أحاجج بأنّه من واجب الجمهور، وأيضاً «المثقّفين»، الاستحصال على قدر ما من الثقافة العسكريّة، كما كان يفعل أسلافنا مرغمين لضرورات الحياة. وهذا ينطبق على نحو خاصّ على أهل منطقتنا، وأنا أؤمن بشدّة بأن أيّ شابٍّ لبنانيّ لا يعشق السلاح ويعتنق اللاعنف، يمارس عنصريّة ضد الذات. «حبّ القنبلة» يصبح واجباً إجباريّاً لمن يبغي فهم السياسة ودراستها. أقول هذا ليس فقط لأنّني على مذهب تشارلز تيللي في توصيف الدولة ـــــ وهو يرى أنّ الدولة عبارة عن ذراعين، ذراع تقاتل وتبني الجيوش، وأخرى تستخرج الضرائب من المجتمع ـــــ بل لأن سياسة الشرق الأوسط وتاريخه هما، في عمقهما، مسألة عسكريّة بالدرجة الأولى.
بين جبل عامل وغروزني
التبصُّر في العلوم العسكريّة يقينا من الخرافات الكثيرة التي نسجها جيل الهزيمة حول طبيعة صراعاتنا، ويساعدنا على فهم الميزان الحقيقي للقوى. نتعلّم مثلاً أنّ القوّة البرّيّة الفاعلة في الجيش الإسرائيلي هي ثمانية ألوية نظاميّة لا أكثر ولا أقلّ. ثمانية ألوية هي كلّ ما يقف ـــــ بالمعنى الحقيقي للكلام ـــــ بيننا وبين فلسطين، ثلاثة منها مدرّعة وخمسة مشاة. لا جدوى من التقليل من قوّة الإسرائيليّين، لكن من الغباوة أن نصدّق روايات انهزاميّة انكساريّة عن «استحالة النصر» في صراع نملك كلّ عناصر الظفر فيه.
في بنت جبيل عام 2006، دخلت كتيبة من لواء المظليّين البلدة ليلاً. تسلّلت سريّتان الى قلب المدينة وبقيت الثالثة خارجها للدعم. خلال دقائق من الاشتباكات، كان ثلث تعداد السّريّة «أ» (أي ثلاثون جندياً) مرتمين أرضاً بين قتيل وجريح فيما قُتل ستّة جنود من السرية «ج». قتل قائد السريّة «أ» ونائب قائد الكتيبة ـــــ هذه كلّها من الرواية الإسرائيلية. بالمعنى العسكري للكلمة، الكتيبة بأكملها كانت قد شلّت وخرجت من الحرب كتشكيل مقاتل.
في اللواء أربع كتائب ولإسرائيل خمسة ألوية مشاة نظاميّة. من السهل تخيّل ما سيحصل لو كانت هناك أكثر من معركة «بنت جبيل» تدور في وقت واحد.
تُعلّمنا العلوم العسكريّة أنّ القاعدة الأولى للحرب هي أنّه لا شيء اسمه «هزيمة»، بل هناك شيء اسمه «انكسار»، وهو أمر يقرّره المنهزم بنفسه، وهو نفسيّ بالدرجة الأولى. مثلاً، في حرب العراق عام 1991، لم تكن أميركا تملك ما يكفي من الصواريخ والذخائر والطائرات لقتل أكثر من مليون مقاتل عراقيّ كانوا عديد الجيش يومذاك، كما في كلّ مواجهة على مدى التاريخ، مارست أميركا الحرب عبر تسليط الضغط على الجيش حتّى يقع في حالة الانكسار والتسليم ـــــ وتلك قيمة متغيّرة. في جورجيا 2008 مثلاً، بدأت الوحدات الجورجية (التي درّبتها أميركا وإسرائيل) بالتفتّت والانهيار مع أوّل غارة جويّة روسيّة ناجحة على كتيبة مشاة جورجيّة. أمّا في لبنان 2006، يقول تقرير لكلّيّة الجيش الأميركي، فبقي عشرون مقاوماً في موقعهم المحصّن (سمّي في التقرير «شاكد»، وهو قرب مارون الراس) اثنتي عشرة ساعة في قتال عنيف مع المشاة والدبابات الإسرائيليّة المتقدّمة، وهو قتال لا أمل منه بالمعنى العسكري، حتّى استشهدوا على آخرهم «بلا إظهار أيّة محاولة للانسحاب أو الاستسلام».
