يتواصل السجال حول شغور قيادة الجيش مع انتهاء ولاية قائده العماد جوزف عون مطلع العام المقبل، وقد توّج أمس بدخول البطريركية المارونية على الخط، مع إعلان البطريرك الماروني بشارة الراعي موقفه، في عظة الأحد، أن «من المعيب حقاً أن نسمع كلاماً عن إسقاط قائد الجيش في أدقّ مرحلة من حياة لبنان وأمنه واستقراره وتعاطيه مع الدول»، داعياً إلى «انتخاب رئيس للبلاد وحماية المؤسّسات، بدلاً من التخطيط لإسقاط هذا أو ذاك، أو التلاعب بالقيّمين على هذه المؤسّسة أو تلك».الراعي، الذي التقى في بكركي بعد ظهر أمس قائد الجيش، وزاره رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ليل السبت، جاء كلامه بعد سلسلة لقاءات عقدها في الأسبوعين الماضيين مع قوى سياسية مسيحية طالبته بعقد اجتماع للمطارنة الموارنة واتخاذ موقف حاسم ضد تفريغ المنصب الماروني الثاني بعد حاكمية المصرف والضغط على الزعماء المسيحيين الذين يرفضون التمديد لعون، وتحديداً باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وخصوصاً أن «هناك شبه اتفاق بين القوى السياسية الممثلة في الحكومة على عدم التمديد لأسباب مختلفة تتصل إما بالملف الرئاسي أو بالتطورات في المنطقة وتأثيرها على لبنان». وعلمت «الأخبار» أن الراعي أبلغ باسيل خلال لقائه به أنه «لا يجوز ترك المركز شاغراً. فإما الاتفاق على تعيين بديل أو التمديد»، فيما لا يزال رئيس التيار يرفض إصدار الحكومة تعيينات، باستثناء تعيين رئيس للأركان.
ونقل مطلعون عن رئيس مجلس النواب نبيه بري قوله «لا أتفق مع باسيل على شيء. لكنّي أتفق معه على عدم التمديد لأي موظف في منصبه. وكما حصل في الأمن العام ومصرف لبنان، لا يُمكن تجاوز الأمر في قيادة الجيش أو أي شغور آخر».
ويرفض بري رمي كرة التمديد على مجلس النواب، وأكد أنه في «إمكان الحكومة القيام بكل شيء. تعيينات، إقالات أو تمديد». ورداً على القوى السياسية التي طالبته بفتح المجلس لتشريع التمديد، كرر «لا أعمل عند أحد»، مشدّداً على أنه لا يمانع تعيين قائد جديد للجيش أو رئيس للأركان. وفيما يختلف النائب السابق وليد جنبلاط المؤيد للتمديد مع حليفه رئيس المجلس لإدراكه أن هذا الرفض متعلق بالملف الرئاسي، إلا أنه يتفق مع بري وباسيل وفرنجية على أنه آن الأوان لإسقاط فكرة القائد المرشح دائماً للرئاسة.
في غضون ذلك، واصلت السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا تواصلها مع القوى السياسية، مشددة على أن «الفراغ في المؤسسة العسكرية مرفوض ويعرّضها لمخاطر في هذه الظروف».