لم يكن المشهد في بلدة بريتال يوحي أمس بنصر حاسم، حيث تتنافس لائحتان: الأولى مدعومة من حزب الله باسم «التنمية والوفاء لشهداء بريتال»، في مقابل لائحة «إنماء بريتال» المدعومة من الأمين العام الأسبق للحزب الشيخ صبحي الطفيلي. وليس خافياً أن خوض حزب الله معركة بلدية في البلدة، للمرة الأولى منذ اتفاق الطائف، أتى بعد ضغوط من أهالي شهداء الحزب الذين تستفزهم مواقف الطفيلي المسيئة لشهداء المقاومة وللقتال في سوريا، علماً بأن البلدة منحت لوائح الحزب وحلفائه في الانتخابات النيابية نحو 95 في المئة من أصواتها. وخاض الحزب المعركة وحيداً في وجه الطفيلي، إثر انسحاب حركة أمل من المعركة، بعدما كانت قد سمّت ثلاثة أعضاء على لائحة الحزب. وفُسّر انسحاب الحركة بأنه دعم من القيادي في "أمل" بسام طليس للائحة المحسوبة على الطفيلي، كون طليس يمون على رئيسها عباس زكي اسماعيل.حضور ماكينة حزب الله وأنصاره كان واضحاً في المدرسة الكورية. عند طريق بعلبك الدولية ومفرق البلدة، بيارق وقبعات صفراء غطّت باحة المدرسة «لتحرير قرار بريتال من الطفيلي»، يقول الرجل الستيني الذي اعتمر قبعة صفراء. عند أقلام الاقتراع، «تخمة» ناخبين إناث، يحاولن التسابق للدخول والاقتراع. تسأل، «من ستنتخبن؟» فتسارع غالبيتهن للإجابة بدنا ننتخب الحزب ودم الشهداء».
في المتوسطة الرسمية في الحي الشرقي لبلدة بريتال، تكاد الصورة تكون معكوسة تماماً. هنا القبعات البيضاء تطغى على المشهد، والانتخاب شبه محسوم للائحة «إنماء بريتال». إنه «مركز الثقل عند الحاج عباس زكي اسماعيل» (رئيس البلدية الحالي المدعوم من الطفيلي) يقول أحد الشبان الذين يوزعون لوائح بأسماء المرشحين. منذ ساعات الصباح الأولى، وأقلام الاقتراع شهدت «كثافة غير طبيعية» في عدد المقترعين بحسب رئيس قلم إحدى غرف الاقتراع. إلا أن اللافت في انتخابات بلدة بريتال أن الأيام التي خلت، والتي شهدت انتقادات واتهامات بالشحن والتجييش، تبددت جميعها مع انطلاق العملية الانتخابية. فقد بدا واضحاً الارتياح بين مندوبي اللائحتين داخل مراكز الاقتراع الخمسة.
إسماعيل أبدى ارتياحه لسير العملية الانتخابية واحترامه لخيار أبناء بريتال، مستطرداً «سنقف إلى جانبهم مهما كانت النتيجة التي اختاروها». وفي ساعة متأخرة من ليل أمس، صدرت النتائج شبه النهائية في البلدة، والتي أظهرت فوز لائحة «التنمية والوفاء لشهداء بريتال»، أي لائحة حزب الله، بكامل أعضائها الـ18.