برعاية «متحف نابو» وبالتعاون مع «مسرح المدينة» في شارع الحمرا في بيروت، تُنظَّم لأسبوع كامل فعاليات ثقافية وفنية تضامناً مع غزّة بعنوان «إلى غزّة سلام» (الأخبار 6/1/2024) تستمرّ حتى 14 كانون الثاني (يناير) 2024. وعلى هامش الأمسيات، ستُجمع التبرّعات المالية لمصلحة «صندوق غسّان أبو ستة للأطفال» في غزة الذي أُطلق أخيراً بمبادرة من جواد عدرا وفداء جديد وبدر الحاج.
مريم المهنّدي ـــ «قاوم» (زيت على كانفاس ـــ 60 × 60 سنتم ـــ 2023)

افتتحت نضال الأشقر الفعاليات أمس الإثنين بقراءات شعرية لفلسطين بالاشتراك مع الفنان خالد العبدالله، هي التي قالت لنا سابقاً إنّ «كلّاً منّا يقف مع غزة على طريقته. انطلاقاً من المسرح الذي نعمل فيه والفن الذي نمارسه، رأينا أنه في خضم المأساة التي يعيشها القطاع، تتعيّن علينا المساندة بالشعر والموسيقى والمسرح والسينما... من المهم جداً أن تقف بيروت مع غزة. لذلك، فالوقوف مع السكان هو واجب وطني». ومساء اليوم، يُعرض فيلم «خيوط السرد» (س:20:00) للمخرجة كارول منصور التي تلاحق 12 امرأة فلسطينية، سيتحدّثن عن حياتهن قبل الشتات، وعن ذكرياتهن، وهويتهن، فيما ترتبط كل هذه القصص عبر خيوط فن التطريز القديم، معيدةً رسم خريطة الشتات الفلسطيني (الأخبار 19/6/2017). من المحطّات اللافتة ‎في الأسبوع موعد مع فرقة «عشّاق الأقصى» للأغاني الوطنية من مخيّم البداوي (الأربعاء 10 كانون الثاني ــــــ الساعة الثامنة مساءً)، وفرقة «جفرا» (أغنيات ورقص تعبيري ــــــ الجمعة 12 كانون الثاني ـــ الساعة الثامنة مساءً).
يشير جواد عدرا (أحد مؤسّسي «متحف نابو») إلى أنّ فرقة «جفرا» ستقدّم عبر متطوّعيها من مخيّمات الشمال وبيروت برنامجاً منوّعاً يضمّ أشعاراً وكلمات ورقصات تعبيرية على أغنيتين تراثيّتين شهيرتين، وهما «يمّا مويل الهوا» و«حَيِّد عن الجيشي يا غبيشي» اللتان تحاكيان الوضع العام في فلسطين. تُعَدّ أغنية «حَيِّد عن الجيشي يا غبيشي» رمزاً للنضال ضد الاستعمار البريطاني. يشتمل برنامج أمسية «جفرا» أيضاً على باقة منتقاة من الأغاني الوطنية المتنوّعة والمواويل التي يحبّها الجمهور ويتفاعل معها.
تأسّست فرقة «جفرا» مع تأسيس «النادي الثقافي الفلسطيني» عام 1993 في «جامعة بيروت العربية» من قبَل المتطوعين في النادي لتكون رافداً أساسياً للعمل الثقافي والفني الملتزم. وسرعان ما أصبحت الفرقة المركزية للنادي في لبنان بقسمَيها في الدبكة الشعبية والغناء الوطني، لتقدّم فناً وطنياً صافياً غير محزَّب إلا لفلسطين ولا يعكس سوى الفن الفلسطيني الملتزم معبّراً عن طريق الفدائي الفلسطيني.
برنامج فرقة «عشاق الأقصى» منوّع بين أعمال خاصة وأغنيات حُفرت في الذاكرة الشعبية مثل أغنيات مارسيل خليفة والشيخ إمام وفيروز


أمّا فرقة «عشاق الأقصى» التي انطلقت مع بداية القرن الحادي والعشرين والانتفاضة الفلسطينية الثانية، فيوضح جواد عدرا وسامر خالد الونّي (مدير الفرقة) بأنها ستقدّم برنامجاً منوّعاً تترجّح محطّاته بين أغنيات خاصة وأناشيد وأغنيات حُفرت في الذاكرة الشعبية مثل أغنيات مارسيل خليفة، والشيخ إمام والسيدة فيروز، وأبرزها «يا وطن الأنبياء تكامَلْ» (يعرفها الجمهور بصوت الفنانة الملتزمة أميمة الخليل)، و«نحن نار الكفاح» و«إنّي اخترتُكَ يا وطني» (مارسيل خليفة)، و«يا فلسطينية» (الشيخ إمام)، و«أطفال غزة» (أغنية خاصة للفرقة)، و«القدس العتيقة» («مرّيت بالشوارع» لفيروز)، و«اشهد علينا يا زمن» (أغنية خاصة)، و«يا طير الطاير»، و«ما نسيتك يا دار أهلي» (تراث).
وفي تعريفها بنشأتها، تقول فرقة «عشاق الأقصى»: «مع بداية انتفاضة الأقصى الثانية، كان الشاب الفلسطيني يبحث عن أيّ وسيلة اتصالٍ بينه وبين وطنه الأمّ وشعبه، في الشتات وبعدما مارس اللاجئون مهارة التواصل مع الطيور المهاجرة من فلسطين وإليها، قرّرنا أن نلمّ شملنا في غرفة ضيّقة نغنّي فيها للوطن... كنّا صغاراً وأصواتنا أكبر منا، كنّا نؤدّي معاً الأغاني الوطنية بصوتٍ واحد، وبعفوية تامّة. لم نكن نفقه شيئاً عن الموسيقى والشعر وتكنولوجيا الصوتيّات. كنا نغنّي بالاعتماد على مهارتنا التي اكتسبناها عبر تواصلنا مع الطيور المهاجرة. من هنا انطلقت فرقتنا». وكانت وزارة الثقافة العراقية قد دعت الفرقة إلى إحياء مهرجان تضامني مع غزة في بغداد (2023). حفلتا «جفرا» و«عشاق الأقصى» والأسبوع التضامني مع غزة في «مسرح المدينة»، إعلاءٌ لصوت الحقّ والقضية الفلسطينية في إطار ثقافي وفني ملتزم وراقٍ.

■ عرض فيلم «خيوط السرد»: الليلة س:20:00 ـــ «مسرح المدينة» (الحمرا)
■ أمسية فرقة «عشّاق الأقصى»: س:20:00 مساء الأربعاء 10 كانون الثاني (يناير) الحالي
■ أمسية فرقة «جفرا»: س: 20:00 مساء 12 كانون الثاني
الدعوة عامة والدخول مجّاني، مع إمكانية مشاركة الراغبين في دعم «صندوق الدكتور غسان أبو ستّة للأطفال» في غزة