أكّد السفير السوري، علي عبد الكريم علي، بعد لقائه وزير الخارجية جبران باسيل، أهمية التنسيق بين الدولتين في مسألة اللاجئين، لافتاً إلى أن «كل المبادرات يجب أن تمرّ عبرنا، وإذا لم يتم ذلك تكون الأمور في غير مسارها الصحيح».وطمأن علي الوزير باسيل إلى أن «أعداد السوريين الذين يرغبون في العودة إلى وطنهم وإلى المناطق الآمنة في ازدياد»، مؤكداً أن «من ليس لديه أيّ إشكالات أو أي مترتبات مالية أو استحقاقات تجاه الدولة المضيفة، بإمكانه التوجه مباشرة إلى الحدود لأن سوريا بحاجة إلى كل أبنائها».
وتطرق اللقاء، إلى المبادرة الروسية التي وصفها علي بـ«الإيجابية»، إذ إنها «تسهم في تسهيل كل الأمور وتذليل بعض العقبات للسوريين الذين لجأوا إلى مناطق في دول الأردن وتركيا ولبنان وأوروبا»، فـ«هذه المبادرة تسهّل العودة، وخصوصاً أن القيادة في سوريا والرئيس (السوري بشار) الأسد شخصياً، لم يضعا شروطاً تعجيزية».
ولفت إلى أن باسيل سأل عن أوضاع من هو محكوم بالخدمة الإلزامية، «فأجببته أن الرئيس الأسد يصدر سنوياً أكثر من مرسوم عفو عن كل من فرّ أو هرب أو من كانت لديه أوضاع معينة ويعطى مهلة لتسوية أوضاعه»، وهناك دائماً «مجال لدفع البدل النقدي لمن أمضى أكثر من أربع سنوات خارج سوريا».
السفير السوري رأى أنّ تكليف رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون للأمن العام ومديره اللواء عباس إبراهيم «يعطي نتائجه، والسفارة السورية مشرعة أبوابها طوال الـ 24 ساعة». وقال إنّ «الحكومة اللبنانية تتكامل مع الحكومة السورية عبر سفارتيهما ووزارتي خارجيتهما وبتوجيه من قيادتي البلدين»، لافتاً إلى أن «هناك حاضنة حقيقية في غالبية البيئة الوطنية اللبنانية، وإن كانت بعض الأصوات ترتفع من وقت لآخر لمآرب معينة، لكنّي أرى أن مصلحة البلدين والشعبين اللذين تربطهما أواصر القربى والعائلات هي واحدة على ضفتي الحدود».
وعن زيارة الوفد الروسي والتداول حول تأليف لجان مشتركة بين لبنان وسوريا وإمكانية التنسيق المباشر مع الحكومة اللبنانية، قال: «ما دام هناك دولة في سوريا ودولة في لبنان، واتفاقات وتفاهم بين البلدين، فالروسي يسهّل، ويمكن أن يدعم الجهود التي نقوم بها، وتنسيق اللواء عباس إبراهيم مع الجهات المعنية في سوريا يريح الجانب الروسي ويشكل استجابة لهذه المبادرة»، موضحاً: «أنا لا أرى تناقضاً ولا أي من هذه الأطراف تعرقل عمل الآخرين، المهم والأساس هو القيادة في سوريا والجهات المعنية. نحن مرحّبون ومنفتحون، وكل المبادرات يجب أن تمر عبرنا، وإذا لم يتم ذلك تكون الأمور في غير مسارها الصحيح، وبالتالي هذا النداء لكل السوريين».
وعن عودة العمل إلى معبر نصيب، قال: «الدولة السورية هي صاحبة الشأن، طبعاً هناك مصلحة للأردن وللبنان بفتح هذا المعبر الأساسي، وأعتقد أن التشاور يجري بشأنه، وسوريا هي التي ترسم ما تريد. والذين أخطأوا بحق سوريا وبحق بلدانهم وسيادتها، هذا الأمر بتقديري يجري البحث فيه والأمور تسير بشكل جيد».