وفيما كانت المعلومات تُشير إلى أنّ قرار التجميد أتى على خلفية شبهات تتعلّق بعمليات «تهريب» أموال (بالدولار) يقوم بها بعض مكاتب السفريات عبر عمليات بيع تذاكر لمكاتب أخرى خارج لبنان (راجع تهريب أموال عبر «تصدير» تذاكر سفر؟ ، ترى مصادر معنية بشركات الطيران أن إصرار حاكم المصرف المركزي رياض سلامة على تجميد عمليات التحويلات مرتبط بـ«القبض» على الدولارات ومنع تحويلها الى الخارج.
اللافت أن تعميماً صدر عن رئيس مجلس إدارة شركة «طيران الشرق الأوسط» محمد الحوت يقضي بوقف مبيعات تذاكر السفر في مكاتب الشركة لمدة ثلاثة أشهر «تجاوباً مع طلب نقابة أصحاب مكاتب السياحة والسفر في لبنان»، إلى حين «اتخاذ التدابير المُناسبة». وعليه، سيكون على المُسافرين الحجز عبر مكاتب السفر. ومن المعلوم أن أصحاب هذه المكاتب يُطالبون منذ أشهر الـ«ميدل إيست» ببيعهم التذاكر بالليرة أو على أساس سعر صرف الدولار الرسمي، ذلك أنهم مُلزمون بتسديد فواتير البيع بالدولار، فيما تبيع «ميدل إيست» (مدعومة من مصرف لبنان) وشركات الطيران على أساس سعر الصرف الرسمي، ما دفع المُسافرين إلى شراء تذاكرهم من شركات الطيران مُباشرةً على حساب المكاتب.
بات على المسافر الذي يرغب في السفر عبر بعض شركات الطيران اللجوء إلى مكاتبها مباشرةً
في اتصال مع «الأخبار»، أوضح الحوت أن قراره يأتي «خدمةً لأصحاب المكاتب في ظلّ تدهور سوق الطيران»، نافياً أن تكون أسعار تذاكر الشركة قد ارتفعت «فالسوق لا يسمح بذلك أصلاً»، ولافتاً إلى تراجع إيرادات الشركة خلال كانون الثاني بنسبة 25%. فما الذي تعنيه هذه الوقائع؟
ترجّح المصادر نفسها أن يكون الهدف هو وقف دعم قطاع السفر بالدولار «فالأولوية للطحين والدواء وغيرها»، إذ يستطيع المسافر أن يحجز «أونلاين» على طيران الشرق الأوسط، «لكنه سيكون بذلك يستخدم حساباته الموجودة أصلاً بالدولار في المصارف»، كذلك الأمر بالنسبة إلى مكاتب السفر «التي سيكون عليها تصريف أموالها الموجودة أصلاً في البنوك».
في هذا الوقت، يُتوقّع أن ينعكس هذا القرار مزيداً من التراجع في سوق الطيران، «وهو نتيجة شبه طبيعية في بلد يستعد لإعلان عدم تسديد ديونه» بحسب المصادر.