اشتكى مسؤولون إسرائيليون من «تشدّد» إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تجاه موضوع الاستيطان الإسرائيلي في مناطق الضفة الغربية المحتلة عام 1967.
ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، اليوم، عن مصادر دبلوماسية إسرائيلية قولها إن «إدارة بايدن وضعت قضية المستوطنات على نفس مستوى التهديد النووي الإيراني في مناقشاتها مع المسؤولين الإسرائيليين». وبخلاف الإدارة الأميركية السابقة، فإن الإدارة الحالية تظهر معارضتها للاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، وتدعو إلى وقفه «باعتباره يقوّض حل الدولتين». ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي قوله إن «الأميركيين يثيرون عنف المستوطنين (في الضفة الغربية) طوال الوقت بقلق شديد».

خلال زيارتها الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، الشهر الماضي، قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، إنها «أثارت مسألة عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، في لقاءاتها مع مسؤولين إسرائيليين». أوّل من أمس، برزت القضية مجدّداً خلال لقاء مساعدة وزير الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، مع وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، عومير بارليف. وقالت الصحيفة إنه «عندما كان وزير الأمن بيني غانتس في واشنطن الأسبوع الماضي، لمناشدة الأميركيين لاتخاذ موقف أكثر صرامة ضد التهديد النووي الإيراني، أصرّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على تخصيص وقت متساوٍ لمناقشة المستوطنات كما فعل مع إيران». وأضافت إن بلينكن قال لغانتس إن «النشاط الاستيطاني للحكومة الإسرائيلية يدمّر فرصة حل الدولتين».

غير أن مصدراً إسرائيلياً آخر، على علاقة بزيارة غانتس، قال إن «اللقاء مع وزير الخارجية كان ودّياً وتناول في الغالب المسألة الإيرانية، وقد نوقشت مواضيع أخرى مثل القضية الفلسطينية لكنها لم تكن محور الاجتماع». وأشارت الصحيفة إلى أن الحديث الإسرائيلي عن «الهوس» الأميركي بقضية الاستيطان جاء بعد تعرّض بارليف لانتقادات من رئيس الوزراء نفتالي بينيت، وآخرين من اليمين، بسبب حديثهم مع نولاند «عن عنف المستوطنين»، وعدم الحديث عن «الهجمات الفلسطينية على الإسرائيليين»، وقد اعتبر المستوطنون ذلك «معادة للسامية».

وقال مصدر دبلوماسي إسرائيلي رفيع للصحيفة إن «العنف مشكلة حقيقية»، لكنه اعترض على النسبة التي أُخذت في المناقشات مع الأميركيين، وعلى استخدام مصطلح «عنف المستوطنين». وأضاف المصدر، الذي لم يذكر اسمه: «نحن بحاجة إلى حل المشكلة، هذا الأمر جادّ؛ الأميركيون يواصلون الضغط، وهذا غير مفيد».