكس واقعا يتطلب تجاوزه سيرورة اجتماعية وذاتية يبين واقعنا أننا لا نزال في بداياتها.
-
هل البداية كانت عفويةيتعامل الكاتب مع بعض القضايا وكأنها حقائق فيقول "لكن عفوية الحراك وضبابية أهدافه في البداية..." من أين لك تأكيد عفوية الحراك؟ 1-عندما يظهر على موقع الياهو إعلان في 1-2-2011 عن دعوات على الفيس بوك من قبل معارضة النظام ليوم غضب سوري في الخامس من نفس الشهر فهذا ليس عفوية حراك. 2-عندما تُنشأ قنوات فضائية على عجل قبيل 15-3-2011 وأجزم أن الكاتب يعرف من أنشأها فهذا ليس عفوية حراك. 3- عندما تجد سورييين ناطقين باسم الثورة من النظام وخارجه معروفون بانتهازيتهم العالية لدى محيطهم وسرعة التقاطهم للفرص وركوب الموجة فهذا ليس عفوية حراك. 4-عندما تجد رجل اﻷمن يتحلى بصبر أيوب لمواجهة هذا الحراك وهو الذي تعود طيلة أربعين عاماً أن يجثم فوق صدورنا بالوقت والطريقة التي يشاء فهذا ليس عفوية حراك
-
تقدمية جدا!!؟أكبر دليل على أن للحركة الشعبية في سوريا " طبيعة تقدمية"هو أنها أقصت النساء عنها منذ البداية ، ومنعتهن من الخروج إلى الشارع إلا حيثما قدر لها أن تصادف ناصريين أو شيوعيين ( وما أقلهم). ومن ملامح طبيعتها التقدمية أيضا أنها رفعت شعارات مذهبية وطائفية منذ ساعاتها الأولى. ومن ملاح طبيعتها التقدمية كذلك أنها نادت بتدخل الحلف الأطلسي منذ البداية، و رفعت صور اأمير قطر،الملك السعودي، أردوغا)!! غريب أمر هؤلاء المثقفين العرب ،
-
آه يا عبقري يعني شوف كلآه يا عبقري يعني شوف كل هالمراكز الدراسات والمحللين الدوليين والعرب والأجانب والسياسيين والإحصاءات وغيرها وغيرها وما حدا طلع بالنتيجة لي أتحفتنا بها الآن ليبراليون وإسلاميون قلت ؟ لن أجادل في مدى استحالة هذا الاحتمال في سوريا بالذات، لأن الأيام القادمة التي تلوحها في وجهنا هي التي ستثبت لك العكس، دون جهد إضافي منّا ولكن، النموذج المصري كتير عاجبك بفهم؟ أهذا هو حلمكم الكبير أيها المثقفون، آذان في البرلمان، وتكفير البابا شنوده، وتحريم نشر كتاب ألف ليلة وليلة وكتابات نجيب محفوظ، والمحافظة على "علاقات الجوار" مع إسرائيل؟؟؟ يا عين على هيك مثقفين، (آخرهم المثني على بيان الأخوان المسلمين، العلماني اليساري ميشيل كيلو!!)، يا عييييين ويا ليل، أعطني مقاماً يا عازف الدربكة!! صدق لي قال وصلنا آخر الزمن، علامات القيامة هي!!