لم تتوقّف اعتداءات العدوّ الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ انسحاب قواته منه، في عام 2005، بفعل عمليات المقاومة الفلسطينية ضده.
في عام 2006، وبعد فوز «حماس» بالأكثرية في الانتخابات التشريعية، وترؤس إسماعيل هنية (رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» منذ 2017)، الحكومة الفلسطينية، فرض العدو الإسرائيلي حصاراً برياً وبحرياً على قطاع غزة، الذي لا حدود له مع طرف غير العدو الإسرائيلي، إلا مصر، التي شاركت، بدورها، في مخطط إطباق الخناق على غزة، عبر إغلاق المعبر البري الوحيد معها (معبر رفح).

وقد شنّ الجيش الإسرائيلي، مُذ أطبق حصاره على غزة، لمنع المقاومة من تعزيز قدراتها العسكرية، وخنق أهالي القطاع في محاولة لتأليبهم على سلطة «حماس»، ثلاث حروب، فشل في جميعها، في تحقيق أي من أهدافه. وبرغم الحصار والحروب وما بينها وبعدها من توغلات واعتداءات واغتيالات، نجحت المقاومة في بناء بنية عسكرية قادرة على صدّ وردع أي عدوان إسرائيلي على غزة.

العدوان الأول:

ـــ شنّه العدوّ في عام 2008، وسمّاه «الرصاص المصبوب»، أما «حماس»، فأطلقت عليه اسم «حرب الفرقان». استهدفت قوات الاحتلال، حينها، غزة بقرابة مليون كيلوغرام من المتفجرات. بنتيجتها، استشهد 1436 فلسطينياً؛ بينهم أكثر من 400 طفل و100 امرأة وقرابة 100 مسنّ، وأصيب أكثر من 5400 فلسطيني، نصفهم من الأطفال. أما المقاومة، فتمكنت من قتل 13 صهيونياً؛ بينهم 10 جنود وإصابة 300 آخرين.

العدوان الثاني:

ـــ في عام 2012، شنّ العدو عملية «عمود السحاب» على غزة، استشهد فيها 162 فلسطينياً؛ بينهم 42 طفلاً و11 امرأة. أما المقاومة، التي أطلقت على الحرب الثانية اسم «حجارة السجّيل»، فتمكنت من قتل 20 صهيونياً، وإصابة 625 معظمهم بالـ«هلع».

العدوان الثالث:

ـــ أطلق العدو في عام 2014 عملية «الجرف الصامد» على غزة، استشهد فيها أكثر من 2322 فلسطينياً؛ بينهم 578 طفلاً و489 امرأة وأكثر من 100 مسنّ. بدورها، أطلقت المقاومة على المعركة اسم «العصف المأكول»، وتمكنت خلالها من قتل 72 صهيونياً وإصابة 2522؛ بينهم 740 عسكرياً، نصفهم باتوا معوّقين.

لم ينجح العدو في حروبه الثلاث في احتلال أيّ شبر من القطاع، أو تدمير البنية العسكرية للمقاومة، بل كانت الفصائل ترمّم بعد كل معركة ما فقدته، لتعود أقوى مما كانت في السابق.