اختلف كثيرون صبيحة اليوم التالي لقمّة برشلونة وريال مدريد بشأن من هو الفريق الذي كان الأجدر بالفوز، وخصوصاً أن الفريقين أظهرا تقارباً في المستوى، قبل أن ينجح الكاتالونيون في حسمها بهدف السويدي زلاتان إبراهيموفيتش
شربل كريّم
بغض النظر عمّا إذا كان برشلونة قد استحقها أو لم يستحقها، فإن ما حققه في أمسية الأحد كان أكبر من فوز، إذ إن هذا الانتصار حمل أبعاداً أهم بالنسبة إلى الفريق الكاتالوني، أقلّها استعادة زعامة الدوري الإسباني لكرة القدم وتكريس عقدة لريال مدريد الذي فشل في الردّ على هزيمتيه المريرتين في الموسم الماضي، رغم النفضة الواسعة التي شهدها خلال الصيف.
مسألة التعاقدات كانت حاضرة بقوة في ذهن كلٍّ من رئيس ريال مدريد، فلورنتينو بيريز، وزميله رئيس برشلونة، جوان لابورتا، اللذين جلسا جنباً إلى جنب. الأول بدا كأنه يتنفس بصعوبة، والثاني رسم ابتسامة بسيطة على وجهه احتراماً لمنافسه بحسب ما يقتضيه البروتوكول في إسبانيا، الذي يدعو الرؤساء إلى عدم إطلاق العنان لاحتفالاتهم في ظل وجود رئيسٍ ضيف إلى جانبهم.
امتعاض بيريز لم يكن خفيّاً على أحد، إذ من دون شك خُيّل إلى الرجل أن ملايينه تبخّرت في تلك الليلة، إذ دفع أموالاً طائلة لاستقدام نجومٍ من أجل «ترويض» الكاتالونيين، لكن سخرية القدر أطلّت برأسها عندما سجل النجم الوحيد الذي استقدمه برشلونة هدف الفوز في الشباك المدريدية!
إذاً رهانات بيريز بالجملة خسرت أمام الرهان الوحيد للابورتا، أي زلاتان الذي لم يخيّل إلى أحدٍ أنه سيتمكن بهذه السرعة من تعويض رحيل سلفه الكاميروني صامويل إيتو قاهر الفريق الملكي في المواسم القريبة الماضية.
وبالتزامن مع عدم ارتقاء «إل كلاسيكو» إلى مستواه المعتاد، فإنه يحسب للفريقين خوضهما مباراة مفتوحة انطلاقاً من سعيهما إلى الفوز، وقد بدا هذا الأمر جليّاً مثلاً في اندفاع كابتن برشلونة كارليس بويول وتوأمه الدفاعي جيرارد بيكيه للمشاركة في الهجمات رغم النقص العددي في صفوف فريقهما بعد طرد سيرجيو بوسكتس. في المقابل، ارتدّ راوول غونزاليس إلى الخلف وحاول لعب دور الظهير، منتزعاً الكرة من الأرجنتيني ليونيل ميسي لبناء هجمة مرتدة...
أما بخصوص الجدل بشأن أحقية «البلاوغرانا» بالفوز من عدمه، فإن التحليل المنطقي يقول بأن ريال مدريد كان الطرف الأفضل في معظم فترات الشوط الأول، ولو ترجم البرتغالي كريستيانو رونالدو المنفرد كرة البرازيلي كاكا إلى هدف لانقلبت الأمور رأساً على عقب. إلا أن برشلونة بسط سيطرته تدريجياً، وعرف الحفاظ على أفضليته حتى عندما لعب بعشرة لاعبين، وذلك انطلاقاً من النقطة الحاسمة التي مثّلت الفصل في تفوّقه على «الميرينغيز»، وهي الترابط القوي بين خطوطه، الذي مكّنه من القيام بزيادة عددية في بعض الحالات لإبقاء الكرة بحوزته، وهذا ما افتقده الريال الذي خانته لياقته أيضاً في الوقت الحسّاس، أي تحديداً عندما طُرد بوسكتس، حيث كانت الفرصة متاحة أمام الضيوف لاستدراك الوضع.
وإذ رأى البعض أن تبديل رونالدو كان خطأً ارتكبه المدرب التشيلي مانويل بيلليغريني، فإنّ هذا القرار كان مبرراً، لأن البرتغالي بدا فاقداً التركيز بإهداره فرصة ثمينة في الشوط الأول، وأخرى في الثاني عندما أطاح الكرة برأسه فوق المرمى. فضلاً عن أنه من الظلم عدم إتاحة الفرصة أمام بديله الفرنسي كريم بنزيما لاستعراض إمكاناته في مباراة من هذا النوع، لكنه سقط على غرار كاكا في فخ غياب التفاهم مع زملائه، ما غيّب الأخير عن معظم فترات اللقاء من دون أن يفقد لمساته الساحرة والخطيرة في كلّ مرة اقترب فيها من منطقة «البرسا».
مفارقة أخرى تمثلت ببويول «قلب الأسد» الذي قضى على التقليد القائل إن رجل مباراة «إل كلاسيكو» يكون عادة أحد المهاجمين، فكان الأفضل من دون منازع وبدا في أكثر من مناسبة كأنه يخرج من تحت الأرض ليتصدى لمهاجمي ريال مدريد وهم يهمّون بالتصويب نحو المرمى من مسافةٍ قريبة.
كثيرة هي الكلمات التي يمكن قولها في الفصل الأول من «إل كلاسيكو»، وبالتأكيد هناك ما هو أكثر لسرده عندما يحين موعد الفصل الثاني في 10 نيسان 2010 على مسرح ملعب «سانتياغو برنابيو».


الكرة الذهبيّة لميسي

أحرز الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة الكرة الذهبية لعام 2009 التي تمنحها سنوياً مجلة فرانس فوتبول. وحصل نجم التانغو على 473 نقطة متقدماً البرتغالي كريستيانو رونالدو (233 نقطة). وجاء ثالثاًَ لاعب برشلونة تشافي هرنانديز (170 نقطة)، وزميله أندريس انييستا رابعاً (149)، وزميله السابق الكاميروني صامويل ايتو خامساً (حاليا مع انترميلان).