أبعدت السلطات الإسرائيلية مواطنة إيطالية، بعدما تم توقيفها الاثنين خلال عملية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة والتحقيق معها للاشتباه بانتمائها للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
واعتقلت ستيفانيا كونستانتيني خلال اقتحام الاحتلال لمخيم الدهيشة للاجئين في جنوب الضفة الغربية، وفق ما أفاد جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) الثلاثاء، في بيان.

وصرّحت الإيطالية المؤيدة لفلسطين، والتي تبلغ من العمر نحو 50 سنة، لوكالة «فرانس برس» الثلاثاء أنها تعرضت للضرب وألقيت على الأرض خلال اعتقالها على أيدي 20 جندياً تقريباً في المنزل الذي كانت تقيم فيه.

وقالت من مدينة بيزا الإيطالية «حاولت المقاومة وضربوني كثيراً. عصبوا عينَي وكبلوا يدَي (...) وصرخوا بوجهي قائلين إنني إرهابية».

وقال بيان «شين بيت»: «دخلت ستيفانيا كونستانتيني وهي مواطنة إيطالية إسرائيل في الثاني من أيار 2022 بتأشيرة سياحية وقضت معظم وقتها في أراضي السلطة الفلسطينية، وقد تجاوزت فترة تأشيرة الدخول المسموح بها وأُبعدت من البلاد».

وزعم أنه «تم استدعاء كونستانتيني في أيلول 2022 لاستجوابها من جانب الأمن العام على خلفية الشكوك حول عضويتها في تنظيم الجبهة الشعبية الإرهابي ونشاطها في هذا التنظيم، بما في ذلك تحويل الأموال، لكنها لم تحضر بل واصلت أنشطتها لمصلحة التنظيم».

وأكدت ناطقة باسم سلطة السكان والهجرة الإسرائيلية لوكالة «فرانس برس» أن كوستانتيني رحّلت بعد ظهر الاثنين إلى إيطاليا.

وفي مخيم الدهيشة، زُيّن منزل أم نضال أبو عكر (76 سنة) الذي كان بستضيف كونستانتيني بالأعلام الفلسطينية ورايات الجبهة الشعبية وصور شهداء.

وقالت أبو عكر لوكالة «فرانس برس» الثلاثاء إنها استضافت كونستانتيني لمدة خمسة أشهر. وروت أن «قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي والاستخبارات اقتحمت في الرابعة صباحاً أربعة منازل عائدة لأولادي، وحطمت باب داري، ودخل جنود غرفة ستيفانيا وأخرجوها».

وأشارت إلى أن جندياً «حمل ستيفانيا على كتفه طوال الطريق من المخيم حتى سياراتهم العسكرية»، وأنها صورت ما حصل بالفيديو.

وتابعت أن كونستانتيني «كانت تذهب إلى نابلس لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع وتزور أمهات الشهداء وتدعمهم عاطفياً وتحبّ أن تزور قبور الشهداء وتضع الزهور عليها، وكانت تشارك معنا في المسيرات والاعتصامات».

ولم تعلّق القنصلية الإيطالية في القدس على الفور على القضية عندما اتصلت بها وكالة فرانس برس.

وخلال اقتحام جيش الاحتلال للمخيم، جرت مواجهات بينه وبين فلسطينيين أسفرت عن مقتل الفتى عمرو خالد الخمور (14 سنة). واليوم أغلق الشارع الرئيسي لبيت لحم الدهيشة ونصبت خيمة فيه لتقبل العزاء بالخمور.

وزُيّن الشارع بالإعلام الفلسطينية. بينما كانت الأناشيد الوطنية تصدح من مكبّرات الصوت. وقال والد الفتى خالد الخمور، لـ«فرانس برس»: «يعجز الكلام عن وصف حالنا (...) الصدمة قوية وشديدة على والدته... حقنها الأطباء بحقنتين لتهدئتها».