1 ــ صراخُ التاريخِ تحتَ لساني قلبي يتّسعُ لمئةِ لغةٍ
وصراخُ التّاريخِ تحتَ لساني
كيفَ ترسمُ الحربُ
صورةَ الموتِ
حتّى الأرضُ نفسُها
تنطقُ حروفَ دمارِها
وتسكنُ إلى الأبدْ...

2ــ منْ بينِ الجهاتِ أختارُ الجنوب
منْ بينِ كلِّ الجهاتِ
أختارُ الجنوبَ
نسائمُهُ معطّرةٌ
بطيبِ الشّمالِ
الشّرقُ منْ أنسابِهِ
والغربُ يستريحُ على كتفيهِ
كأنّهُ قلبٌ صنوبريٌّ
في جسدٍ آدميٍّ
لغزّة نبضٌ مستدامٌ في مظاهرِه
ورايةُ النّصرِ مُلكُ يديهِ

3ــ كيفَ تغربُ شمسُ الغرب
جبالٌ
سحابٌ يمرُّ سريعاً
وطيورٌ تصفرُ
فوقَ قمّةِ عرش السّيمرغ
ومرايا تعكسُ نورَ الشّمسِ
تُحدّثُني نفسي
أنْ أصعدَ إلى أعلى القمّةِ
حتّى أشاهدَ ما بعدَ البحرِ
كيفَ تغربُ شمسُ الغربِ
أنا الشّرقُ
يقتلُني حبّي
أقولُ لجبالٍ تمرُّ مرَّ السّحابِ:
ظلّي قُربي

4 ــ خشيشٌ يطلعُ منْ بينِ النّار
غاباتٌ
يُحدِثُ الذّئبُ خوفاً
بينَ قطيع غزلانٍ
مرّ سريعاً
ومضى بينَ الأشجارِ
كانَ النّسرُ يُحلّقُ في فضاءٍ
مسحورٍ
والأرضُ تدورُ
والذّئبُ على قطعانِ الغزلانِ
يغورُ
تشتعلُ نيرانُ الغابات
خشيشٌ يطلعُ من خللِ النّار

5 ـــ العشّاقُ الموتى سلفاً
العشّاقُ الموتى سلفاً
أحبسُ صوتَ العالمِ في حنجرتي لأحدّثهم
أحياءٌ يمشونَ على الصّراطِ
في ميدانِ الحربِ
وفي ساحاتِ المدنِ
يقرؤون أسماءَهم
في صفحاتِ التّاريخِ
تنقلُ عن سجلِّ اللّوحِ المحفوظِ
أنَّ الشهداءَ
همُ العشّاقُ الموتى سلفاً

6 ــــ غزّةُ المكانُ السّعيدُ
تشيرُ ساعةُ الحربِ إلى نهايةِ الزّمانِ
وهلْ يبقى المكانُ وحيداً؟
كلُّ مكانٍ لهُ من زمانِهِ
ما يريدُ
في لُغةِ الحبِّ
رغمَ كراهةِ الحربِ
غزةُ المكانُ السّعيد

7 ـ سماءٌ هبطتْ حتّى صارتْ أنهاراً
أرضٌ
تسألُ حجارتها
عنْ منازلَ صارتْ لهباً
ودخان
منْ أينَ يأتي
الطّوفانُ
سماءٌ هبطتْ حتّى صارتْ
أنهارا
يموتُ الإنسانُ ويحيا في الدّهرِ مِرارا
وينسى ما يحدثُ تكرارا
كيفَ ظهرَ
النجمُ السّكران
والقمرُ توارى
غزّةُ في صرختِها تهزُّ العرشَ
انتفضتْ مثلَ كواكبَ أشعلتها الذرّةُ
يقتلُ منّا أبرارا
ونبقى أسياداً أحرارا….