أمام النجاح الذي حققه لبنان في استضافة بطولة الأندية الآسيوية لكرة اليد 2003، وبعدما «طيّر» عدوان تموز البطولة عينها 2006، ها هو لبنان يفتح الباب الأرحب محتضناً بطولة أمم آسيا المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم بأمل النجاح تنظيماً ونتائج
أحمد محيي الدين
تستعد بيروت لاستضافة حدث رياضي بارز يتمثّل ببطولة كأس الأمم الآسيوية لكرة اليد الـ14 في قاعة حاتم عاشور، التي تنطلق بعد غد السبت. ويأتي هذا الحدث ليضيف ثقة جديدة بلبنان من ناحية تنظيم أهمّ البطولات على غرار دورة الألعاب العربية 1997 وكأس أمم آسيا 2000 ودورة الألعاب الفرنكوفونية 2009.
وأشار رئيس الاتحاد اللبناني ورئيس اللجنة المنظمة عبد الله عاشور أن الهيئة الإدارية واللجنة قامت بما يلزم لإخراج الحدث بأفضل صورة ويثبت النجاح اللبناني في تنظيم البطولات الكبيرة بنجاح. ووجّه عاشور دعوة إلى جماهير الرياضة في لبنان لمواكبة البطولة عموماً والمنتخب خصوصاً ليكونوا الداعم الأول والسند للاعبين، وهذا يساعد كثيراً في تحقيق إنجاز بلوغ نهائيات المونديال، إضافة إلى المواكبة الإعلامية الجيدة. وكشف أن الاتحاد وجّه دعوات إلى المدارس والجامعات والمهنيات حيث تشهد اللعبة انتشاراً لتشجيع الطلاب للحضور ومتابعة البطولة وأن هناك تعاوناً مميزاً من وزارتي الشباب والرياضة ووزارة السياحة.
وأعرب عاشور عن رضاه للاستعدادات الفنية للمنتخب، آملاً تحقيق النتيجة الأهم بالحصول على إحدى البطاقات المونديالية الثلاث، ورأى أن كل مباراة لها حيثيّتها «والمنتخب جاهز ليكون منافساً، ومع كل يوم يتزايد التجانس، وقد بدأنا لمس هذه الأمور الفنية».
وستكون البطولة الآسيوية منافسة لافتتاح القاعة التي أعيد بناؤها بمواصفات عالمية بعد تدميرها في حرب 2006.

مجموعات متوازنة واستبعاد الكويت

وسيشارك في هذه البطولة القارية 12 منتخباً بعد استبعاد الكويت (بسبب إيقاف اللجنة الأولمبية فيها من قبل نظيرتها الدولية على خلفيّة التدخل الحكومي في شؤونها). وقد قسمت المنتخبات المشاركة إلى أربع مجموعات، تضمّ كل واحدة ثلاثة منتخبات، على أن يتأهل الأول والثاني منها إلى الدور ربع النهائي الذي سيقام بنظام مجموعتين، ويتأهل الأولان من كل واحدة إلى الدور نصف النهائي.
وضمّت المجموعة الأولى السعودية والصين وسوريا، ولن تكون منافساتها سهلة، إذ إن المنتخب السعودي الذي تأهل إلى كأس العالم قبلاً شهد تراجعاً في الأعوام الماضية، ويعوّل أساساً على لاعبي فريقي الأهلي والنور القويين، فيما بدأت كرة اليد السورية بالتطور، وبالنسبة إلى الصين فإن الفريق مجهول بعد أولمبياد بكين الذي لم يقدم خلاله الكثير.
وفي المجموعة الثانية، قد تكون المنافسة أقلّ وطأة، وهي تضمّ اليابان والبحرين والعراق، إذ يحتاج العراقي إلى عوامل كثيرة لمقارعة شريكيه، وستكون المنافسة قوية بين البحرين واليابان على الصدارة، وهما يتمتعان بمستوى جيد وخصوصاً اليابان.
وفي الثالثة، ستترك كوريا الجنوبية، حاملة اللقب، أمر المنافسة على البطاقة الثانية فيها بين قطر والإمارات، وهنا تسجّل أفضلية للقطري الذي لا يستهان بقدراته.
وتعدّ المجموعة الرابعة التي تضمّ إيران والأردن ولبنان هي الأقوى. فإيران باتت غنية عن التعريف في مجال الألعاب الجماعية في القارة الصفراء وتفرض نفسها شيئاً فشيئاً كأبرز المنافسين في شتى المسابقات، أما الأردن فلديه إمكانات جيدة يستطيع الوصول بها إلى مراحل متقدمة.
وشرع الاتحاد اللبناني لكرة اليد، منذ إعلان الاستضافة، بالعمل على تجهيز المنتخب ليكون بحلّة جاهزة للمنافسة على إحدى البطاقات الثلاث المؤهّلة إلى المونديال الذي سيقام في السويد العام المقبل.
وجاء بناء المنتخب مكمّلاً للإنجاز الذي حققه نادي السد بحلوله وصيفاً لبطل آسيا، وكانت البداية مع تجميع اللاعبين بقيادة المدرب توفيق شاهين، ومن ثم التعاقد مع المدرب التونسي فتحي شقرون الذي تسلّم المنتخب قبل شهرين من موعد الاستحقاق القاري وعمل خلالهما على تفعيل التجانس بين اللاعبين وخصوصاً مع قدوم اللاعبين المحترفين من الخارج، وهم: توماس ماتوسيفيتش (ضارب أيسر) وغوران دوغيك (ضارب أيمن) وهما يلعبان في الدوري الكرواتي، والحارس رولو بروتو الذي يلعب في الدوري القبرصي، إضافة الى توليفة من اللاعبين اللبنانيين وهم: بلال عقيل وأحمد شاهين وحسين صقر وجاد بدرا وذو الفقار ضاهر وخضر النحاس وحسن صقر وبسام فراشة وحسين صقر (السد) ويامن دمج وفيليب تامر وحسين موسى وسامي همدر (الصداقة) وحسين شريف وجورج بدوي ووسام عبد الله