تُعلّمنا الأدبيّات العسكريّة أنّه لا شيء اسمه «مستحيل» في الحرب، وليس هناك فوارق تكنولوجية لا يمكن تذليلها. ولّت أيّام الحروب الاستعمارية القديمة حين كانت جيوش بريطانيا تهزم قوىً أكبر منها بأضعاف بسبب الفارق التكنولوجي النوعي. ولّت أيّام حروب الزولو، ومن يعرف الحرب يعلم أنّ كلّ تقدّم تكنولوجي يعطي أفضليّة للمدافع، وهذه قاعدة أزليّة.
لو كنتم من المتحسّرين على ضعف حيلة العرب واختلال ميزان القوى بينهم وبين إسرائيل، فتعلّموا شيئاً عن الشيشان. الشيشان شعب يقفز الى صفحات التاريخ مرّة تقريباً كلّ قرن. فيواجه قوّة أضخم منه بما لا يقاس في معركة بطوليّة وملحميّة تنتهي دائماً بهزيمة ماحقة، تبعثر شعب الشيشان الى حدّ الإبادة، فيستغرق الشيشانيون قرناً ليعيدوا بناء ديموغرافيتهم وحضارتهم وهويّتهم، وهلمّ جرّاً.
حين قارع الشيشانيّون (الذين لا يزيد عددهم على المليون إلّا قليلاً في موطنهم) الأمّة الروسية بقدّها وقديدها، لم يكن لديهم السلاح اللازم الذي يسمح بخرق دروع الدبابات الروسية الحديثة. الوسيلة الوحيدة لقهر مدرّعات الروس كانت في انتظارهم في شوارع المدن، حيث تفاجئهم فرق صغيرة من الشيشانيين بأسلحة خفيفة مضادّة للدروع. تقوم فرق من ثلاثة الى خمسة مقاتلين بالتناوب على ضرب الدبابة الروسية في النقطة ذاتها حتّى يُخترق الدرع وتعطب الآليّة. في الحرب الحديثة، الاقتراب الى هذا الحدّ من طوابير العدوّ هو بمثابة انتحار، لكنّ الشيشانيّين أحرقوا ألوية كاملة من الجيش الروسي في حملات غروزني الأولى وغروزني الثانية بهذه الوسائل، صابرين على الخسائر المرعبة في صفوفهم. لم يتمكّن الروس من هزم الشيشان إلّا عبر حلّ يقترب من الإبادة على الطريقة الرومانيّة: قتلوا في عقد من الحروب قرابة 40,000 شيشاني، كانوا ديموغرافياً جلّ فئة الذكور في عمر القتال.
