لم تنعم طرابلس طويلاً بالهدوء الذي سادها طوال يوم أمس، إذ شهدت مع اقتراب ساعات المساء إشكالات متنقلة، جعلت المخاوف تزداد من إمكانية عودة الاشتباكات وظاهرة الانفلات الأمني مرة ثانية إلى المدينة.
فبعدما مرّ بسلام تشييع الجندي في الجيش طالب ماما في جبل محسن، بعد استشهاده في أحداث صيدا، وسط إطلاق كثيف للرصاص في الهواء، شهدت طرابلس أكثر من إشكال في مناطق عدة فيها.
ففي سوق الخضر الرئيسي، في منطقة باب التبانة، حصل إشكال بين مسلحين وعناصر من الجيش جرى فيه تبادل النار، بموازاة رفع بعض المسلحين صوراً للشيخ أحمد الأسير في المنطقة، بعدما كان أحد عناصر الجيش قد تعرّض أمس لاعتداء بالضرب من قبل مجهولين أثناء مروره في محيط السرايا القديمة.
وفي محلة باب الرمل، وقع إشكال في مقهى موسى الشهير في المنطقة، وكذلك في مقهى عصفور التابع له، شهد تضارباً بالأيدي وتعرّض طاولات وكراسي ومعدات المقهى للتكسير من قبل طرفي الإشكال.
وفي منطقة التل، تعرّض محل لبيع الأجهزة الخلوية، يملكه محمد عيتاوي، للحرق مرة ثانية في غضون 24 ساعة، من قبل مجهولين، بعدما كان المحل قد تعرّض في جولة الاشتباكات السابقة الشهر الماضي لحريق مماثل.
لكن الإشكال الأبرز وقع في مجمّع حمرا في شارع علم الدين في الميناء، بين شبان من عائلات الحاج وطرطوسي وداود، رافقه تضارب بالأيدي وإطلاق للنار أسفر عن سقوط جريح، ما أثار أجواء من الذعر بين المواطنين، بينما أقفلت المحال التجارية المجاورة له أبوابها فوراً.
ودفع تطوّر الإشكال إلى تدخل قوة من فوج التدخل الرابع في الجيش لفض الإشكال، لكن تلاسناً وقع بين بعض الأهالي وبعض العناصر، ما دفع الجيش إلى إغلاق مجمّع حمرا ومنع الدخول إليه، بعدما ضرب طوقاً أمنياً حوله بهدف احتواء الإشكال.