ريال مدريد وتشلسي، الناديان الأكثر بذخاً في السنوات الأخيرة. ورغم اكتساح الأول سوق الانتقالات هذا الصيف مقابل تقشّف الثاني، فإن هذا الأمر لا يعني أن النادي اللندني كان متفرّجاً
حسن زين الدين
رغم تنازله عن عرش النادي صاحب الصفقات الأغلى في سوق الانتقالات، في السنوات الأخيرة، لمصلحة ريال مدريد الإسباني هذا العام، فإن هذا الأمر لا يعني أن أسهم تشلسي الإنكليزي في تراجع، بل إن الفريق الأزرق اتّبع استراتيجية يمكن اعتبارها الأذكى في سوق الانتقالات، قوامها المحافظة على نجومه من «مصائد» الأندية اللاهثة بملايينها خلفهم، و«ترقيع» مكامن الشقوق في تشكيلته، وقبل كل ذلك تعاقد «البلوز» مع مدرب من طراز عالمي هو الإيطالي كارلو أنشلوتي، الذي يحمل تجربة غنية بالإنجازت مع ميلان، كي يشرف على حياكة الثوب الجديد الذي سيظهر به لاعبو الفريق في الموسم المقبل.

الحفاظ على «الجواهر»

إذاً، فيما كان ريال مدريد يجتاح سوق الانتقالات، كان تشلسي بدوره ينشط داخل بيته، حيث نجح في استراتيجيته الجديدة التي اتبعها هذا الموسم بالحفاظ على نجومه، فجدّد عقود كلّ من فرانك لامبارد، جو كول، الألماني ميكايل بالاك، العاجي ديدييه دروغبا، النيجيري جون أوبي ميكيل، الفرنسي فلوران مالودا، اشلي كول وقائده جون تيري. حتى إن مالك النادي الروسي رومان ابراموفيتش تدخّل شخصياً لثني تيري عن رحيله الذي كان وشيكاً إلى مانشستر سيتي، كما اعترف اللاعب نفسه، ليحافظ الفريق على التشكيلة ذاتها التي وصلت إلى نهائي دوري أبطال أوروبا قبل عامين، وكانت قاب قوسين أو أدنى من الظفر باللقب الكبير، كما وصلت إلى نصف نهائي النسخة الأخيرة وكانت، بحسب كل المراقبين، تستحق بلوغ النهائي على حساب البطل برشلونة الإسباني. كل ذلك إن دل على شيء فهو يثبت أن أداء الفريق في تطوّر مستمر، من خلال التجانس بين اللاعبين على أرض الملاعب، وهو بحد ذاته عنصر رئيسي لتحقيق النجاح.
وفيما هدأت عاصفة النادي المدريدي، يبدو أن نقطة الصفر حانت لتشلسي ليتحرّك بغية قطف الثمار الباقية في سوق الانتقالات، حيث تردد أخيراً أنه يسعى إلى الحصول على خدمات الأرجنتيني سيرجيو اغويرو لاعب اتلتيكو مدريد الإسباني وغيره، الذين إن حطّوا رحالهم في عاصمة الضباب فسيكون وفق مقولة «زيادة الخير خير»، ذلك أن تشلسي يبدو في غنى عن أي تعاقدات جديدة.
أضف إلى ذلك، فإن «البلوز» تعاقد مع الروسي المميز يوري زيركوف من سسكا موسكو بطلب من انشلوتي، الذي يبدو من الواضح أنه يسعى لنقل تجربة ميلان بالاعتماد على قوة خط الوسط في الفريق قبل كل شيء، حيث إن وجود كلّ من الأسماء الآتية: لامبارد وبالاك وأوبي ميكيل وزيركوف والغاني المتألق مايكل ايسيان وجو كول، كفيلة بأن تدخل الرعب إلى قلوب الأندية الأخرى.

تحدٍّ شخصي

كل ذلك في كفة، والتحدي الشخصي الذي سيظهره اللاعبون في كفة أخرى، حيث إن مشهد الاحتجاجات خلال مباراة برشلونة «التاريخية» ما زال ماثلاً في الأذهان، إذ لم يخف تشلسي أنه تعرّض لظلامة تحكيمية، ولاعبيه لن يقبلوا بأقل من التتويج باللقب الأوروبي تعويضاً عمّا لحق بهم، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، ثمة إصرار لدى بعض لاعبيه الذين شارفوا على الاعتزال، ولم يحققوا بعد بطولات كبيرة، وفي مقدّمهم بالاك إضافة إلى لامبارد ودروغبا وكارافاليو، من أجل تحقيق هذا الأمر قبل فوات الأوان.
لذا، ورغم أن ريال مدريد قد اكتسح سوق الانتقالات خلال هذا الصيف، ويبدو الآن صاحب الهالة الكبرى والفريق المقبل بنهم إلى البطولة الأوروبية، وبغض النظر أيضاً عن ترسانة برشلونة المرعبة، فإن ذلك لا يستدعي إغفال العين عن تشلسي أبداً، إذ ثمة كثير من الكلام في جعبة النادي اللندني هذا الموسم، وما الفوز بالدرع الخيرية قبل أيام إلا أحرفه الأولى.


فيرغيسون متخوّف من تشلسي

توقّع مدرب مانشستر يونايتد، السير الاسكتلندي اليكس فيرغيسون، أخيراً، أن يكون تشلسي المنافس الأول لفريقه على لقب الدوري الإنكليزي، لا ليفربول، كما كانت الحال في الموسم الماضي. ويبدو أن السير محق، فقد خسر أول الألقاب، في الدرع الخيرية، أمام «البلوز»