بعد الرسائل الصاروخية التي تلقاها العدو الإسرائيلي في اليومين الماضيين، وصل المنسق العام لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، إلى غزة، أمس، للقاء رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، والتباحث معه في مسار تنفيذ التفاهمات الأخيرة. وقال عضو المكتب السياسي للحركة، خليل الحية، إن «حماس» تتابع مع «ميلادينوف وكل الوسطاء، لإلزام الاحتلال تطبيق تفاهمات التهدئة». وأضاف: «لن نقبل أن يدفع شعبنا ثمن الخلافات الإسرائيلية، وسنواصل المقاومة حتى إنهاء الحصار». وفي الاتجاه نفسه، أكد المتحدث باسم «حماس»، حازم قاسم، أن «التهديدات التي يطلقها بعض قادة أحزاب الاحتلال سعياً لتحصيل مزيد من الأصوات الانتخابية، لا تخيف شعبنا ولا مقاومته». وأشار إلى أن «فصائل العمل الوطني تتابع مع الوسطاء سبل تثبيت الهدوء، وتهيئة الأجواء لتنفيذ تفاهمات كسر الحصار»، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني «سيواصل نضاله من أجل كسر الحصار، وانتزاع حقه في العيش الكريم، عبر استمرار مسيرات العودة بطابعها الشعبي السلمي».من جهتها، كشفت صحيفة «معاريف» العبرية أن حركة «حماس» بعثت رسالة للاحتلال الإسرائيلي عبر ملادينوف، قالت فيها: «إما أن يلتزم الاحتلال تطبيق تفاهمات التهدئة، أو ستُجبره الحركة على ذلك بطريقتها». وأشارت الصحيفة إلى أن «حماس» «أمهلت إسرائيل حتى صباح الغد لإعادة مساحة الصيد على شواطئ قطاع غزة حتى 15 ميلاً بحرياً». وكانت طائرات العدو الإسرائيلي شّنت، ليل الخميس ــــ الجمعة، غارات عدة على منطقة حي الزيتون، شرقي مدينة غزة، رداً على إطلاق صاروخ من القطاع استهدف مستوطنة «سديروت». وقال موقع «0404» العبري إن طائرات العدو «هاجمت أهدافاً تابعة لحركة حماس في غزة»، مضيفاً أنه «تم تدميرها». وسبقت ذلك القصف غارتان استهدفتا القطاع صباح الخميس، رداً أيضاً على صاروخ أول أُطلق باتجاه مستوطنات «غلاف غزة».
على خط مواز، وضمن فعاليات «مسيرات العودة وكسر الحصار»، شهد شرقي القطاع أمس مسيرة تحت شعار «لا لضمّ الضفة»، رداً على تصريحات السفير الأميركي لدى تل أبيب، ديفيد فريدمان، التي أشارت إلى «حق إسرائيل في ضم أجزاء من الضفة الغربية». ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، فقد أصيب 46 فلسطينياً، بينهم 3 مسعفين، بجروح، جراء استهداف الاحتلال المتظاهرين. أما في الضفة المحتلة، فقد أُصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق، بعدما قمعت قوات الاحتلال مسيرة سلمية ضدّ الاستيطان في قرية عزموط، شرق نابلس، شمالي الضفة الغربية. وكانت انطلقت المسيرة باتجاه أراضٍ صادرتها إسرائيل أخيراً، تصل مساحتها إلى عشرين دونماً، لصالح شقّ طريق لمستوطنة «ألون موريه»، المقامة على أراضي قرية عزموط والقرى المحيطة. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، عن مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة، غسان دغلس، قوله إن «عدداً من المواطنين أصيبوا بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، إضافة إلى اشتعال الحرائق بالأراضي في منطقة المواجهات جراء قنابل الصوت والغاز».