مقالات مرتبطة
وفي الوقت عينه، يُنظر في الكيان إلى تصريحات رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، المرتفعة اللهجة، على أنها جزء من عملية التفاوض. وقال مراسل الشؤون السياسية في صحيفة «هآرتس»، يونتان ليس، أمس، إن «نتنياهو لم يغلق الباب أمام صفقة على الرغم من تصريحاته». وأكّد أن «نتنياهو لم يعلن عن وقف المحادثات، أو أن إسرائيل تتخلّى عن المقترح (...) واكتفى بالقول إن إسرائيل لم تلتزم بذلك»، بينما اعتبرت مصادر سياسية تحدثت إلى الصحيفة نفسها، أن «تصريحات نتنياهو ضدّ الصفقة قد تساهم في تحضير الأرضية لمفاوضات في الأيام والأسابيع القريبة». واعتبر مسؤول إسرائيلي، لم تسمّه «هآرتس»، أن «حماس صاغت ورقة لا يمكن لإسرائيل قبولها، ولكنها قد تحمل مؤشرات إلى أن الحركة مستعدّة لإدارة مفاوضات وربما أيضاً مفاوضات جدية لاحقاً». وبحسب مصدر سياسي آخر، فإن «تصريحات نتنياهو بشأن عمليات الجيش الإسرائيلي المرتقبة في رفح ومخيمات أخرى للاجئين، من شأنها أن تزيد الضغط على الحركة على أمل تليين موقفها». لكنّ المصدر ذاته أشار أيضاً إلى أن هذه «مغامرة خطيرة».
بدورهم، يميل الأميركيون أيضاً إلى الاعتقاد بأن ردّ «حماس» يفتح المجال للتفاوض والوصول إلى نقاط وسطية. وهذا ما عبّر عنه منسّق الاتصالات الاستراتيجية في «البيت الأبيض»، جون كيربي، أمس، عندما قال إن «أجزاء من ردّ حماس كانت إيجابية للغاية، وأخرى نعتقد أنها تحتاج إلى مزيد من العمل»، مضيفاً: «متفائلون بشأن التوصّل إلى اتفاق». أما في قضية رفح، فقال كيربي إن «مليون فلسطيني موجودون في رفح، والجيش الإسرائيلي مسؤول عن حماية المدنيين هناك»، رغم «(أننا) لا نرى أي مؤشرات على اعتزام إسرائيل تنفيذ عملية واسعة النطاق في رفح»، متابعاً أن «أي عملية عسكرية في ظل الظروف الحالية في رفح ستكون بمثابة كارثة على المدنيين هناك».
شهدت المحادثات بين المسؤولين المصريين ونظرائهم الإسرائيليين «سجالات حادّة» حول قضية رفح
وفي السياق نفسه، شهدت المحادثات بين المسؤولين المصريين ونظرائهم الإسرائيليين في القاهرة، «سجالات حادّة» حول قضية رفح، قبل أن يغادر الوفد الإسرائيلي، حاملاً التأكيد المصري على «رفض أي خطوة من شأنها المساس بمدينة رفح، وضرورة وقف الهجمات التي تُنفّذ على المدينة الحدودية»، بحسب مصادر مصرية مطّلعة تحدثت إلى «الأخبار». كما أبلغت القيادة المصرية، الإسرائيليين، بأنها «ستتخذ قراراً فورياً بتعليق العمل باتفاقية السلام في حال تنفيذ المخطط الإسرائيلي باقتحام رفح بشكل منفرد في ظل الوضع الإنساني الحالي». وكان نقل مسؤولون إسرائيليون في لجان الاتصال الأمني بين الكيان ومصر، رغبتهم في «التوصّل إلى موافقة مصرية على بعض التحركات»، وهو أمر «رفضته مصر حتى الآن»، بحسب المعلومات. لكنّ المصادر الفلسطينية، لا تنفي إمكانية أن يتوصّل الجانبان، المصري والإسرائيلي، إلى «تفاهم» حول شكل ومدى العملية العسكرية الإسرائيلية المفترضة في رفح.
إلى ذلك، شهدت المنطقة الحدودية بين قطاع غزة ومصر استنفاراً للجيش المصري، بعد قصف الجيش الإسرائيلي عدة نقاط على طول الشريط الحدودي خلال اليومين الأخيرين، توازياً مع زيادة وتيرة التصريحات الإسرائيلية حول وجود قرار ببدء عملية عسكرية في مدينة رفح. وشوهدت حوّامات مصريّة فوق الشريط، فيما سُجل انتشار قوات تأمين على الأرض لسدّ أي ضرر يصيبه، مع استمرار تعلية السور العازل.
وفي موازاة حراك القاهرة، وصل مساء أمس، إلى الرياض، وزراء خارجية عرب للمشاركة في «اجتماع وزاري تشاوري بشأن غزة».