أرقام قياسية من المشاهدين تابعت عبر التلفاز النسخة الأخيرة من بطولة كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا. نحن هنا أمام وسيلة إعلامية لم تعد تكتفي بنقل الحدث، بل أصبحت في كثير من الأحيان صانعة له
حسن زين الدين
لم يعد الثلفاز في يومنا هذا عبارة عن آلة تنقل الحدث وتُستخدم للتسلية، إذ بات التلفاز أحد الصنّاع الأساسيّين للأحداث، وخصوصاً في تلك الكبرى منها، كبطولة كأس العالم. هكذا مثلاُ، لم نكتفِ فقط في هذا المونديال بمشاهدة فنيّات الإسباني اندريس انييسستا، أو مراوغات الهولندي أريين روبن، أو تسديدات الأورغوايّاني دييغو فورلان، أو كرة الإنكليزي فرانك لامبارد، التي تخطّت بوضوح خط مرمى المنتخب الألماني كما أعيدت اللقطة مراراً، لم يتح لنا التلفاز مشاهدة فقط هذه اللقطات الرائعة، بل إنه في أحيان أخرى كان صانعاً للحدث، هكذا مثلاً اختار الحارس الإسباني ايكر كاسياس أن يقبّل صديقته المذيعة مباشرةً على الهواء، وأمام مئات ملايين المشاهدين عبر العالم. اختار كاسياس إذاً «اللحظة المناسبة»، وأقدم على فعلته تلك، التي لقيت رواجاً في مختلف أنحاء العالم، حتى إنّ الجمهور الإسباني قلّد لقطة قائده.
بات الإسبانيّون يقلّدون قبلة كاسياس لصديقته المذيعة
هذا عند كاسياس، أما عند البرتغالي كريستيانو رونالدو، فلم يكن الوضع مغايراً إلا في كيفية التعامل مع عدسة الكاميرا، رونالدو علم أنّ هذه الكاميرا ستؤرّخ لحظة خيبته بعد الخروج أمام إسبانيا في الدور الثاني من المونديال، لذا كان ردّ فعله عنيفاً، حيث وبّخ المصور، وهو لم يكتفِ بذلك بل بصق على الكاميرا مباشرةً على الهواء، في لقطة فعلت فعلتها في العالم، وفضحت مزاجية هذا النجم، الذي دأب على مثل تلك المواقف. هكذا أيضاً كان المدرب الأرجنتيني دييغو مارادونا نجماً للتلفاز، هو الذي خبر الكاميرا عندما عمل فترة مقدماً للبرامج، لكنه وقع في المحظور هذه المرة عند اشتباكه مع مشجّعين ألمان عقب الخروج المذلّ أمام «المانشافت» في ربع النهائي، وفي مرة أخرى قلّد اللاعب الألماني باستيان شفاينشتايغر في مؤتمر صحافي قائلاً له بطريقة تهكمية: «ما بك يا شفايني، لما أنت عصبيّ؟».

أرقام قياسية

هذا «الأكشن» أو الاستعراض أمام الكاميرا، هو ما أصبح المشاهد ينتظره، وهنا في هذه النقطة عملت المؤسسات الكبرى على احتكار الحدث، وتشفير القنوات مقابل بدل مادي يتيح مشاهدة هذه اللقطات التاريخية، وغيرها حصرياً على هذه المحطة الفلانية أو تلك، لكن رغم ذلك، فإنّ أعداد المتابعين للحدث هذا العام كانت في ازدياد. وبحسب تقرير لصحيفة «لو موند» الفرنسية، فإنّ 700 مليون مشاهد حول العالم تابعوا عبر التلفاز مباراة النهائي بين هولندا وإسبانيا. في إسبانيا 15،6 مليون مشاهد تابعوا فوز أنييستا ورفاقه باللقب العالمي، فيما أحصت قناة هولندا الأولى متابعة 8،5 ملايين مشاهد خسارة فريقهم عبر تلك المحطة، أمّا في ألمانيا، ثالثة المونديال، فإنّ 31 مليون مشاهد تابعوا سقوط «المانشافت» أمام إسبانيا في نصف النهائي.


إينييستا لم يشك في قدرة بلاده على التتويج

قال لاعب وسط الإسباني اندريس اينييستا إنه كان واثقاً من قدرة منتخب بلاده على الفوز بكأس العالم لكرة القدم في جنوب افريقيا.
وسجل اينييستا هدف الفوز على هولندا (1-0) بعد التمديد في المباراة النهائية، ليقود إسبانيا الى اللقب للمرة الاولى في تاريخها.
وقال انييستا في مؤتمر صحافي: «كنت دائماً اعتقد بذلك وكانت لدي ثقة كبيرة بالمنتخب منذ البداية».