غزة | شقَّت أربع رشقات صاروخية، أُطلقت أول من أمس من مختلف مناطق قطاع غزة، هدوء السماء الذي استمرّ قرابة أسبوعين، في ما بدا وكأنه إشارة إلى جملة من المفاجآت التي ستفجّرها المقاومة في كل مفصل سياسي، وستعيد من خلالها مجلس حرب العدو ومستوطنيه، إلى دائرة الحرب الأولى. وهو ما كان فعلاً، حيث ضجّت صفحات المحلّلين السياسيين في المواقع العبرية، بحديث عن فشل الحرب في تحقيق أيٍّ من أهدافها، وأقلّها وقف الإطلاقات الصاروخية التي تستمرّ من شمال القطاع ووسطه وجنوبه، في اليوم الـ170 من الحرب.في الميدان، تحوّلت محاور القتال المحيطة بمجمع «الشفاء» الطبي، إلى ميدان استنزاف مستمرّ، إذ أطلقت المقاومة، خلال اليومَين الماضيَين، العشرات من قذائف الهاون والصواريخ القصيرة المدى، تجاه تحشدات العدو، فيما يخوض المقاومون قتال شوارع، وكمائن من مسافات صفرية، واحد منها نشر جيش العدو مقطعاً مصوّراً منه، يُظهر اشتباكاً خاضه مقاوم عَلِمت «الأخبار» أنه من «سرايا القدس»، من غرفة شقة محاذية لمستشفى «الشفاء»، تجاه الجنود الذين احتشدوا على بابها، حيث أطلق الشاب صلية من الرصاص ثم قنبلة، قبل أن يولّي جنود العدو مذعورين. ووفقاً لمصادر ميدانية، فإن المهمّة في هكذا حالات، توكل إلى الطيران الحربي الذي يقوم بنسف البناية السكنية برمّتها.
وفي محيط «الشفاء» أيضاً، أعلنت فصائل المقاومة تنفيذ العشرات من المهمّات القتالية، يوم أمس فقط، إذ تمكّنت «الأخبار» من توثيق 12 مهمّة قتالية متنوعة، حتى ساعات المساء. فمن جهتها، أعلنت «سرايا القدس» أنها استهدفت آلية عسكرية بقذيفة «تاندوم»، فيما أعلنت «كتائب القسام» تدمير دبابة بقذيفة «الياسين 105» في حيّ تل الهوا غربي مدينة غزة. أيضاً، وزّع الإعلام العسكري التابع لـ»القسام» مشاهد مصوّرة، أَظهرت المقاومين وهم يفجّرون دبابة بعبوة «شواظ» في محيط «الشفاء». وفي مقطع آخر، ظهر مقاومو وحدة القنص وهم يستهدفون مواقع قيادة العدو بالرصاص المضاد للتحصينات، فيما قالت «الكتائب» إنها تمكّنت من قنص ثلاثة من قناصة العدو، اثنان في محيط المجمع الطبي، وثالث في تل الهوا بالقرب من شارع الرشيد. كذلك، أبلغت كل من «السرايا» و»الكتائب» عن تمكنهما من قصف تجمّعات العدو بوابل من قذائف الهاون النظامية، في مقطع وزّعه الإعلام العسكري التابع للأخيرة، وأظهر مقاومي وحدة المدفعية وهم يستهدفون القوات المتوغّلة من أربعة محاور في وقت متزامن، بينما تحلّق العشرات من طائرات الاستطلاع في المنطقة التي يعملون منها.
أمام الحديث المتكرّر عن مصير مروان عيسى، تلتزم «كتائب القسام» الصمت


وشهد اليومان الماضيان تطوّراً جديداً في خريطة الميدان، حيث توغّلت دبابات العدو في المناطق الشرقية لمدينة بيت حانون، التي كان جيش العدو قد انسحب منها قبل ثلاثة أشهر. وفي تلك المنطقة المحاذية للحدود، والتي يفترض جيش العدو أن عملياته انتهت فيها وأفضت إلى تدمير كلّي للبنية التحتية للمقاومة، تمكّنت «القسام» من تفجير دبابة وجرافة، ونشرت مقاطع مصوّرة لعملياتها.
أما في محاور القتال جنوبي القطاع، حيث تواصل دبابات العدو توغّلها في المناطق الغربية من مدينة خانيونس، وتحديداً في محيط مستشفى «ناصر» وحي الأمل، فقد أعلنت «كتائب القسام» تمكُّنها من تدمير دبابتين، احترقت إحداهما بشكل كامل.

صمت حول مصير مروان عيسى
أعلن الناطق باسم جيش العدو، دانيال هاغاري، اغتيال الشخصية الثانية في «كتائب القسام»، مروان عيسى، في عملية قصف استهدفت مجمع أنفاق أسفل مخيم النصيرات، وسط مدينة غزة قبل أسبوعين. وإلى جانب عيسى، زعم الناطق أن العملية أسفرت عن مقتل غازي أبو طماعة، ووصفه بأنه مسؤول الإمداد والتجهيز. وأمام الحديث المتكرّر عن مصير الرجل، تلتزم «القسام» الصمت، على اعتبار أن الوقت ليس مناسباً لتقديم أجوبة على كل الأسئلة التي يبحث العدو عن إجابات عليها.