أنقر على الرسم البياني لتكبيره
وحيثما تريد النرويج التدخل، وخصوصاً في عمليات حل النزاعات، فهي عادة ما تزرع منظماتها من منظمات إغاثة ومؤسسات دينية وبعثات أبحاث اجتماعية (وهذه الأخيرة تؤمن معلومات قيّمة توظف لتحقيق الأهداف النرويجية، أو الأميركية بشكل أدق)، وتحرص على أن يقوم مسؤولو هذه المنظمات في الدول المضيفة بالاتصال بقيادات أطراف الصراع بشكل مباشر، وبناء علاقات شخصية بهدف تأمين الثقة، لإقناعهم بالانخراط في عمليات السلام على الطريقة النرويجية. وكثيراً ما تعمد إلى تأمين قنوات اتصال سرية بين هذه الأطراف تحت أغطية أكاديمية أو دينية أو إنسانية من خلال منظماتها «غير الحكومية»، مستغلة حرج الأطراف من الالتقاء علناً، أو في بعض الأحيان حرج بعض الأطراف من تقديم بعض التنازلات الجسيمة علناً، في ما يعرف بدبلوماسية الواحد ونصف (مزيج بين الدبلوماسية الرسمية والدبلوماسية عن طريق المجتمع المدني).
المكاسب التي تلقتها النرويج لقاء هذه التدخلات دفعتها إلى إنشاء قسم خاص في وزارة الخارجية لحل النزاعات في الخارج. تدخلت النرويج في كل من غواتيمالا وفلسطين وسريلانكا وأفغانستان والسودان ويوغوسلافيا، ورجحت دائماً كفة الطرف المدعوم أميركياً، وفي حال كان هذا الطرف هو الأضعف، عملت على تقويته ودعم مسارات التقسيم والفيدرالية.
العلاقة الوثيقة بين المنظمات النرويجية الكبرى والحكومة تقوم على التنسيق والعمل التكاملي والتمويل من وزارة الخارجية ومنظماتها الفرعية مثل المنظمة النرويجية للتنمية والتعاون NORAD، وبعض هذه المؤسسات يتلقى تمويلاً حكومياً يصل إلى 90%.
تعدّ منظمات Norwegian Church Aid ،Norwegian Refugee Council ، Norwegian People›s Aid ،Norwegian Red Cross ،Save the Children Norway أكبر خمس منظمات «غير حكومية» في النرويج، إذ استحوذت عام 2008 على 56% من التمويل الخاص بالمنظمات غير الحكومية. وتتحكم بهذه المنظمات نخبة سياسية مغلقة، وكثيراً ما ستجد هؤلاء المسؤولين يتنقلون بين مناصب القمة في المنظمات الكبرى والمناصب السياسية الحزبية والحكومية، إضافة إلى مناصب قيادية في المنظمات الدولية؛ على رأسها الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي.