اللبنانيون في أنغولا
رداً على ما نشرته «الأخبار» في (18 و20/7/2011) عن شركة «تاجكو» وأنغولا، جاءنا الردّ الآتي:
أولاً، إن المرحوم الحاج حسن تاج الدين الذي قضى في حادث الطائرة الإثيوبية ليس الأخ الأكبر للحاج قاسم، وليس هو مَن أسّس في الثمانينيات من القرن المنصرم، فالحاج قاسم هو الأخ الأكبر والمؤسس منذ السبعينيات، وهو يحمل الجنسية البلجيكية وعلى أساسها هو موجود في أنغولا.
ثانياً، ليس لـ«تاجكو» أي وجود في أنغولا، فهي شركة لبنانية وموجودة في لبنان فقط، أما في أنغولا فالحاج قاسم تاج الدين لديه مجموعة من الشركات وله في معظمها شركاء وطنيون أنغوليون، استطاعوا أن يثبتوا للدولة وعلى صفحات الجرائد هناك أن هذه الشركات لا تمارس تبييض أموال ولا تدعم الإرهاب، وأن حساباتها واضحة.
ثالثاً، لم تعمد الدولة الأنغولية إلى تجميد الأنشطة الاقتصادية لعائلة تاج الدين أو أي عائلة لبنانية، وقد تعوّدنا على دولة أنغولا برئاستها الحكيمة وحكومتها أن لا تخضع لأي شكل من أشكال الضغوط، بل تعاملت مع الحاج قاسم تاج الدين بكل احترام وتقدير لمكانته الاقتصادية والاجتماعية وأرسلت تفاوضه على إمكان الخروج من المأزق الذي وضعته فيه أميركا، وفاوضته شخصيات مرموقة من الدولة. وكان يجب سؤاله إن كان مرتاحاً لما يحصل أم لا؟ فنحن نعلم أن الحاج قاسم مرتاح جداً لما آلت إليه الأمور، أقلّه من قبل الدولة الأنغولية لأن الحكمة التي تعاملت بها معه لم تكن لتجريها دول أخرى عديدة. لتاريخ هذه اللحظة، لم يحصل شيء من كل ما قيل، علماً بأن ما اتُّفق عليه هو فقط شراء الدولة تجارة الحاج قاسم وهو يحتفظ بصناعاته ومشاريعه العمرانية وغيرها. وقد جُدّدت إقامته وإقامات أبنائه، علماً بأن الاتفاق يقضي بأن يبقى كل مَن يعمل معه في مكانه ووظيفته.
صحيح أن سفير أنغولا الدكتور بيدرو هاندويك كان في لبنان وجاء مودّعاً لأنه سينتقل إلى دولة أخرى، وقد تلقّى درع رئاسة الجمهورية، وباعتقادي أن هذه الشخصية المرموقة، الذي دخل الحكومة أربع مرات في أنغولا وهو عضو في المكتب السياسي للحزب الحاكم الذي خاض حرب تحرير أنغولا من الاستعمار البرتغالي، هو مَن سهّل دخول العديد من اللبنانيين إلى أنغولا وسعى جاهداً إلى تحسين صورة لبنان واللبنانيين في بلده، وكانت لديه أمنية أن يحقّق. ثم إن أنغولا أعطت لبنان امتيازات عديدة، أهمها أنه مشمول بالتمثيل الدبلوماسي في سفارتها في مصر، أما لبنان فلم يسعَ إلى فتح سفارة أو حتى قنصلية في أنغولا، علماً بأنني دخلتُ شخصياً الى أنغولا في عام 2011 وكان عدد اللبنانيين لا يتجاوز 300، واليوم هناك أكثر من أربعة آلاف شخص.

د. علي سعد
أستاذ جامعي، الأمين العام للجالية اللبنانيّة في أنغولا