لا صوت هذه الأيام يعلو فوق صوت مونديال 2010 في موقع «فايسبوك» للتعارف والمحادثة، حيث تغيب الانقسامات السياسية لتحل مكانها الدول الكبرى في كرة القدم، فتختلف المجموعات اللبنانية وفق هذا الأساس
حسن زين الدين
موقع فايسبوك الشهير على شبكة الإنترنت يتحدث هذه الأيام، بطبيعة الحال، لغة واحدة هي كرة القدم. إنه مونديال 2010 الذي يستحوذ على الحيّز الأكبر من محادثات أعضاء هذا الموقع. في لبنان، الجبهات مشتعلة و«جيوش» مناصري المنتخبات المشاركة في الحدث العالمي الكبير تحصنت جيداً، كل في موقعه، استعداداً للمعركة «على الأرض» التي ستدور رحاها في جنوب أفريقيا بدءاً من 11 الجاري. نداءات الانضمام إلى المجموعات تزداد. حالة من «الطوارئ» تسيطر على الأجواء، والجميع متمسك بـ«اقتناعاته» وميوله الكروية، لا مجال للمهادنة، والهدف واحد: التفوق على الخصوم في الطريق إلى النصر المؤزر في الختام يوم 11 تموز المقبل.

تضم مجموعة «germany fans in lebanon» 7100 عضو
اذاً، تنتشر مجموعات المناصرين اللبنانيين للمنتخبات الكبرى في المونديال على فايسبوك. هنا، لا مكان للانقسامات السياسية وغيرها، فجميعها تتحلل لتصبح دولية النزعة تختلف بين الألمان والبرازيليين والطليان وغيرهم. وهنا، معرفة حجم كل فريق من المناصرين تبدو أسهل من عملية إحصاء أعلام الدول على شرفات منازل اللبنانيين وعلى أسطح سياراتهم. في الثانية يبدو أن النتيجة متعادلة بين ألمانيا والبرازيل، وبنسبة أقل إيطاليا والأرجنتين. أما في الأولى، فإن اكتساح الألمان يبدو واضحاً ويتجلى في عدة مجموعات على رأسها مجموعة: «germany fans in lebanon» وتضم 7100 مناصر لمنتخب ألمانيا وشعارها: ويبقى اسم ألمانيا وحده يرهب الخصوم، فترجف له القلوب وتخشع الأرواح، حيث تنشط التعليقات على حائط المجموعة وتتناول استعدادات المنتخب للمونديال وآخر الأخبار المتعلقة بالحدث، ولا تخلو الحوارات من استفزازات وتهديدات للفرق المقابلة.
ومن المجموعات الألمانية مجموعة: «germany for the world cup» وتضم 2200 عضو إضافة إلى مجموعة «لا تقل انتهت المباراة وخصمك ألمانيا» وتضم 400 عضو.
... والبرازيل والإنكليز والطليان والأرجنتين
في الجانب البرازيلي هناك مجموعة «brazil fans in lebanon» وتضم 950 عضواً، يرفع فيها أحدهم شعار: «برازيل وبس والباقي خس»، وثمة مجموعة أخرى تحمل الاسم عينه تضم 260 عضواً، والتركيز فيها منصبّ على صور راقصات السامبا البرازيليات لاستمالة أكبر عدد من المناصرين!
هذا عند البرازيليين، أما عند الإنكليز فلا خسّ ولا راقصات، فالوضع يبدو جيداً «فايسبوكيّاً»، إذ إن مجموعة «england fans in lebanon» تضم 500 عضو، وهو رقم جيد مقارنة بمناصري البرازيل. في هذه المجموعة يعدّ بعضهم العدة للاحتفال بانتصارات إنكلترا، فيدعو أصدقاءه لارتداء علم إنكلترا بدل القميص.
في الجانب الإيطالي، الأمور لا تبدو على ما يرام، إذ إن مجموعتهم «Xitaly lebanon» لا تضم سوى 150 عضواً على عكس

لا تعكس المجموعات الإيطالية شعبية الآزوري في الشارع
شعبية «الآزوري» الحقيقية في الشارع اللبناني، ويتجلى ذلك باستجداء أحد الأعضاء أصدقاءه للدخول إلى المجموعة، فيما تضم مجموعة «argentina fans in lebanon» 120 عضواً ، ويبدو طموح مبتكر المجموعة بسيطاً، هو الوصول إلى الرقم 200 عدداً للأعضاء.
في المحصلة، إذا ما قمنا بجمع عدد الأعضاء في كل المجموعات، فإنه لن يتخطى رقم العشرة آلاف، وهو رقم ضئيل بالنسبة إلى حجم حدث كبير كالمونديال، لكنه بالتأكيد سيتخطى الرقم 3334. أما ماذا يعني هذا الرقم الأخير، فهو، ببساطة، التاريخ الذي افترضته مجموعة «lebanon world cup ــ 3334»، لاستضافة لبنان للمونديال، وقد قام أحد الأعضاء، على سبيل النكتة، بتصميم ملصق إعلاني للبطولة المستقبلية، إضافة إلى بطاقات الدخول إلى الملاعب... هلموا اذاً لحجز مقاعدكم قبل فوات الأوان!