غزة | في الوقت الذي تزداد فيه وتيرة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى مع حلول «عيد العرش» اليهودي، واقتحام مئات المستوطنين، باحات المسجد، أمس، وعقْد حكومة الاحتلال اجتماعاً خاصاً للتباحث في الأوضاع الأمنية على مختلف الجبهات، ولا سيما في القطاع، هدّد حراك «الشباب الثائر» باستئناف فعالياته على طول السياج الحدودي مع الأراضي المحتلة منذ عام 1948، ونقاط الاشتباك، لردع الاحتلال. وأكّدت مجموعات الحراك أنها تراقب ما يجري في مدينة القدس المحتلة من اعتداءات وستتصرّف على هذا الأساس.وكانت مجموعات «الشباب الثائر» في قطاع غزة قد أوقفت فعالياتها على حدود القطاع، الخميس الماضي، بعدما توصّلت الفصائل الفلسطينية إلى اتفاق يلتزم فيه الاحتلال بعدم تجاوز «الخطوط الحمراء» والعودة إلى تفاهمات التهدئة مع قطاع غزة التي أعقبت معركة «سيف القدس» في أيار عام 2021، حين فتحت المقاومة الحرب رداً على الاعتداءات الإٍسرائيلية على حي الشيخ جراح في القدس الشرقية.
وقالت مجموعات «الشباب الثائر» في بيان نُشر في وسائل الإعلام المحلية: «إننا لا نزال نراقب عن كثب ممارسات العدو الصهيوني ومدى التزامه بالتفاهمات التي تمّت عبر الوسطاء، ونقول إننا لا نزال نعطي الوسطاء فرصة للجم هذا العدو».
وفي السياق ذاته، ذكرت إذاعة جيش الاحتلال أنه «بعد عدة أيام من الهدوء على حدود قطاع غزة: أعلنت مجموعات الشباب الثائر، التي نظّمت أحداث العنف عند السياج في الأسابيع الأخيرة، عن تجديد فعالياتها اليوم (أمس) على الحدود».
من جهته، قال مراسل «القناة 13» العبرية إنه «بينما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يجري مناقشة أمنية خاصة، هدّد الشباب الثائر في غزة بتجديد المواجهات على السياج مساء الأحد، بدعوى أن ذلك بسبب أحداث الحرم القدسي».
وكذلك، نقل موقع «أنتلي نيوز» العبري، أمس، أن جهود الوساطة القطرية والمصرية والأممية قد تتعثّر خلال الأيام المقبلة لعدة عوامل، أبرزها الضغوط الإيرانية على حركة «الجهاد الاسلامي» لمواصلة الضغط على إسرائيل أثناء العيد وبعده، مشيرة إلى أن «اقتحام المسجد الأقصى هذا الأسبوع قد يؤدي إلى توتر الأوضاع على حدود غزة».
وكشف الموقع أن «اجتماع مجلس الوزراء المصغّر ناقش زيادة عدد المستفيدين من المنحة القطرية من الأسر الفلسطينية، حيث من المتوقّع أن يقرر المجلس أخيراً ما إذا كان سيوافق على زيادة عدد المستفيدين من المنحة، وكذلك رفع عدد العمال الذين يمرّون عبر معبر بيت حانون (إيرز) كل يوم للعمل في إسرائيل، وحتى المشاريع الأخرى التي تم طرحها خلال المحادثات الأخيرة».
حذّرت حركة «حماس» من أن المساس بالقدس والأقصى سيواجَه بمزيد من المقاومة الشاملة


وتلك البنود المشار إليها، إلى جانب وقف الاعتداءات الإسرائيلية في القدس، هي شروط فلسطينية لوقف الفعاليات عند السياج والتي يطلق خلالها المتظاهرون بالونات حارقة تخيف سكان المستوطنات وتحدث حرائق فيها. وبدأ، أمس، صرف دفعة جديدة من المنحة القطرية لأكثر من 100 ألف مواطن في قطاع غزة بقيمة 100 دولار لكل أسرة، وفق بيان صادر عن «اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة».
وكذلك فتح العدو قبل يومين معبر بيت حانون، ما سمح بدخول الآلاف من العمال الفلسطينيين للعمل في الداخل المحتل، بعد أكثر من أسبوع من المنع، وهو ما اعتُبر مؤشراً إلى مضي اتفاق خفض التصعيد الذي تم التوصل إليه عبر وسطاء، قدماً، بعد أسابيع من التظاهرات اليومية لمجموعات الحراك.
لكنّ مئات المستوطنين، اقتحموا، أمس، المسجد الأقصى، على شكل مجموعات متتالية وسط دعوات لتكثيف الاقتحام لإحياء ما يُسمى «عيد العرش»، فيما ذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية أن «602 مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى خلال الفترة الصباحية».
وأكّدت مصادر مقدسية، مشاهدة مجموعة من المستوطنين وهي تؤدي «السجود الملحمي» داخل باحات المسجد الأقصى، وترتدي زي الكهنة، فيما حمل مستوطنون القرابين النباتية وأدّوا طقوساً تلمودية على أبواب المسجد.
وحذّرت حركة «حماس» من أن المساس بالقدس والأقصى سيواجَه بمزيد من المقاومة الشاملة، مشدّدة في بيان على أن «كل محاولات الاحتلال للنيل منهما، استيطاناً وتهويداً وتقسيماً وتهجيراً وعدواناً على أهل القدس والمرابطين، لن تعطيه شرعية زائفة أو سيادة مزعومة فيهما، وسيبقى شعبنا ثائراً مدافعاً عنهما بكل الوسائل حتى تحريرهما».
كذلك، دانت «لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية» الاعتداءات المتكررة من قبل المستوطنين على المسجد الأقصى، وتدنيسهم له عبر ما يقومون به من طقوس تلمودية في باحاته.
واعتبرت القوى الوطنية أن «الانتهاكات ستكون شرارةً جديدة لثورة شعبنا الذي فجّر انتفاضة الأقصى قبل 23 عاماً بعد تدنيس الهالك (رئيس الوزراء الأسبق أرييل) شارون له»، داعية «أبناء شعبنا في القدس والضفة الغربية والداخل المحتل لشد الرحال إلى المسجد الأقصى للدفاع عنه بجميع الطرق والوسائل المتاحة».