حيفا ــ فراس الخطيبفي إطار استخلاص العبر من حرب لبنان الثانية، تسعى قيادة الجبهة الداخلية ووزارة التربية والتعليم الإسرائيليتين، إلى إعادة بناء «هاغا» (منظمة الدفاع المدني)، وفق معايير ومعطيات مختلفة. وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، على لسان محلّلها للشؤون العسكرية عامير رابابورت، إنّ «المنظومة المتجددة سترتكز أساساً على تجنيد الطلاب الثانويين ومدرّسيهم للتطوع في ساعات الطوارئ، ليكونوا بديلاً لهاغا التي توقف نشاطها في تسعينيات القرن الماضي».
وأوضحت الصحيفة أن «حرب لبنان الثانية غيّرت الصورة، وخصوصاً أن إسرائيل تعرضت لما يقارب 4 آلاف قذيفة صاروخية انتشرت آثارها في مناطق واسعة، بحيث لم تتمكن الجبهة الداخلية من تقديم العون لعشرات آلاف المواطنين العالقين في الملاجئ على مدى أسابيع طويلة».
لذلك، قالت «معاريف» إن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قرر إقامة «هاغا» مجدداً، وفقاً لخطة مفصلة، صادق عليها قائد الجبهة الداخلية الجنرال يائير غولان. وبحسب الصحيفة، «لن ترتكز هاغا على أفراد كبار في السن كما كان متبعاً في الماضي».
ويذكر أن «هاغا» عملت على مدى عقود في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وجندت في صفوفها أفراداً تجاوزوا الخمسين من عمرهم، وألقيت عليهم مهمات المساعدة في الجبهة الداخلية أثناء الحروب وحالات الطوارئ.
وبحسب خطة قائد الجبهة الداخلية، تُقسَّم كل مدينة يسكنها أكثر من 40 ألف إسرائيلي إلى أربعة أرباع، تضم ضباط احتياط وآلاف المتطوعين. وترتكز القوة على جيل الطلاب الثانويين، على أن يخضعوا لدورات تأهيل قبل انخراطهم في المهمات، وسيُرشَدون لتوزيع الطعام والأدوية على الملاجئ، وإخلاء ما خلّفه وقوع الصواريخ عند الحاجة. ويكون لكل صف مدرس يعمل مثل ضابط ميداني لتوجيههم. ولن يجبر الطلاب على الانضمام، بل سيعرض على أنه برنامج تطوعي. ويتوقع القائمون على البرنامج أن تفوق نسبة المتطوعين الـ 50 في المئة.
وقال رابابورت، في تعليقه، إن إقامة «هاغا» من جديد هو «تصحيح للإخفاق الصارم في علاج الجبهة الداخلية أثناء حرب لبنان الثانية». وأوضح أنه «في الأسابيع الأولى للحرب، سيطر التوجه القاضي بأنه ليس من المفترض أن تكون قيادة الجبهة الداخلية التابعة للجيش الإسرائيلي مسؤولة عن تقديم العون للمواطنين في الملاجئ، بل للتركيز على علاج المناطق التي هدمت في أعقاب القذائف. في وقت أن علاج الموطنين داخل الملاجئ يلقى على السلطات المحلية والوزارات الحكومية المختلفة».
وأضاف رابابورت: «تبين أن هذا المسلك إشكالي خلال الحرب وبعدها، وكان موضع انتقاد. وتبين أن هناك رؤساء سلطات محلية طلبوا عرض صور متفائلة عن أوضاع مواطنيهم».