عقد ممثلون عن الفصائل الفلسطينية اجتماعاً في منطقة رفح في الأيام القليلة الماضية، تمّت خلاله مناقشة ملف المساعدات الإنسانية والسبل الأفضل لإدارة عملية توزيعها داخل القطاع. واتُّفق في الاجتماع على تشكيل إطار وطني فلسطيني تنتج عنه «لجان شعبية» في كل مناطق قطاع غزة ومدنه ومخيماته، تتولى مسألة تخزين المساعدات وتوزيعها على الناس، على أن يصار إلى استخدام مقرات وكالة «الأونروا» كمراكز تخزين لهذه المساعدات، حتى ولو استمر غياب العاملين في هذه الوكالة.واتفقت الفصائل على آلية عملانية تبطل أيضاً ذريعة قوات الاحتلال لقصف نقاط تجمّع الناس الذين يحضرون لتلقّي المساعدات، وتقرّر عدم اللجوء إلى عناصر الشرطة المحلية الذين سبق للعدو أن قتل عدداً منهم، كما أُبلغت الجهات الدولية وجهات محلية بأنه سيطلق الرصاص على كل عناصر الشرطة باعتبارهم من رجال «حماس»، علماً أن حكومة غزة طلبت من عناصر الشرطة عدم استخدام أي منزل أو مقر كمكان للعمل خشية تعرّضه للقصف.
وبحسب مصادر مطّلعة، حضر اجتماع رفح، للمرة الأولى، ممثلون عن المنشقّين عن حركة فتح بقيادة محمد الدحلان، بعد اتصالات جرت بين الأخير وقيادة الحركة في الخارج، أكّد فيها أنه لا يريد العمل السياسي بل المساهمة في إيصال المساعدات.
وكان لافتاً أن اجتماع الفصائل عُقد إثر محاولات قوات الاحتلال فرض آلية تضمّ ممثلين عن العائلات والعشائر تعمل بإشرافها، وبعدما أظهر عناصر من هذه التجمعات الاستعداد للتعاون ومباشرة التنسيق حتى مع أجهزة مخابرات السلطة الفلسطينية في رام الله، إضافة إلى ضباط الاحتلال في مكتب «منسّق المناطق غسان عليان»، وبعدما أنذرت المقاومة في غزة هؤلاء بضرورة وقف التعاون مع قوات الاحتلال، وعندما حاول بعضهم الالتفاف على الأمر تم إعدام بعضهم، ما حسم النقاش في أوساط جميع المعنيين بالملف، بمن فيهم أنصار الدحلان، خصوصاً بعد صدور بيان باسم العائلات والعشائر يعلن عدم التعاون مع قوات الاحتلال. وبحسب المصادر الفلسطينية، فإن الجميع يتصرف على أساس أن وجود أنصار الدحلان في الإطار يوفّر خط تواصل ميداني ضروري مع قوات الاحتلال أو المصريين أو الجهات الدولية التي تتولى إدخال المساعدات، لكنّ هذا التنسيق سيتم بإشراف الإطار الوطني حصراً.
وفي شمال غزة، توصّلت فصائل المقاومة إلى اتفاق شكّلت حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قاعدته الأساسية، وتمّ انتداب عدة مئات من الكوادر المدنية والاجتماعية لهذه القوى لإدارة عملية توزيع المساعدات في الشمال بالتنسيق مع الجهات الأخرى.