بعد فراق أيام بين قطبيه، وصرخات مؤلمة من النوادي عليه وعلى حالها، فُرض على اللجنة العليا لاتحاد كرة القدم أن تجتمع لتنفيس احتقان وضعها وكرتها، حيث يتوقع أن تغربل قرارات سابقة وتناقش الجديد... وسط آراء لأهل اللعبة
إبراهيم وزنة
بعدما أغشى دخان خلافاتهم العيون، وطغت انقساماتهم على الأجواء، وكلّت الأندية من مطالبة الاتحاد بالرحيل، فجأة هدأت العاصفة بين «الرئيس والأمين العام»، وها هما يدخلان يداً بيد إلى مقر الاتحاد وكأنّ شيئاً لم يكن! عجيب أمر هؤلاء الحاكمين بمصير اللعبة الشعبية، فهم يتوحّدون لحظة توحّد المتضررين في مواجهتهم، ويفترقون حول «طاولة» القرارات التي تهمّ اللعبة وتطويرها. وفي خضمّ هذه «المعمعة»، عقدت، أمس، جلسة الاتحاد اللبناني لكرة القدم، بحضور الرئيس هاشم حيدر والأمين العام رهيف علامة وعدد من الأعضاء لزوم تكملة النصاب وإبراز «الصلحة» الخارجة من رحم «المَونة» السياسية بامتياز.

إمرار الموسم هو الهدف!

يؤكّد المراقبون أن «الصلحة» تحققت رضوخاً لمصالح الأندية، وهي غير واضحة المعالم بين طرفيها، وفي هذا السياق أكّد أحد أعضاء الاتحاد أن ضغوط الأندية فرضت تلاقي القيّمين على إدارة اللعبة «أقلّه لحين الانتهاء من الموسم على اعتبار أن من غير المعقول تركها عرضة للضياع أو السقوط كورقة في مهب الريح»، ولولا صرخاتها لما سارع أهل الحل والربط إلى فرض «صلحة» لا تركب على قوس قزح! ويعلّق على ذلك أكثر من عضو داخل الاتحاد، ومنهم من شبّه ما حصل كأنه فصل من مسرحية «مدرسة المتخاصمين»، ليضيف آخر «مع انتهاء الموسم، لكل حادث حديث»، ويختم ثالث واقعي «قد لا تمتد أجواء المساكنة كثيراً»، علماً بأن أحدهم كان قد صرّح علانية برحيل الجميع إلى بيوتهم.

ماذا عند الأندية؟

ومن جانب الأندية، فقد أمل رئيس نادي الصفاء عصام الصايغ أن تكون «صلحة دايمة»، ثم أضاف بنيّة حسنة «نتمنى الخير للجميع .. وآمل أن يعطي الرئيس من وقته أكثر لأجل اللعبة وأن يتحلّى الأمين العام بالمزيد من الصبر».
رئيس نادي الأنصار كريم دياب قال «لست متفائلاً بما حصل، ممكن يمشي الموسم، لكن لا أمل بتطوير اللعبة، لذلك آمل أن يقدّم أعضاء الاتحاد استقالاتهم فور انتهاء الموسم، على أمل أن يترشّح من يريد العمل بجدّية وإخلاص».
على جبهة نادي النجمة، قال رئيسه محمد أمين الداعوق «لا شك أن وضع الاتحاد غير صحّي، فهو يضيف إلى مشاكل اللعبة مشاكل إضافية، المهمّ أن ينهوا هذا الموسم على خير، ومن ثم يجب اتخاذ حلول جذرية تحت عنوان إيصال فريق منسجم ليدير دفّة اللعبة».
ولفت رئيس نادي شباب الساحل فادي علامة إلى ضرورة توافق المتخاصمين، ولو مرحلياً، رحمة باللعبة وأنديتها، «على أمل أن تتّعظ الأندية مما أصابها من تراجع نتيجة رضوخها لمنطق التسويات المفروض عليها تحت عناوين لا تمتّ بصلة إلى كرة القدم ومصلحتها».
من جهة العهد، أكّد أمين سرّه محمد عاصي في لقاء إذاعي فشل تجربة الاتحاد التوافقي، داعياً إلى حصول انتخابات على أساس البرامج «وليفز من يفوز»، وأوضح «أنا لست مرشّحاً»، مضيفاً «التفرّد بالقرارات والمواقف لا ينفع النوادي، وخصوصاً الأولى منها».
وأشار رئيس نادي الراسينغ جورج فرح إلى السّجال الدائر بقوله «أدعو جميع أعضاء الاتحاد إلى التلاقي على مصلحة اللعبة، فالاتحاد يجب أن يعمل من روحية معناه، وآمل أن تمتد «الصلحة» حتى نهاية الولاية بعقلية الانفتاح والتعاون».

تأجيل الإياب أسبوعاً!

تفهّماً لرغبات بعض الأندية المتضرّرة من مشكلة الاتحاد، من المتوقع تأجيل انطلاق مرحلة إياب الدوري لمدة أسبوع، على أن تقام مباريات دور الثمانية في مسابقة كأس لبنان يومي السبت والأحد المقبلين، وعلى جدولها سيلتقي الإخاء مع شباب الساحل، والإصلاح مع المبرّة، والنجمة مع العهد، والأنصار مع التضامن صور.

بروس كافيه إلى نهائي الصالات


لولا صرخات الأندية لما سارع أهل الحلّ والربط إلى فرض الصّلحة
لحق بروس كافيه، حامل اللقب، بالبنك اللبناني الكندي إلى الدور النهائي في الدوري اللبناني لكرة القدم للصالات، بعدما أنهى سلسلة مباريات الدورة الثلاثية الفاصلة بفوزٍ ثالث توالياً على ضيفه الندوة القماطية 3 - 2، على ملعب مجمّع الرئيس إميل لحود الرياضي.
وكان بروس قد فاز على الندوة في أول مباراتين بينهما بالنتيجة عينها 6 - 2، وهو لعب من دون الدولي قاسم قوصان الموقوف بسبب نيله الإنذار الثالث المتراكم، إضافةً إلى الدولي الآخر محمد اسكندراني والحارس حسين همداني، بينما غاب عن الندوة حسن حمود للإيقاف أيضاً. وأكد علي الحمصي أنه أفضل لاعبي بروس في هذه الفترة مسجّلاً هدفين، وأضاف محمود دقيق الثالث. وسجّل للندوة محمد حمادة وهيثم عطوي.
قاد المباراة فادي كالاجيان وعلي أمين، وفادي القارح (حكم طاولة) وعلي سرحال (ميقاتي).


حُلّت مشكلة المودة

«تتجه الأمور إلى الحلحلة نتيجة مساعي الخيّرين، وأتوقّع أن يُصدر الاتحاد عفواً عن رئيس نادي المودة خالد كيلاني والحارس حسن أبو لقمة لأنهما بريئان مما نسب إليهما من تهم»، كلام لعرّاب أندية الشمال وفيق إبراهيم (الصورة)، دعّمه بالكتاب الذي وقّع عليه مراقب مباراة المودة وطرابلس أيمن معاليقي، وفيه أقرّ الأخير بأنّ الأمور قد التبست عليه لحظة حصول الإشكال.