تعود الحرارة غداً إلى ملاعب الدوري الألماني لكرة القدم، وفي أحدها سيحتفل جمهور كولن بقائدٍ جديد لفريقه، هو المدافع اللبناني يوسف محمد الذي سيحمل شارة الكابتن الخاصة بأحد أعرق أندية «البوندسليغه»
شربل كريّم
ليس أفضل لاعب شاب في كأس العالم 2006 لوكاس بودولسكي، وليس الحارس الكولومبي فريد موندراغون أو الكاميروني بيار ووميه أو أحد البرتغاليين بوتي ومانيش، الذين لعبوا على أعلى مستوى في عالم المستديرة، بل هو لاعب آتٍ من بلاد لم تعرف الاحتراف يوماً ليلعب دوراً قيادياً موجهاً لكل هؤلاء وآخرين غيرهم داخل الملعب!
إنه لاعبنا اللبناني يوسف محمد الذي سيكون محطّ كلام جمهور كولن العريض عندما يقف على رأس طابور فريقه ويدخل الملعب قائداً له للمرة الأولى رسمياً أمام بوروسيا دورتموند، الأحد في ختام المرحلة الثامنة عشرة.
قضية تحوّل «دودو» قائداً لكولن، أثارت كلاماً كثيراً في أوساط الكرة الأوروبية، ربما تخطى البلبلة المحلية التي امتدت لسنوات بسبب استبعاده عن منتخب لبنان. لكن الكلام الكثير هناك في ألمانيا والجوار جاء إيجابياً من داخل النادي الألماني وخارجه، وتمحور حول صحة قرار المدرب الكرواتي زفونيمير سولدو بتحويل لاعبٍ جاء مجهولاً إلى بلاد أبطال العالم ثلاث مرات، سعياً وراء حلم الاحتراف ثم كتب قصة جميلة بطموحه اللامحدود فأصبح رمزاً لنادٍ أنجب عمالقة للكرة الألمانية، أمثال الرئيس الحالي فولفغانغ أوفراث والحارس بودو إيلغنر وتوماس هاسلر الغنيين عن التعريف، وغيرهم من أولئك الرموز الذين صنعوا المجد في المونديالات المختلفة.

العربي الأبرز في أوروبا

ولن تكون مبالغة إذا وصفنا «دودو» بأنه أحد أفضل اللاعبين العرب المحترفين في أوروبا، إذا لم يكن أفضلهم، وذلك رغم استمرار غياب اسمه عن لائحة المرشحين لأفضل لاعب عربي في الاستفتاءات المختلفة. أضف عدم ترشيحه لجائزة أفضل لاعب آسيوي من الاتحاد القاري الذي غالباً ما يرتكز على إنجازات الأندية لتحديد هوية الفائز باللقب، او كما ردّد المنتقدون غالباً، على حسابات خاصة اخرى!
وبارتداء «دودو» شارة القائد في كولن، سيكون أول لاعب عربي يضطلع بهذه المهمة مع فريقٍ أوروبي منذ المدافع المصري هاني رمزي الذي حمل شارة قيادة كايزرسلاوترن في أواخر تسعينيات القرن الماضي. وهو بذلك وضع نفسه في الواجهة أكثر من بعض اللاعبين العرب الموجودين بكثرة حالياً في أوروبا، وعلى رأسهم العراقي المميّز نشأت أكرم الذي سجّل حضوراً خجولاً حتى الآن مع تفنتي متصدر ترتيب الدوري الهولندي. وينطبق الأمر عينه على الحارس العماني علي الحبسي الذي يلعب دور الاحتياطي في بولتون وندررز الإنكليزي.
لذا يحمل اختيار محمد لهذه المهمة معاني كثيرة، لعل أبرزها منح ثقة أكبر إلى اللاعبين العرب الآسيويين، وفتح أبواب جديدة أمامهم للعبور بالجملة إلى عالم الاحتراف الأوروبي، كما هي الحال بالنسبة إلى العرب الأفارقة الذين أثبتوا جدارتهم مع الفرق التي دافعوا عن ألوانها في «القارة العجوز».

مثال للّاعب المحترف

سولدو الذي كان بدوره مدافعاً متألقاً مع المنتخب الكرواتي، مقتنع تماماً بأنّ محمد هو لاعب كامل فنياً بفعل إسهامه في جعل كولن صاحب ثاني أفضل دفاع في الدوري (مع بايرن ميونيخ) بعد باير ليفركوزن المتصدر وشالكه وصيفه.
وأشار سولدو إلى أن «دودو» هو مثال للّاعب المحترف داخل الملعب وخارجه، ولهذا السبب اختاره قائداً بعد انتزاع الشارة من السلوفيني ميليفوي نوفاكوفيتش لأسبابٍ مسلكية، مضيفاً في حديثٍ صحافي: «يوسف يقدّم كل ما لديه من أجل هذا النادي. أنا أثق به داخل الملعب وخارجه. كذلك فإنني أكيد بأنّ ما سينفذه في مهمته الجديدة سينعكس إيجاباً على كل أفراد الفريق».
يوسف محمد قائد لكولن، هو التقدير الذي لم ينله هذا اللاعب على الصعيدين العربي أو الآسيوي... والأسوأ على الصعيد اللبناني.


كلوزه يستعيد شهيته التهديفية

استعاد المهاجم الدولي ميروسلاف كلوزه شهيته التهديفية بتسجيله هدفين حملا بايرن ميونيخ الى الفوز على بازل السويسري 3-1، في مباراة ودية ضمن استعدادات الفريق البافاري لمعاودة نشاطه في الدوري المحلي. وجاء هدفا كلوزه في الدقيقتين 85 و87، بعد ان عادل زميله التركي حميد التينتوب النتيجة للفريق الاحمر في الدقيقة 73.