أعرب الرئيس السابق للحزب التقدّمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، عن قلقه من احتمال أن لا يستطيع لبنان الهرب من احتمال توسّع دائرة الحرب، مشيراً إلى أنّه ورئيس الحزب التقدّمي النائب تيمور جنبلاط أوعزا بالبدء في «الاستعدادات اللوجستية اللازمة لاستقبال النازحين من المناطق التي قد يستهدفها العدوان الإسرائيلي إذا حصل»، مؤكداً أنّ مناطق الجبل «ستكون مفتوحة للجميع سواء كانوا شيعة أم سنّة أم مسيحيين».
وعما يقوم به من مساعٍ، قال جنبلاط، في حديث أجرته معه مجلة «بوليتيكو»، إنّه اجتمع مع الرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه برّي «لنحاول ضبط الوضع، ولكن ماذا يُمكننا أن نفعل؟ هل هناك شخص يمكننا التحدّث معه من الأميركيين أو الفرنسيين أو أي شخص في الغرب؟ جميعهم يرون الإرهاب في كل مكان ويعتقدون أنها مشكلة إرهابية فيما هي قضية فلسطين، والفلسطينيون قد تخلى عنهم المجتمع الدولي».

وانتقد جنبلاط ما وصفه بـ«الافتقار إلى قيادة عالميّة حكيمة»، واضعاً اللوم في الأزمة الحالية على واشنطن «لإهمالها حق الفلسطينيين لإقامة دولة مستقلة»، مشيراً إلى أنّ حلّ الأزمة بيد الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل.

وعن زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للأراضي الفلسطينية المحتلة، أبدى جنبلاط قلقه من تصريحات بايدن، معتبراً إياها «تخلّ عن دور أميركا كوسيط نزيه في الصراع».

ورأى أنّ المجتمع الدولي بوضعه الحالي «لا يحسن التعامل مع هذه القضية وانعكاساتها المحتملة على لبنان».

وردًا على سؤال، قال جنبلاط: «نحن بمفردنا»، معتبراً أنّ «اللبنانيين تحوّلوا إلى مجرد متفرجين على كارثة يمكن أن تجتاحهم».

وقال: «يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار، وإنشاء ممّرات إنسانية، فعشرين شاحنة مساعدات لا شيء، وإطلاق سراح السجناء المدنييّن». واعتبر أنّ «ما قامت به الولايات المتحدة لم يكن إلاّ تصعيدا للتوتر في المنطقة عبر إرسالها حاملتي طائرات، وتفشل في رؤية الصورة الأكبر، أي في تحقيق إنشاء دولة فلسطين المُستقلة إلى جانب إسرائيل، والتي تمّ الاتفاق على الخطوط العريضة لها، قبل سنوات في مؤتمر أنابوليس الذي عقده الرئيس السابق بيل كيلنتون».

وشدّد جنبلاط على أنّ مقولة «سحق حركة حماس لا تحلّ المشكلة، فعلينا العودة إلى الأساس ألا وهو حلّ الدولتين». وقلّل من احتمال توصل اللقاءات المرتقبة اليوم السبت إلى حل، لأنّ المجتمعين «ليسوا اللاعبين الأساس، ليس لديهم تأثير، اللاعبون الأساس هم إسرائيل وإيران والولايات المتّحدة».

وعما يتوقع حصوله إذا قامت إسرائيل بغزو غزّة، قال جنبلاط: «حينها سيُقرّر حزب الله وإيران ما يجب فعله».