قصص الجنوب
من المؤسف أن اللبنانيّين استنكفوا عن إعطاء مقاومتهم حقّ قدرها وحوّلوها الى موضوع «انقسام» داخليّ يثير الحديث عنه الفرقة والخصام. وذلك رغم أنّ قصّة المقاومة اللبنانيّة في العقود الأخيرة كانت السرديّة الوحيدة التي تصلح لبناء وطنيّة لبنانيّة حقيقية اعتماداً عليها، ولتكون فكرةً جامعة عن تاريخ ونضال وتضحيات مشتركة، وقصّة انتصار توحّد الأمّة. لبنان دولة لا تهتمّ لشهدائها. حين تشيِّد الدولة ورأسمالها الأحياء «النموذجيّة» في بيروت، وتملأها بالرموز السياسية والوطنية والاستهلاكية، يكون الحرص على إخفاء هذا الجزء من تاريخنا على أشدّه. حتّى الحرب الأهليّة القبيحة حاول عدد من المهندسين إبقاء بعض آثارها رمزيّاً في «سوليدير» (بهدف التذكير)، لكن لم يقترح أحد شارعاً باسم المقاومة في قلب عاصمتها، أو نصباً للتحرير، أو تمثالاً لمقاومين ينصبون صاروخ «كورنت»، حتى يتذكّر اللبنانيّون دوماً من حمى بلادهم عام 2006 وجعل لهم عاصمة. على العكس تماماً، صارت السخرية من المقاومة والمقاومين و«نزع هالتها» سياسة إعلاميّة مقصودة، حتّى كانت صورة لا تنسى في أحد مهرجانات شباط منذ ثلاثة أعوام: يشمتون علناً بمقتل من هزم إسرائيل وسط تصفيق الرعاع الطائفيّة، وهذا في مهرجان لتخليد «الشهداء»، وعماد مغنية لم يكن إيرانيّاً ولا هو من أميركا الجنوبية، بل هو مواطن لبناني من طيردبّا، ولد في هذه الأرض وقاتل كلّ حياته من أجلها.
لمن لا يعلم، حرب لبنان (المتواصلة) مع إسرائيل هي ـــــ بالمعنى العسكري البحت ـــــ من «أجمل» حروب الغوار في القرن الماضي وأكثرها استعراضاً للإبداع والارتجال والتأقلم في الفنون العسكريّة. وهنالك مكتبة تكبر باستمرار عن الموضوع في أدبيات الدراسات العسكرية في الغرب. لا يمكن فهم حرب 2006 من دون فهم تطوّر المقاومة خلال سني الثمانينات والتسعينات. أولى البرقيّات الدبلوماسيّة الأميركيّة (في أوّل الثمانينات) عن شبان لبنانيين إسلاميين تأثروا بالثورة الإيرانية يقاتلون الإسرائيليين والقوات الغربية في لبنان، لحظت أنّ هذه التنظيمات تقاتل بطريقة احترافية وفعّالة لم تعهدها الميليشيات في البلد.
معركة وادي الحجير، التي تتبدّى نتيجتُها إعجازيّةً للوهلة الأولى، يمكن فهمها عبر مراقبة عمليّات المقاومة في التسعينيات، واستنباطها وسائل جديدة في مواجهة الدروع الإسرائيلية والتنسيق بين الفرق المضادة للدروع. حين حصلت المقاومة على صواريخ «تاو» الأميركية عام 1998، قتل ثمانية جنود إسرائيليين في شهرين. صار المقاومون يوجّهون الصواريخ (كرصاصات القناص) الى داخل الغرف الإسرائيلية المحصّنة عبر نوافذها. وقبيل انسحاب إسرائيل (تحت الضغط العسكري المتزايد، لا بقرار سياسي) كانت استخبارات المقاومة قادرة على الوصول إلى جنرال إسرائيلي واغتياله، هو ايريتز غيرستين، أعلى قائد إسرائيلي رتبةً في المسرح اللبناني.
كانت هناك نظريّة خلال سنوات التسعينات، ساقها الكثيرون بحسن نيّة: أنّ المقاومة «تستجلب» العدوان، وأنّه لا قبل لنا على كلفته، وأنّنا لن نحقّق شيئاً من خلال الضغط العسكري، فإسرائيل لا تُهزم، وأنّا نقاتل ونخسر من أجل الجولان وسوريا والمفاوضات، لا من أجل تحرير أرضنا. كان هذا في أوائل التسعينات، وكانت المقولة أن تحرير الأرض لن يحصل إلّا باتّفاق نحن موعودون به عن قرب ـــــ فلا داعي إلى المقاومة والتضحيات. بعد عشرين عاماً، لم يحصل اتّفاق، والجولان لا يزال محتلّاً، فيما الجنوب حرّ ـــــ بلا «اتّفاق» ولا شروط ولا معاهدة ـــــ في أمثولة حيّة لمن يستوحش طريق الحقّ...