تكون البطولة مناسبة لافتتاح القاعة التي أعيد بناؤها بمواصفات دولية

المجموعات متوازنة وكوريا واليابان والسعودية الأبرز وأمل لبناني بالمفاجأة

اللاعبون المحترفون خبرتهم مفيدة لكن يجب التكامل مع الآخرين

(الجيش) وباسل عاشور ومحمد سلام (من الدوري الألماني).
ويشرح المدير الفني شقرون حجم الاستعدادات التي وصفها بأنها من مستوى عالٍ وأثمرت من الناحية البدنية، وخصوصاً بعد المعسكر المصغّر في قبرص والمعسكر الأساسي في تونس، وكانت المباريات الودية العديدة فرصة أمامه لكشف خبايا المنتخب وطريقة اللعب، ولا يخفي شقرون حالة التشاؤم لأن المشكلة الأساسية برأيه هي التجانس بين اللاعبين الذي يراه غير كافٍ بسبب ضيق الوقت، ويضيف «المنتخب لم يكن مجمّعاً كما يجب، وتجربة اللاعبين استهلكت وقتاً، ما أثّر سلباً، وقد تؤثر معضلة التجانس على الأداء في البطولة لأن هذه اللعبة تحتاج إلى اللعب الجماعي الكافي وكذلك التفاعل الكيميائي في أرض الملعب».
وعن الحلول، أعرب شقرون عن أمله في العامل النفسي والروح القتالية العالية والحماسة لدى كل لاعب، إضافة إلى حثّهم على تقديم كل ما عندهم، وهنا يمكن أن يبرز الأداء الفردي أحياناً مع وجود عناصر مؤثّرة في هذه الناحية. وأشار المدرب التونسي الى مشكلة الإصابات، وأمل أن يحل الجهاز الطبي الأمر قبل مباراة الافتتاح مع الأردن.
وعن حجم المنافسة رأى شقرون أن الأردن فريق جيد ويوازينا مستوى، وسنعتمد على حيوية اللاعبين مع دعم عاملَي الأرض والجمهور. وأضاف «لا أستطيع أن أعطي تكهنات حول اللقاء مع إيران فهي صعبة جداً، وفي البطولات دائماً هناك مجال للمفاجآت ونأمل أن يكون لبنان المفاجأة».
وعن موضوع اللاعبين المحترفين، قال شقرون إنهم يقومون بواجباتهم وخبرتهم مفيدة، لكنهم لا يقومون بالمنتخب بمفردهم ويجب أن يتكاملوا مع زملائهم لتحقيق نتائج مرجوة.


لجان

الموسوي: اللجنة الإعلامية تتمتع بالكفاءة


رأى عضو الهيئة الإدارية لاتحاد كرة اليد والمسؤول الإعلامي للبطولة إسماعيل الموسوي أن ثقة الاتحاد الآسيوي بلبنان وبالاتحاد اللبناني لكرة اليد من خلال منحه تنظيم البطولة القارية جاءت في مكانها.
ودعّم الموسوي كلامه بأسباب موجبة للاستضافة، عبر إعادة إعمار مجمع عاشور الرياضي إثر تدميره من قبل العدو الصهيوني في عدوان تموز 2006، ليزيد هذا المجمع من قدرة لبنان على استضافة الأحداث الرياضية في مختلف المسابقات والألعاب، وذلك بالتكامل مع قاعة «جاسم بن خالد» التابعة لنادي السد.
وعن أجواء البطولة وعمل اللجنة الإعلامية قال الموسوي: «الزملاء في هذه اللجنة يتمتعون بكفاءة وخبرة عاليتين في تغطية الأحداث الكبرى عموماً، ولهم إلمام بكرة اليد خصوصاً. كذلك فإن باقي الزملاء الإعلاميين يتطلّعون إلى هذه البطولة وأهميتها بقدر من المسؤولية والمتابعة، ولا يألون جهداً في إبراز الأعمال والاستعدادات التي يقوم بها الاتحاد كي يظهر المنتخب الوطني في سمعة جيدة ويسجّل إنجازاً ثانياً بعد إنجاز نادي السد بحلوله وصيفاً لبطل آسيا.
وأمل الموسوي أن تكون البطولة فاتحة للعبة كرة اليد لترتقي إلى المستويات القارية والعالمية على غرار كرة السلة.


دعا عاشور (الصورة 1) الجمهور ليكون سنداً للمنتخب ويعوّل المدرب شقرون على الروح العالية للاعبين