ترك 13 عاملاً نمساوياً وطنهم وأتوا إلى خان يونس، جنوب قطاع غزة، لكنهم لم يحضروا لكسر الحصار عن القطاع أو لنقل المساعدات إلى الغزيين، بل لإخراج 16 حيواناً من غزة وتوزيعها على حدائق حيوانات في الأردن وجنوب أفريقيا.الحصار والحروب لم تنعكس سلباً على حياة البشر في القطاع فقط، فقد أثّرت في الحيوانات أيضاً، لذلك قررت المنظمة العالمية «Four Paws» إخراج هذه الحيوانات بعد مفاوضات مع صاحب الحديقة، الذي وافق بسبب عجزه عن تأمين الحماية أو الحاجيات الأساسية لبقائها، كما أن الحروب المتكررة وغياب الحياة المثالية لها في القطاع دفعت الجمعية إلى الإصرار على نقلها.
أخرج نحو 16 حيواناً من أصل 48، فيما مات أكثر من 65

وسط دهشة الفضوليين الموجودين في الحديقة، أنشأ العاملون في المنظمة مستشفى ميدانياً لمعالجة الحيوانات وتخديرها وتجهيزها قبل نقلها خارج القطاع. قال أحد موظفي «Four Paws» أمير خليل، إنه وجب نقل الحيوانات إلى الخارج لأن المكان الذي تعيش فيه ليس مطابقاً للمواصفات العالمية، بالإضافة إلى أن صاحب الحديقة غير قادر على توفير الحماية لها وما تحتاج إليه هذه الحيوانات من فنيين وكوادر مدربة على التعامل معها.
أضاف خليل أنه يجب توفير المواصفات الدولية للحيوانات المتبقية في غزة، معلناً أن هذه الحيوانات لن تعاد إلى القطاع. وتابع: «هناك حالياً ما يقارب 48 حيواناً في غزة وعلى الجهات الراعية لها توفير بيئة مناسبة؛ مات 65 حيواناً حتى الآن ولا يمكننا الانتظار أكثر».
تلك الحديقة كانت قد افتتحت في عام 2007، وبسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة والحصار المفروض على القطاع والحروب المتتالية، تحركت المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الحيوان لنقل عدد منها، وفيها غزال وقرد، إلى «أمكنة أكثر أمناً وسلامة».
وبما أن معبر رفح على الحدود مع مصر مغلق، فإنه اتفق على إخراج تلك الحيوانات من معبر «إيريز ــ بيت حانون» المدار إسرائيلياً، إلى الأراضي المحتلة ثم الأردن.
مالك الحديقة زياد عويضة، قال إنه اتفق مع المؤسسة على نقل الحيوانات من حديقته إلى الأردن فقط، لأن «الأردن وفلسطين دولة واحدة».
وعن شعوره بعدما فارق حيوانات عاشت في حديقته ما يقارب عشر سنوات، قال: «لم أعد أستطيع حمايتها. الحروب والأوضاع الاقتصادية في البلد أجبرتني على حل المشكلة بهذه الطريقة».
يذكر أنه خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، عام 2014، تحركت بعض الجمعيات الأجنبية خلال القصف وأخرجت عدداً من الحيوانات من القطاع.
إلى ذلك، أعلنت الإذاعة العامة العبرية أن الحيوانات التي أُخرجت من غزة ستتلقى العلاج في عيادات بيطرية إسرائيلية قبل نقلها إلى الأردن وجنوب أفريقيا عبر مطار «بن غوريون».
أما على مواقع التواصل الاجتماعي، فعلّق الغزيون على نقل الحيوانات بتعبيرات المفارقة التي عبرت عن المأساة المتصاعدة في قطاع لم يعد صالحاً حتى لعيش الحيوانات.