قنابل غيّرت التاريخ
في حالات معيّنة، تمتزج التقنيات العسكرية مع الإبداع ومع الشجاعة الفرديّة في أشكال تغيّر وجه التاريخ. تبدّى ذلك في لبنان بين عامي 1982 و1983. بعد اجتياح إسرائيل للبنان وتنصيبها نظام بشير الجميل، بدا الوضع يائساً بالكامل بالنسبة إلى الحركة الوطنيّة: قادتها وكوادرها فرّوا أو اعتُقلوا، جيشها الفعلي رُحّل أو صُفّي، ولبنان في طريقه ليصير مستعمرة إسرائيلية. ما هو أكثر من ذلك، تلك الفترة في لبنان كانت المرّة الأولى التي تعمل فيها أميركا، السعودية، مصر بعد كامب دايفيد، وإسرائيل كجوقة منظّمة، وبتنسيق أدوار لخلق واقع سياسي جديد في بلد عربيّ، وكان اسم هذا الواقع دولة أمين الجميّل. حضرت الدول الغربية بقوّاتها الى لبنان لتثبيت هذا الواقع. هذا ما تظهره الوثائق الرسمية الأميركية عن تلك الفترة، التي بدأ الإفراج عنها في السنوات الأخيرة، وهي توضح بلا أدنى شكّ أنّ ما يحصل اليوم في العلن كان يحصل في السرّ منذ أكثر من ثلاثين عاماً.
ثلاثة تفجيرات قلبت ذاك الواقع رأساً على عقب، أربع قنابل وثلاثة تفجيرات غيّرت كلّ تاريخ لبنان والمنطقة. قلّما حصل أن أنتجت أفعال فرديّة معدودة هذا القدر الهائل من التأثير السياسي ـــــ بصرف النظر عن حكمنا الأخلاقي على الأحداث والوسائل.
التفجير الأوّل استهدف بشير الجميّل وأنهى عمليّاً مشروع إسرائيل السياسي في لبنان.
التفجير الثاني كان في 11 تشرين الثاني عام 1982، حين أباد شابّ اسمه أحمد قصير وحدة الشاباك في الجنوب. تفجير مقرّ الحاكم العسكري في صور أفهم إسرائيل أنّه لا مجال لاستمرارها عسكرياً في البلد، وبدأت من يومها الاستعداد للانسحاب. الجيش الإسرائيلي كان مستعدّاً لخسارة مئة جنديّ في إطار حرب وجودية مع سوريا مثلاً، لكن، مع استحضار سلاح غير مسبوق في صورة العمليات الاستشهاديّة، صارت هذه الخسارة ثمناً يوميّاً لتثبيت نظام ميؤوس منه في لبنان.
