احتفل لبنان الرياضي رسمياً وشعبياً بأول لقب قاري رسمي سلّوي، بإحراز المنتخب الوطني لقب كأس ستانكوفيتش، إثر تغلبه على الياباني بسهولة في النهائي، بعد أن عانى الأمرّين في دور الأربعة أمام نظيره الفيليبيني الرابع خلف قطر
أحمد محيي الدين
غنم لبنان أول كأس قارية في لعبة جماعية عبر بوابة اللعبة الأكثر اهتماماً في العقد الأخير، وهي كرة السلة، إذ حصد المنتخب الوطني لقب بطولة النخبة الآسيوية لكرة السلة الثالثة «كأس ستانكوفيتش» عقب الفوز الكبير في المباراة النهائية على نظيره الياباني بفارق 38 نقطة «مع التوصاية» وبنتيجة 97-59 (33-12، 48-24، 75-42، 97-59)، في لقاء جرى في قاعة نادي غزير بحضور جمهور حاشد تقدمه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ووزير الداخلية زياد بارود.
ومن النادر أن يحضر أركان الجمهورية اللبنانية ورسميّوها حدثاً رياضياً، وخصوصاً رئيس الجمهورية الذي فاجأ الجمهور أيضاً في القاعة ذاتها في نهائي بطولة الأندية الآسيوية عام 1999، وأعطى هذا الحضور زخماً كبيراً للاعبين اللبنانيين وحافزاً ليحسموا المباراة في ربعها الأول.
وكان المنتخب اللبناني قد فاز «بطلوع الروح» في نصف النهائي على الفيليبيني 81-80، بينما أقصى «الكمبيوتر» الياباني نظيره «العنابي» القطري في النصف النهائي الثاني 72-68 بعد مباراة ماراثونية امتدت لوقت إضافي.
المباراة الختامية
وكان منتخب لبنان قد واجه الياباني أربع مرات ودياً قبل هذا اللقاء، حيث فاز ثلاث مرات وخسر واحدة. ولم يفسح اللبنانيون لخصمهم المجال الكافي لمجاراتهم، إذ أطبقوا عليه منذ الثواني الأولى ورفعوا الفارق سريعاً بفضل انسجام الثنائي جاكسون فرومان وفادي الخطيب وواكبهما «الدبور» روني فهد بثلاثياته اللاسعة.
وأعطى التقدم المريح للبنان فرصة للمدرب توماس بالدوين لتجربة أكبر عدد من اللاعبين مع تطبيق أساليب عدة للعب، فأشرك علي محمود وغالب رضا وجان عبد النور بدلاً من علي كنعان وفهد والخطيب وفرومان في الربع الثاني الذي استهله الياباني تاكومي ايشيزاكي بـ8 نقاط متتالية، بيد أن اللبنانيين استعادوا المبادرة وحققوا نتيجة مزدوجة مع انتصاف المباراة 48ـ24.
وعقب الاستراحة، سعى اليابانيون للعودة الى أجواء المباراة فلم يفلحوا، وخصوصاً بعد إصابة نجم الفريق تاكويا كاوامورا، وأسهم في ذلك المتألق فوق العادة روني فهد عبر ثلاثياته، وواصل بالدوين في الوقت الباقي تجربة اللاعبين، فأشرك جميع الاحتياطيين. وحقق المنتخب اللبناني 14 رمية ثلاثية نصفها لروني فهد (23 نقطة و4 تمريرات حاسمة) وأضاف فادي الخطيب (21 نقطة و6 متابعات و5 تمريرات حاسمة) كما سجل جاكسون فرومان (16 نقطة و7 متابعات)، وكان الأفضل يابانياً ايشيزاكي (14 نقطة).
وفي نهاية المباراة سلم نائب رئيس اتحاد غرب آسيا جان تابت الميداليات البرونزية وكأس المركز الثالث الى المنتخب القطري، فيما سلّم أمين سر الاتحاد القطري محمد الخزاعي الميداليات الفضية وكأس المركز الثاني للمنتخب الياباني، قبل ان يسلم رئيس الاتحاد اللبناني جورج بركات الميداليات الذهبية الى لاعبي المنتخب اللبناني. ثم تسلم الرئيس سليمان كأس البطولة من الأمين العام المساعد في الاتحاد الآسيوي هاكوب خاجيريان، وبدوره قدمه الى قائد المنتخب اللبناني فادي الخطيب.

ترتيب المراكز


ومن النادر أن يحضر أركان الجمهورية حدثاً رياضياً

وفي مباراة المركز الثالث، أنهى المنتخب القطري المغامرة الفيليبينية إذ تغلب عليه 80-75 (16-25، 34-40، 59-56، 80-75) فحلّ ثالثا تاركاً للدبابير الاكتفاء بالمركز الرابع. وكان اللاعب ألبان تارغي، هداف البطولة، الافضل في المباراة (28 نقطة و7 متابعات) وعرفان سعيد (15 نقطة)، فيما برز لدى الفيليبين مارنيل باراكايل (21 نقطة و6 متابعات) ومارسيو لاسيتر (16 نقطة).
وارتضت الاردن لنفسها المركز الخامس بفوزها على ايران، بطلة آسيا المشاركة بفريق من الصف الثاني، 68-57 (22-12، 42-24، 56-32، 68-57). وستحصل منطقة غرب آسيا على مقعد اضافي في بطولة آسيا الـ26 للمنتخبات. وتمنح المنتخبات الخمسة الأولى في البطولة مقاعد اضافية لمناطقها الجغرافية المختلفة في البطولة القارية المقبلة، بينما يتأهل الفائز من المسابقة مباشرة الى بطولة آسيا السادسة والعشرين للمنتخبات عام 2011. وعليه، فمع تأهّل الفيليبين (جنوب شرق آسيا) ولبنان (غرب آسيا) وقطر (الخليج) واليابان (شرق آسيا) تكون أربع مناطق مختلفة قد حصلت على مقاعد اضافية.
وكان زيد عباس الأفضل في المباراة (21 نقطة منها 6 ثلاثيات و10 متابعات)، وأضاف وسام الصوص (18 نقطة) وأيمن دعيس (10 نقاط و11 متابعة)، فيما برز في الجانب الايراني سعيد دافار بانهفارد (14 نقطة ) وموسى نابيبور (13 نقطة و7 متابعات).
وحلت تايوان سابعة بفوزها على كازاخستان 73ـ67، فيما حلت الخاسرة ثامنة.


إهداء الى الرئيس

أجمع اللاعبون اللبنانيون على إهداء هذا اللقب الى الشعب اللبناني ورئيس الجمهورية الراعي والمواكب للمنتخب. وسيقيم الرئيس سليمان اليوم غداءً في بيت الدين على شرفهم قبل التوجه الى تركيا لخوض منافسات كأس العالم، وشكر روني فهد (الصورة) زملاءه على عطائهم وطالبهم بالمزيد لتشريف لبنان في المونديال.