بات موقعا «تويتر» و«فايسبوك» الشهيران للمحادثة قبلة للرياضيين، الذين وجدوا فيهما فسحة مريحة للتواصل مع معجبيهم. لكنّ الصورة لا تبدو دائماً مثالية، إذ إن العديدين منهم وقعوا ضحية منتحلي شخصية
حسن زين الدين
منذ دخول الشبكة العنكبوتية إلى الاستخدام، كان للمواقع الرياضية حصة الأسد فيها، إذ فضلاً عن مواقع الإنترنت المتخصصة بالأخبار الرياضية، فإن استحداث مواقع خاصة بالأندية واللاعبين كان من الأولويات. هكذا دخلت هذه الأولى في منافسة في ما بينها عبر إدخال كل ما هو جديد وعصري من تقنية، لجذب أكبر عدد من المتصفّحين، وبالتالي الجماهير، ولا يخفى في هذه الحالة ما يتطلّبه هذا الأمر من تكاليف مادية ومتابعة مستمرة. أما بالنسبة إلى الفئة الثانية، أي اللاعبين، وخصوصاً في لعبة كرة القدم، فقد «تحررت» بدورها من قيود الأندية واتّجهت إلى استحداث مواقع خاصة بها، يكون التركيز فيها على آخر أخبار النجم وصوره وغيرها من المسائل التي تهم المشجعين، وبعض اللاعبين أوكلوا مهمة إدارة مواقعهم والاهتمام بها إلى أنصارهم القريبين، فيما آخرون تركوا لصحافيين يثقون بهم حرية إدارتها.

إيجابيات مواقع المحادثة

لكن مع دخول موقعي « فايسبوك» ومن ثم « تويتر» بقوة إلى مسرح الشبكة العنكبوتية، اتجه الكثير من الرياضيين إلى هذه المواقع، حيث وجدوا فيها سهولة في التواصل مع أكبر عدد من المتصفّحين، وذلك دون التقيّد بعامل الوقت، ودون الأخذ بعين الاعتبار أيضاً العنصر المادي الذي تتطلّبه المواقع الشخصية المتخصصة.
هكذا إذاً بات اللاعبون يتواصلون في أوقات فراغهم مع معجبيهم بلغة عصرية وجمل قصيرة على طريقة الرسائل النصية، ويبقون في تواصل شبه يومي مع «الفانز». هكذا يستطيع حارس شتوتغارت الألماني ينز ليمان مثلاً أن يتجاذب أطراف الحديث مع عشاقه، الذين وصل عددهم إلى 2500 على صفحته في موقع «فايسبوك»، ويصبح بإمكان أندي موراي لاعب كرة المضرب البريطاني أن يطلع عشاقه على أنه حضر البارحة سهرة لإحدى المغنيات، أو أن يخبر الدراج الأميركي الشهير لانس أرمسترونغ جمهوره عبر موقع «تويتر» بأنه تسلّى في هذا اليوم بمزاولة لعبة الغولف، وبأنه يستعد بعد عدة أيام للمشاركة في أحد السباقات.
أرمسترونغ يبدو من أكثر الرياضيين مواظبة على التواصل مع جمهوره على موقع «تويتر». عشرات الرسائل يطرحها على صفحته الخاصة كل 4 ساعات، معدلاً يومياً، يضع من خلالها محبيه في تفاصيل يومياته.

... وسلبيات أيضاً

لكن، ورغم كل فوائد مثل هذه المواقع على الرياضيين، فإنها في بعض الأحيان قد تجلب لهم «وجع الرأس» كذلك، وهذا ما حصل مع نجم انتر ميلان الإيطالي السابق السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، المنتقل حديثاً إلى برشلونة الإسباني، إذ استطاع أحد الأشخاص على موقع «تويتر» أن يوهم المتصفّحين بأنه زلاتان الحقيقي، منتحلاً شخصية الأخير، واستمر ببث أخبار مغلوطة عن النجم السويدي سرعان ما كُشفت حين أكد زلاتان الأصلي خبر انتقاله إلى برشلونة، فيما كانت أخبار زلاتان الوهمي على «تويتر»، في ذات اللحظات، تشير إلى عكس ذلك، ما أثار استياء زلاتان الحقيقي.
الحال لا تبدو أفضل كذلك في موقع «فايسبوك»، إذ قبل فترة تعرّض النجم الإيطالي اليساندرو دل بييرو لموقف يبدو أكثر خطورة، حين وقع ضحية جهة قامت بالدخول إلى الموقع تحت اسمه مع نشر صور شخصية له، مدّعية أن النجم العالمي ينتمي إلى مجموعة فاشية، ما دفع قائد منتخب إيطاليا السابق إلى نفي هذا الأمر، وأوكل إلى محاميه لحفظ حقوق صورته الشخصية، ومتابعة الموضوع قضائياً.
لكن، حتى وإن أراد بعض اللاعبين استخدام هذه المواقع لغايات شخصية، فقد تكون العواقب وخيمة، وهذا ما حصل مع لاعب توتنهام الإنكليزي دارين بينت، الأسبوع الماضي، حين اكتشف ناديه أنه وجّه انتقادات على صفحته في «تويتر» إلى رئيسه، فعوقب اللاعب بغرامة قدرها 94 ألف يورو!


قرصنة تنقل توني إلى دورتموند!

لا تبدو مواقع الأندية الرسمية بدورها في منأى عن المشاكل، إذ تعرّض قبل أسبوعين موقع نادي بوروسيا دورتموند الألماني لقرصنة، نُقل عبرها الدولي الإيطالي لوكا توني لاعب بايرن ميونيخ إلى دورتموند، ما أوقع محبّي الفريق في مفاجأة سرعان ما تم توضيح ملابساتها.