وفي انتظار وصول بايدن إلى الأراضي المحتلّة، أجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لابيد، سلسلة اتصالات مع عدد من الرؤساء في المنطقة، شملت محادثة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تطرّق خلالها إلى زيارة الرئيس الأميركي والحاجة إلى الهدوء أثناءها، وممارسة القاهرة دورها في نقْل الرسائل وتهدئة الأوضاع في قطاع غزة، منعاً للانزلاق نحو مواجهة عسكرية، فيما أعرب لابيد عن تقديره للجهود التي تبذلها مصر لتحقيق الأمن والاستقرار والتعاون في المنطقة. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية اتّصل أيضاً برئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الجمعة، وناقشا مواصلة التعاون وضرورة إرساء التهدئة، خاصّة في الضفة الغربية، وزيادة التعاون لمنع انطلاق عمليات فدائية أثناء تواجد الرئيس الأميركي في الأراضي المحتلّة. وسبق اتصال لابيد بيوم، لقاءٌ جمع وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، برئيس السلطة، واتّفقا خلاله على مواصلة التنسيق الأمني الوثيق، وتجنُّب أيّ إجراءات تضعف الاستقرار قبيل وصول بايدن.
في غضون ذلك، كشفت هيئة البث العبرية، «مكان»، أن حكومة الاحتلال ستعلن قبل وصول بايدن إلى المنطقة، عن عدّة بوادر حسن نيّة تجاه الفلسطينيين، بالتوازي مع اكتمال الاستعدادات الأمنية اللازمة للزيارة. وكانت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أنهت، يوم أمس، الخطة التي وضعتها من أجل تأمين زيارة الرئيس الأميركي المُرتقبة يوم الأربعاء المقبل، عبر مطار بن غوريون، وسط ترتيبات مشدّدة أُطلق عليها «الدرع الأزرق 3»، وستشمل نشر 16 ألفاً من عناصر الشرطة الإسرائيلية في المناطق كافة لتأمين الزيارة وحركة المرور وغيرها. وسيتمّ وضع مراكز مراقبة وشرطة في عدد من المناطق والشوارع، وإغلاق عدد من الطرق الرئيسة لساعات، وتأمين محيط الفندق الذي سيتواجد فيه بايدن في القدس.
على مستوى الجيش، أكملت قوات الاحتلال استعداداتها للزيارة بعد الانتهاء من تدريبات شملت حركة نشطة للطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع، فيما سيظلّ الجيش، طوال مدّة الزيارة، في حالة تأهُّب قصوى، وكذلك القوات الجوية، فيما ستوضع بطاريات «القبّة الحديدية» في وضعية الاستعداد عند مختلف الحدود، لإحباط محاولات تعطيل الزيارة.
تأهُّب إسرائيلي عشيّة زيارة بايدن: وساطات التهدئة تشتغل
غزة | عشيّة الزيارة التي يجريها الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى المنطقة، تتواصل جهود الوسطاء لضمان حالةٍ من الهدوء في الأراضي الفلسطينية، وسط تكثيف إسرائيل اتصالاتها بكلّ من مصر والأردن وقطر وتركيا. وعلمت «الأخبار» من مصادر «حمساوية»، أن اتصالات أجراها مسؤولون في مصر وقطر بقيادة الحركة للتهنئة بعيد الأضحى، تناولت زيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة منتصف هذا الشهر، فيما نقل الوسطاء رغبتهم في أن لا يصاحب الزيارة أيّ تصعيد في الأراضي الفلسطينية، لأنّ من شأن رفْع حدّة التوتُّر خلالها، التسبُّب بانعكاسات سلبيّة على قطاع غزة وعلى «حماس»، فيما ردّت الأخيرة بالقول إن «العمل المقاوم للشعب الفلسطيني غير مرتبط بزيارة أحد إلى المنطقة، بل يكون تصاعده وفق المصلحة التي يراها الفلسطينيون». وبحسب هذا المصدر، حذّر الاحتلال، عبر الوسطاء، من أن التصعيد خلال زيارة بايدن، سيؤدّي إلى خطوات صعبة تجاه غزة، تشمل التراجع عن التحسينات الاقتصادية التي سُمح بها أخيراً.