أنطوان سعدإذا لم تنجح مساعي بعض محيط رئيس الجمهورية، العماد ميشال سليمان، غير الراغب في دخول معركة انتخابية في مواجهة رئيس تكتل التغيير والإصلاح، العماد ميشال عون، فسوف تتمخض التحضيرات الجارية لتشكيل لوائح، في شكل أو آخر، عن منازلة انتخابية مفتوحة بين الرجلين، في السابع من حزيران المقبل. فصحيح أن رئيس الجمهورية يصرّ، ويعلن مراراً وتكراراً، حياده المطلق في هذه الدورة من الانتخابات التشريعية، غير أن ترشيح النائب السابق ناظم الخوري، مستشاره السابق المقرّب منه، والذي كان قد انسحب من الانتخابات سنة 2005 بطلب منه، إفساحاً في المجال أمام نسيبه النائب وليد خوري، يندرج في إطار «تيار جديد نابع من خطاب القسم»، كما يقول ناظم الخوري الذي يؤكد أيضاً أن كل احتمالات التحالف واردة، بما فيها التحالف مع النائب السابق فارس سعيد، ما يعني أن المشهد الانتخابي لن يخلو من طيف الرئيس سليمان على الأقل، وبالتالي من مواجهة انتخابية غير مباشرة بين العمادين. بيد أن ثمة مسؤولين بارزين في الفريق الرئاسي لا يستسيغون أبداً أن يجرّ بعض المرشحين اسم رئيس الجمهورية إلى المعركة الانتخابية، ولا سيما بعدما تبددت مشاريع الكتلة الوسطية. وبرأيهم لا يجوز أن يجازف هؤلاء باسم الرئيس ويعرّضوا موقع الإجماع الذي يتمتع به منذ انتخابه من أجل مقعد نيابي واحد أو حتى اثنين. في المقابل، يقول المرشحون إنهم يخوضون الانتخابات عن هذه الدائرة منذ عشرات السنوات، وحتى قبل أن يصبح العماد سليمان قائداً للجيش. ويعتقد هؤلاء أن ظروف النجاح متوافرة لهم بقوة، وخصوصاً إذا أحجم النائب السابق سعيد عن الترشح، ودعمت فصائل قوى الرابع عشر من آذار لائحة المستقلين، بحجة أنه يستفز الناخبين الشيعة في المنطقة ويستثير همة كل العونيين ضد خصوم الجنرال. بما يذكّر بمواقف بعض الشخصيات المستقلة ضمن تحالف الرابع عشر من آذار التي كانت ولا تزال تتمنى على حزبي القوات والكتائب اللبنانية عدم الترشح في بعض الدوائر والاكتفاء بدعم لوائح الأكثرية، بحجة أنهما يستثيران الناخبين لمصلحة الجنرال.
والجدير ذكره أن المرشحين المستقلين في هذه الدائرة، وفي مقدمهم النائب السابق إميل نوفل والأمين العام السابق لحزب الكتلة الوطنية جان حواط، قد وضعوا ترشحهم بتصرف رئيس الجمهورية الذي قد يبادر في الأيام المقبلة، بحسب مصادر مطلعة، إلى الاتصال بهم للتشاور معهم في هذه المسألة، فيما تقول هذه المصادر إن رئيس جمعية المصارف الدكتور فرنسوا باسيل، الذي كان قد أبدى مراراً عدم رغبته في الترشح في الآونة الأخيرة وأقدم عليه أخيراً، ليس بعيداً بدوره عن جو المرشحين المستقلين في دائرة جبيل لجهة وضع ترشحه بتصرف رئيس الجمهورية.
في المقابل، يؤكد الأمين العام لحركة الرابع عشر من آذار استمراره بالمعركة حتى النهاية، ويقول للأخبار: «ليتحالفوا معي فنربح ثلاثة مقابل صفر على الجنرال، أما إذا لم يفعلوا فسيربح العماد عون ثلاثة مقابل صفر»، غير أنه يستدرك قائلاً إنه إذا لم يتحالفوا معه فإن ثمة معطيات تجعله متفائلاً لجهة تحقيق اختراق للائحة تكتل التغيير والإصلاح في دائرة جبيل.
من جهة تكتل التغيير والإصلاح، يبدو أن الاتجاه يسير نحو لائحة من النائبين عباس هاشم ووليد خوري والمسؤول في التيار الوطني الحر سيمون أبي رميا. ورداً على كل كلام عن احتمالات خسارة الانتخابات بسبب تراكم أعداء الجنرال وتراجع شعبيته في الوسط المسيحي، يؤكد هاشم أن لائحة التكتل ستحصل على نسبة تتراوح بين 55 و58% من الناخبين المسيحيين. ويضيف: «لم تبدأ المعركة بعد، وهي ستنطلق ابتداءً من 7 أيار المقبل في المهرجان المركزي لإعلان البرنامج السياسي والاقتصادي والمالي للبنان، الجمهورية الثالثة السيدة الحرة المستقلة والمستقرة». ويشدد في ما يسمّيه «رأي شخصي ينسجم مع طرح التكتل ولا يتعارض مع اتجاه القوى السياسية الشريفة» على ضرورة «عودة التوازن في الصلاحيات بحيث تُعاد لرئاسة الجمهورية صلاحية حلّ مجلس النواب والحكومة ضمن ضوابط». ويعتقد أن مثل هذا البرنامج سيؤدي حكماً إلى حصد الأصوات من جديد كما في عام 2005.