حمص القديمة تحاول المضيّ «إلى الأمام»

  • 0
  • ض
  • ض
حمص القديمة تحاول المضيّ «إلى الأمام»

شهد الشهر الفائت الذكرى الخامسة لـ«اتفاق حمص القديمة»، الذي مهّد لإبعاد الحرب عن قلب حمص. واحتضن «دير الآباء اليسوعيين» عدداً من الفعاليات، بالتزامن مع الذكرى، من بينها أمسية شعرية، وأُخرى موسيقية، ومعرض صور فوتوغرافية من القرن الماضي لمدينة حمص بالأبيض والأسود. عبَرَ المكان فوق آثار الخراب والرصاص، واحتفظت جدرانه بصور الأب اليسوعي الهولندي فرانس فان دِر لوخت، الذي قُتل رمياً بالرصاص في نيسان 2014، آخر شهور سيطرة المسلحين على المنطقة. عبارة «إلى الأمام»، أشهر ما حفظه أبناء حي «الحميديّة» ممّا ردده الكاهن اليسوعي، الذي أصرّ على عدم مغادرة الحيّ. بين الشجيرات والورود، تحفظ حمص ذكرى رجل أشقر قدم من شمال أوروبا، فتفاهم مع أبناء المدينة بلغة عربية مكسّرة، وتفاعل عبر علاقات ودّ وصداقة خارج حدود القوميات، ودُفن تحت ترابها. غرفته بما فيها أشياؤه وآخر ما مسّته يداه، بقيت على ما تركه، مقفلة في انتظار أن يطلب الزائرون استكشافها. أحد الرسامين خطّ ملامحه على جدار عريض قرب المدخل. في باحة الدير، يرعى بعض الشباب نشاطاً رياضياً لمجموعة من الفتية ذوي الاحتياجات الخاصة. لا تتوقف الأنشطة هنا، كما لو أن الحجارة القديمة تحاول تعويض ما فات من دمار وموت ووحشة. قُضي أمر الحرب تماماً، بعدما ولّى زمن الكوابيس والنوافذ التي تصفر للريح، فعاد من عاد ليواصل دورة تعاقب الأجيال بين الأزقة العتيقة. تبدو حمص من هذا المكان كما لو أنها تواصل حياتها «إلى الأمام»، رغم كل ما فات.

0 تعليق

التعليقات