القاهرة ــ خالد محمود رمضانحلّ أمس على نحو مفاجئ في القاهرة الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للبنان، مايكل وليامز، للاستماع إلى وجهات نظر القاهرة والجامعة العربية حيال الوضع والمشهد السياسي الراهن في لبنان، في ما بدا أنه على صلة وثيقة بالتقرير الذي يعكف على إعداده تمهيداً لتقديمه قبل نهاية الشهر الجاري إلى الأمم المتحدة في شأن تطبيق القرارات الدولية الخاصة بلبنان.
وبدا أن القاهرة والمبعوث الأممي لا يريدان الإفصاح عن فحوى الزيارة أو هدفها، فيما لم تكن السفارة اللبنانية في القاهرة على علم بوصول وليامز إلى العاصمة المصرية في إطار جولته التي شملت حتى الآن تل أبيب ودمشق وبيروت.
ويتعلق تقرير وليامز المرتقب بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي أعقب الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006.
وهذه هي الزيارة الثانية التي يقوم بها وليامز للقاهرة، علماً بأنه زارها للمرة الأولى خلال تشرين الثاني من العام الماضي، قبل تقرير سابق قدمه للأمين العام للأمم المتحدة عن لبنان.
ووصف مسؤول مصري، طلب عدم كشف هويته، زيارة وليامز للقاهرة بالاستطلاعية للتعرف إلى وجهات النظر المصرية حيال ما يجري في لبنان. أضاف: «في طبيعة الحال، إن مسألة تأليف الحكومة في بيروت هي أحد الملفات السياسية التي سيناقشها المبعوث الأممي مع المسؤولين، سواء كان في الحكومة المصرية أو في الجامعة العربية». وكان متوقعاً أن يجري وليامز محادثات مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، بشأن تأليف الحكومة اللبناينة الجديدة والمعوّقات التي تحول دون ذلك. وتبدو مصر والجامعة العربية على المستوى ذاته من القلق الذي انتاب وليامز حيال مستقبل الوضع اللبنانى في ضوء تعثر عملية خروج تشكيلة حكومة سعد الحريري إلى العلن.
وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن المبعوث الأممي حمل في جعبته إلى القاهرة آخر التطورات في الساحة اللبنانية ونتائج الاتصالات التي تجريها الأمم المتحدة مع الأطراف اللبنانية والإقليمية والدولية في إطار السعي للحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان‏.‏
ولمست «الأخبار» ارتباكاً في وزارة الخارجية المصرية لدى الحديث عن زيارة وليامز التي لم يسبق الإعلان عنها، إذ قالت مصادر مطّلعة إنه تم إصدار إشعار باحتمال عقد لقاء مع وسائل الإعلام المعتمدة لدى الوزارة قبل التراجع عنه في اللحظات الأخيرة.
ورأت المصادر أن القاهرة تريد تمرير زيارة وليامز في أضيق نطاق إعلامى ممكن، لكنها لم تفصح عن المبررات الحقيقية وراء هذا التصرف غير المعتاد في الزيارات التي يقوم بها مساعدو الأمين العام للأمم المتحدة للقاهرة.
وقالت مصادر دبلوماسية غربية متابعة لأجواء الزيارة إن القاهرة ستطلع بان كي مون على ما تعتقد أنه أدلة على تورط حزب الله في أنشطة إرهابية داخل الأراضي المصرية، في إشارة إلى ما بات إعلامياً يعرف باسم «خلية حزب الله» التي تقول السلطات المصرية إنها تمكنت من تفكيكها، وإنها كانت تحاول تهريب أشخاص وعتاد عسكري إلى حركة «حماس» داخل قطاع غزة المحتل عبر أراضي شبه جزيرة سيناء.