الضربة الثالثة كانت في تفجيرين متزامنين لمقرّ المارينز في مطار بيروت ووحدة المظلّيّين الفرنسيين المتمركزة في مبنىً على الواجهة البحريّة للعاصمة. التأثير الهائل للهجومين لم يأتِ صدفةً، بل كان مزيجاً بين التكتيك غير المتوقع وخبرة تقنيّة مثيرة للدهشة لدى المخطّطين.من خطّط للهجومين الأخيرين لم يستعمل سيارة «رينو» قديمة ويضع فيها مئة كيلوغرام من المتفجّرات. كلّا، هؤلاء كانوا يأخذون وقتهم. كانوا، أوّلاً، يحضرون شاحنة نقل ضخمة بستّة دواليب. ثمّ يحشونها ببضعة أطنان من المتفجّرات. ثمّ يحيطون هذه المتفجّرات بكمّيّة أكبر من الغاز (في أسطوانات أو مستوعبات). الهدف كان تحقيق تأثير انفجاري يدعى علميّاً «التفجير المحسّن بالغاز» (gas-enhanced explosive). المفعول يشبه ما نسمّيه اصطلاحاً «القنابل الفراغيّة»، حيث ينثر انفجار الشحنة الناسفة الغاز في منطقة الهدف، ثم، مع تفاعل الغاز مع الهواء خلال أقلّ من ثانية، «يحترق الجوّ» فعليّاً مولّداً ضغطاً هائلاً حول مركز الانفجار. باستعمال الانتحاريّين كان بالإمكان توليد هذا المفعول داخل المبنى، لا خارجه. من هاجم مقرّ المارينز فجّر شاحنته في داخل بهو المركز، فأدّى الضغط الى ارتفاع المبنى بأكمله في الهواء (بعدما تحطّمت الأعمدة كعيدان الثقاب) وسقوطه كومة تراب. لم يخسر المارينز ذاك العدد من الجنود في يوم واحد منذ الإنزال على جزيرة ايو جيما، وخاضوا بعد بيروت حروباً كاملة ـــــ كما في بنما وهاييتي وعراق 1991ـــــ لم يخسروا في أيّ منها نصف ما خسروه في ذلك اليوم من تشرين 1983.
أمّا من فجّر نفسه في مقرّ الفرنسيّين، قبلها بدقائق، فقد أطلق الشحنة الناسفة في مرأب المبنى الواقع تحته مباشرةً، فوجد الصحافي روبرت فيسك مقرّ الفرنسيين، بعد الانفجار بلحظات، كومة حطام على بعد عشرة أمتار من المكان الأصلي للبناية.
يروي جندي المارينز الذي كان مكلّفاً بالحراسة، وهو حاول اعتراض الشاحنة المنطلقة باتّجاه مبنى قيادته مطلقاً النار عليها، أنّه استطاع أن يلمح وجه السائق وهو يتجاوزه مسرعاً في تلك اللحظة الأخيرة: كان ثغره يفترّ عن ابتسامة. كانت تلك المشهديات كافية لإخراج ريغان والقوى الغربية من لبنان خلال أشهر، وهي لم تفكّر في العودة مذّاك. العراق ومقاومته فعلا ما هو أكثر بكثير، لكن تلك قصّة أخرى، وهي لم تنتهِ بعد.
* طالب دكتوراه في العلوم السياسيّة في جامعة كاليفورنيا ــ بيركلي
كيف نتعلّم أن نحبّ القنبلة: في العلوم العسكريّة
يجدر التحذير من أنّ المقال التالي لا يصلح عموماً للّيبراليّين، ولا يُنصح بقراءته للإنسانويّين وكارهي العنف، وهو مكتوب أساساً لجمهور ذكوريّ. فالموضوع هو الحرب. والحرب هنا بمعناها الحقيقي الذي لم يتغيّر منذ الأزل، أي ما يسمّيه بلا مداورة المؤرّخ اليميني العنصري، الأميركي فيكتور دافيس هانسن، «إيجاد الوسائل الأفعل والأسهل والأعنف لقتل الخصم وإزهاق روحه وإخماد حياته، وتحويل جماهير ضخمة من المواطنين الذكور الأحرار إلى آلات قتل ميكانيكيّة بلا قلب أو مشاعر تجاه العدوّ». فيكتور هانسن الذي تحوّل الى أحد الرموز الفكريّة للمحافظين الجُدد بعد 11 أيلول لا يفهم بتاتاً في السياسة، وخاصّةً في السياسة الدوليّة ـــــ إذ يحاول، مثلاً، مقاربة حرب العراق مستعيناً بدروس حملة الإسكندر المقدوني، لكنّ قلّة من المؤرّخين قادرة على توصيف المعارك التاريخيّة الشهيرة بأسلوب أدبيّ ممتع وساحر، كما هانسن.