بغداد | أكّدت المقاومة العراقية ثقتها بأن العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق لن يمرّ من دون عقاب، في الوقت الذي شنت فيه هجوماً على القاعدة الأميركية في حقل «كونيكو» للغاز في سوريا، كما هاجمت أهدافاً في فلسطين المحتلة. وقال الناطق باسم حركة «النجباء» العراقية، حسين الموسوي، في تصريح إلى «الأخبار»، رداً على تكهّنات بأن الرد على هجوم القنصلية قد يأتي من العراق، إن «إيران لديها من القدرات العسكرية ومن الخبرة ما يجعلها قادرة على تحقيق الأهداف المرجوّة من دون أن تتدخّل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة، فلماذا تستخدم أراضي الدول الأخرى وهي تمتلك كل مقوّمات القوة والنجاح في تحقيق أهدافها؟»، مضيفاً أن «خيارات الرد الإيراني ضد الفعل الإجرامي الإسرائيلي غير محدودة بزمان أو مكان». وتابع الموسوي أن «إسرائيل من دون شك بعد أن فقدت مكانتها الدولية، وكشفت وجهها القبيح في التعامل مع أزماتها الداخلية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والخسائر الكبيرة التي لحقت بها، وفي محاولة منها لتصدير أزماتها، عمدت إلى مخالفة القوانين الدولية والأعراف السياسية، فارتكبت جريمتها بتفجير القنصلية الإيرانية». وأشار إلى أن «هذا الأمر يقيناً لن يمر من دون عقاب من قبل الحكومة الإيرانية. أما المقاومة فهي ما زالت على عهدها بالوفاء للقضية الفلسطينية، وهي مستمرّة في توجيه ضرباتها للمحتل الإسرائيلي ولن تتوقّف ما دامت إسرائيل تمارس هذه الأعمال الإجرامية».وكانت فصائل عراقية قد توعّدت، خلال مسيرة حاشدة شارك فيها مئات العراقيين يوم الجمعة الماضي في بغداد، بمهاجمة أهداف إسرائيلية أو أميركية نصرة لغزة. وندّدت بالهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق، والذي أدى إلى استشهاد عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني. وبالتوازي مع ذلك، أفادت مصادر أمنية عراقية بأن هجوماً صاروخياً استهدف قاعدة «كونيكو» الأميركية في ريف محافظة دير الزور الشمالي. ويشير هذا الهجوم إلى أن المقاومة العراقية ربما استأنفت هجماتها ضد القوات الأميركية، بعد أن أعلنت التزامها بهدنة خلال المفاوضات التي تجريها الحكومة العراقية مع الولايات المتحدة حول سحب قواتها من العراق، والتي أعلنت المقاومة أنها لا تنتظر كثيراً منها. كذلك، قالت المقاومة العراقية، أول من أمس، إنها هاجمت بطائرات مُسيّرة مصافي نفط في حيفا. وذكرت في بيان مقتضب أن الهجوم جاء رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين الفلسطينيين العُزَّل.
المقاومة هاجمت بطائرات مُسيّرة مصافي نفط في حيفا


وفي السياق، يقول مصدر في تنسيقية المقاومة العراقية، لـ«الأخبار» إن «قصف المواقع الإسرائيلية، جزء من تضامننا مع المقاومة الفلسطينية. والمقاومة العراقية باتت تشكّل رقماً صعباً في المعركة ضد الاحتلال الإسرائيلي من خلال قصف مواقعه». ومن جهته، يرى القيادي في «الحشد الشعبي»، علي حسين، أنّ «استهداف إسرائيل للقنصلية وقبلها استهداف كبار قادة المقاومة ومن ضمنهم رضي موسوي، هو دليل على خوفها ورعبها من المقاومة». ويلفت، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أنّ «الساحة العراقية مهمة جداً، والعدو بدأ يحسب لها ألف حساب»، مضيفاً أنّ «كل عمليات الردّ على العدو، تكون مبنية على حسابات عسكرية وأمنية دقيقة، وما ترتبط به من توقيتات وتنسيق عال بين جميع أطراف المحور».
أما الخبير الأمني، غازي اللامي، فيعتقد أنّ «إيران ستدرس الردّ بشكل مستفيض ولن تتسرع في ذلك أبداً، وتتعامل بحنكة مع القضايا التي تتعلق بأميركا وإسرائيل». ويوضح أنّ «سياسة إيران قائمة على عدم الانجرار إلى حرب إقليمية، لأنها تعتقد أن هذا سوف يحقّق أمنية إسرائيلية وأميركية». وبحسب اللامي، فإن «الساحتين العراقية والسورية مناسبتان للردّ على إسرائيل، وربما ستكون الهجمات المقبلة منهما مختلفة تماماً بكل المقاييس».