وفيما كان الاحتلال يعوّل على تكريس حالة الفوضى في المناطق التي خرج منها، يؤكّد المصدر أن «الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة في غزة استأنفت عملها في مناطق مدينة غزة وشمالها، وباتت تعمل على توفير الأمن للمواطنين، على الرغم من تدمير العدوّ جميع مقدّرات العمل الحكومي في القطاع من مقارّ أو معدات»، مضيفاً أنه «تمت السيطرة على بعض محاولات التخريب والسرقة من بعض المواطنين».
يشير الميدان إلى أن ادعاءات جيش الاحتلال محض كذب ودعاية للتسويق الداخلي
وخلافاً للادعاءات الإسرائيلية بتفكيك الأطر الحركية والعسكرية لحركة «حماس» في مدينة غزة وشمال القطاع، بالإضافة إلى تدمير كل مظهر سيطرة حكومية للحركة هناك، يؤكد الميدان ومواطنون من تلك المناطق، بالإضافة إلى مصادر في «كتائب القسام»، الجناح العسكري لـ«حماس»، عكس ذلك. ويجزم مصدر قيادي في الحركة بأن ادّعاءات جيش الاحتلال «ليست لها قيمة»، وأن «القوة العسكرية للقسّام لا تزال قائمة في جميع المناطق التي دخلها، ولا يعني دخول الاحتلال إلى تلك المناطق أنه سيطر عليها، بل الحقيقة أنه تكبّد خسائر فادحة اضطرّته إلى الهروب في غضون فترة وجيزة». وإذ لا ينفي «استشهاد مقاتلين وقادة من القسّام في المعارك»، فهو يؤكّد في الوقت نفسه أن ذلك «لم يؤدِّ إلى أيّ تغيير أو انهيار في البنى العسكرية في مختلف المناطق، إذ عينت القيادة العسكرية شخصيات بديلة للشهداء القادة بشكل مباشر، فيما غطّت جميع المناطق التي حدث فيها نقض».
كذلك، يشير المصدر إلى أن جيش الاحتلال «يواصل انسحاباته من المناطق التي كان يتمركز فيها قبل عدة أسابيع في شمال القطاع، وعندما يحاول التقدم يتعرض لضربات كبيرة»، مستدلاً على ما تقدّم بأنه «خلال اليومين الماضيين، كانت الاشتباكات بين المقاومة وجيش الاحتلال في منطقة غرب بيت لاهيا وأقصى شمال القطاع، وهي المناطق نفسها التي انسحب منها الجيش»، مضيفاً أن «هذا أكبر دليل على أن ادعاءات جيش الاحتلال محض كذب ودعاية للتسويق الداخلي». ويتابع: «الأمر نفسه حدث في جنوب غرب مدينة غزة عندما حاول التقدم إلى منطقة الشيخ عجلين وأنصار، حيث تلقّى ضربات قاسية، وسط اشتباكات مع المقاومين لم تتوقف إلى حين اندحاره وانسحابه منها».
وفي الإطار نفسه، اعترف عضو مجلس الحرب في حكومة الاحتلال، جدعون ساعر، في تصريحات إلى «القناة 13» العبرية، بأن دولة الاحتلال «لا تزال بعيدة» عن تحقيق هدفها الأساسي في غزة، والمتمثل في تفكيك أجهزة سلطة «حماس» وقدراتها العسكرية، فيما قال عضو مجلس الحرب، غادي آيزنكوت: «حتى لا نقع في قصص ألف ليلة وليلة، أهداف الحرب لم تتحقق بعد، ومن يقول بأن هناك هزيمة مطلقة لحماس فهو لا يقول الحقيقة».