أفادت صحيفة «هآرتس» العبرية، اليوم، بأن «وزارة المالية الإسرائيلية صادقت بمسار سريع على ميزانية للشرطة مخصصة لشراء وسائل قمع التظاهرات، بينها ذخيرة وقنابل صوتية وغازية وأعيرة»، وذلك بعدما فرغت مخازنها إثر الاستخدام الواسع لأسلحة القمع خلال المواجهات التي اندلعت في المدن والبلدات الفلسطينية في الأراضي المحتلة عام 1948 الشهر المنصرم.
وبحسب الصحيفة، فإن المصادقة التي جرت هذا الأسبوع على الميزانية تأتي في إطار استعدادات الشرطة لقمع تظاهرات واحتجاجات قد تندلع على خلفية التطورات الميدانية في القدس.

وفي الإطار، نقلت الصحيفة عن مصدر في الشرطة قوله إن «الهدوء الحالي هو هدوء ظاهري فحسب»، وفي المقابل أي «تصعيد أمني محتمل سيستوجب تعزيز قوات الشرطة في المدن والبلدات» داخل فلسطين المحتلة.

ومن التفاصيل المذكورة تبين أنه خلال الأسبوع الماضي رفعت شرطة العدو حالة التأهب في صفوفها في مدينتي وادي عارة وأم الفحم، وذلك «على خلفية المواجهات في القدس المحتلة، وبعد وصول معلومات استخبارية حول احتمال تنظيم تظاهرات موازية في أعقاب اقتحام قوات الشرطة للمسجد الأقصى».

إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن مصدر في الشرطة قوله إن التقديرات تشير إلى أن«مدينة عكا ستكون مركزاً لتجدد المواجهات، وأن الأجواء التي سادت خلال الشهر الماضي لم تهدأ حتى الآن، فيما تستمر حملة الاعتقالات في صفوف العرب في المدينة». وفي ذلك إشارة إلى استمرار تنظيم أهالي المدينة للوقفات والاحتجاجات على خلفية اعتقال أبنائهم الذي طاول العشرات، فيما لم يُسمح لبعض الأهالي بمعرفة مكان اعتقال أبنائهم لمدة أكثر من شهر.

وتجدر الإشارة إلى أن مدينة عكا شهدت موجة احتجاجات واسعة خلال الشهر الماضي، وتعرضت خلالها مطاعم ومؤسسات إسرائيلية للحرق كجزء من دفاع الفلسطينيين عن أنفسهم في ظل موجة التحريض العنصري واعتداءات المستوطنين التي شهدتها «المدن المختلطة» خصوصاً، وأنه قتل خلال موجة الاحتجاجات في عكا مدير وكالة الفضاء الإسرائيلية، آفي هار ايفن، الذي أصيب بجروح خطرة من جرّاء زجاجة حارقة ألقيت على فندق كان يقيم فيه خلال احتجاجات المدينة، وتوفي لاحقاً في المستشفى من جراء إصابته. ولعلّ هذا ما يفسّر اتساع وعنف حملة الاعتقالات التي لا تزال المدينة تشهدها إلى الآن.

وبحسب مصادر الشرطة، فإنه «ستكون هناك حاجة إلى استدعاء قوات احتياط من حرس الحدود ونقل قوات من الضفة الغربية»، على غرار استدعاء قوات حرس الحدود لمدينة اللد الشهر المنصرم. كما أفادت المصادر بأن «تدريبات الشرطة وقوات الاحتياط في حرس الحدود ستتركز خلال الشهور المقبلة على كيفية تفريق التظاهرات».

وضمن الإطار، ذكرت الصحيفة أن من المتوقع أن يطلب المفتش العام للشرطة، يعقوب (كوبي) شبتاي، من وزير الأمن الداخلي عومير بار ليف، أن يطلب من وزارة المالية رصد ميزانية إضافية لتجنيد عناصر إضافيين للشرطة.