يستمر السكوت لبنانياً عن الازداوجية غير المفهومة في ظل التفاوض غير المباشر على الحدود البحرية المقابلة لـB1. لكن يبدو أن بو صعب أدرك أن استعادة السيادة على الجزء اللبناني من النفق الإنكليزي يغير المعادلة في المفاوضات غير المباشرة مع العدو على ترسيم الحدود البحرية. إذ إن كسر الجدار ورفع العلم اللبناني فوق الأربعين متراً يحسّنان من شروط التفاوض. وفي هذا الإطار، سجل بو صعب أول موقف رسمي لبناني منذ 2006 (أي منذ انتشار الجيش عند الحدود الجنوبية) حول النفق. خلال استقباله قائد اليونيفيل الجنرال ستيفانو دل كول أول من أمس، طلب الوزير «الحصول على تقرير مفصَّل حول نفق سكة الحديد في الناقورة الذي تعذَّر عليه الدخول، ولو إلى الجزء اللبناني منه في خلال زيارته الأخيرة للمنطقة بسبب بناء جدار عند مدخله من الجانب اللبناني، و التحقق ممّا يوجد وراء الجانب الآخر للحائط والتأكُّد من عدم تمكن العدو الإسرائيلي من الوصول إلى الجانب اللبناني منه، ولا سيما أنَّه يمتد تحت الحدود التي تفصل بين الجانبين» كما جاء في بيان الزيارة.
ممنوع على اللبنانيّين الاقتراب من المنحدر برغم وقوعه ضمن الأراضي اللبنانية المحرّرة
طلب بو صعب أثار اهتمام أهالي الناقورة الذين يتحسرون على معالم طبيعية لا يمكنهم استثمارها كما يفعل العدو في الجانب المحتل. الإجراءات العسكرية والملكية الخاصة للأراضي، يشكلان عائقاً. مايك نصار، ابن شقيقة العميل أنطوان لحد، اشترى في التسعينيات، إبان الاحتلال، من رجل الأعمال هنري صفير، الأراضي الممتدة من الرأس الأبيض حتى الحدود. صفير نفسه اشترى الأراضي من شخص من آل سعد من حيفا، كان قد سجل ملكياتها باسمه أثناء الانتداب الفرنسي. نصار الذي كان مساعداً لإيلي حبيقة خلال الحرب الأهلية، مات بصورة غامضة حيث كان يقيم في ساو باولو البرازيلية بعد شهرين من اغتيال حبيقة في 2002. منذ التحرير، لم ترد إلى البلدية تقارير بنيّة آل نصار استخدامها. فهل تُسهم الدولة بتحدي العدو وإنعاش المنطقة؟