كأن كرة السلة لا يكفيها ما تعانيه من غياب التمويل، والتهديد الذي تتعرّض له بطولة لبنان المقبلة نتيجة الضبابية التي تلفّ حال عدد من الأندية، حتى تأتي المشاكل بين أعضاء الاتحاد لتزيد الأمور سوءاً، وتمعن أكثر في ضرب اللعبة الأهم في لبنان
عبد القادر سعد
تفاعلت الأحداث التي شهدتها جلسة اتحاد كرة السلة الأخيرة، والإشكال الذي جرى بين عضو الاتحاد فادي تابت ورئيس الاتحاد بيار كاخيا، إضافةً إلى عدم قانونية الجلسة الاستثنائية التي عُقدت بعد الجلسة العادية. تابت أوضح لـ«الأخبار» أن أجواء الجلسة كانت معيبة، والكلمات التي استُعملت بحق أشخاص كماريو سارادار، ولاعبين من المنتخب هي التي أوصلت الأمور إلى المشادّة، وخصوصاً أن تابت كان صامتاً طوال ساعة ونصف ساعة ولم يحتدّ إلا حين «تعرّض رئيس الاتحاد لكرامته». وقال تابت إن تقويم مشاركة المنتحب في بطولة آسيا كان غير جدّي، وقد استُعملت فيه كلمات شائنة بحق بعض اللاعبين، إلى جانب النقاش بين جودت شاكر وفؤاد نعمة بشأن أداء فادي الخطيب، وحينها تدخل تابت مهدّئاً الأجواء، ومضيفاً «هناك مبلغ 720 ألف دولار صُرف، ونريد أن نعرف كيف». عندها قال رئيس الاتحاد للأمين العام غسان فارس «منيح ما هو دافعهم»، لينفجر تابت غاضباً، وموجّهاً كلاماً قاسياً إلى رئيس الاتحاد، معتبراً ما جرى بأن «رئيس الاتحاد دقّ الباب وسمع الجواب، وفادي تابت لن يسكت بعد الآن عن أي إهانة له، ولن يتكرر ما جرى معه سابقاً».

أبو عبد الله: تبرير الدعوة هرطقة واجتهادات خاصة
ورأى تابت أن أي مبلغ يتعلق بلعبة كرة السلة هو ملك الاتحاد كمؤسسة، من أي جهة دُفع، واللجنة الإدارية هي التي تحدد كيف يُصرف، وبأي طريقة. مشيراً إلى أنه حتى الآن لم يُعرف من تكفّل مصاريف سفر أشخاص من خارج البعثة كبعض الصحافيين مثلاً.
وتحدث تابت عن بعض ما جرى في الجلسة، وخصوصاً بشأن بطولة لبنان، وانسحاب الفرق، إذ سأل تابت كاخيا عمّا سيفعله الاتحاد بعد كتاب انسحاب بلوستارز، وضبابية وضع الحكمة وتبنين، فأجاب كاخيا «سنلعب بالفرق الموجودة!».
وأكد تابت أنه لم ينسحب من الجلسة، بل هي اختُتمت، وبعدها غادر، وأن الدعوة إلى جلسة استثنائية غير قانوني، ويجب أن يبلغ الأعضاء قبل 24 ساعة من أي جلسة.
وعن المطلوب قال تابت إن على رئيس الاتحاد أن يتلو فعل الندامة على ما اقترفه بحق اللعبة، وحينها لكل حادث حديث.
وختم تابت أن على رئيس الاتحاد تغيير أدائه وسلوكه وأخلاقياته، فكرامات الناس ليست ملكه «وقد تكلّمنا كما تكلم معنا».

أبو عبد الله يوضح

من جهته، أوضح عضو الاتحاد الدكتور روبير أبو عبد الله أن الأعضاء دُعُوا إلى جلسة لمناقشة تقرير المنتخب بشأن المشاركة في بطولة آسيا، ورفعت الجلسة بعد المشادة بين كاخيا وتابت، الذي رد على إساءة رئيس الاتحاد له. وبعد ذلك حدثت دردشة بين الأعضاء في ما جرى، ثم غادر جورج بركات وطوني ديب وفادي تابت ومحمد أبو بكر، ليصرّ الحاضرون على عقد جلسة استثنائية، «فرفضت من مبدأ أنه لا يمكن كلما اجتمع 6 أعضاء أو 7 عقد جلسة، فعقد الجلسات له أصوله ومهله وعلى الأقل 24 ساعة إلى 48». وشدد أبو عبد الله على أنه لم يحضر الجلسة، إذ كيف يعترض على جلسة لعدم قانونيتها ويكون حاضراً فيها.
وأشار أبو عبد الله إلى أن الاتحاد مؤسسة يجب احترامها لا مزرعة، ويجب احترام الأشخاص الجالسين إلى طاولة الاتحاد، ولا يمكن أن نعقد جلسة حين نريد، مضيفاً إن «الجلسة الأولى كان فيها مشادّات وكلمات بذيئة من بدايتها، وهذا ليس مقبولاً، ومن يُدِر الجلسة يتحمل المسؤولية». وأضاف «حتى الآن ليس هناك بيان مالي، ولا نعرف ما يدخل إلى الصندوق وما يخرج منه، وكذلك التبرعات والمداخيل وما يصرف على البعثات، فلا نعرف من يذهب ومن يعود. وأتحدى أي عضو من الاتحاد إذا كان يعرف أين هي حسابات الاتحاد، وقيمتها وماذا دفعنا، ومن قبض عمولات على اللاعبين الذين انضموا إلى المنتخب، إلى جانب أنه لا نسخة عن أي اتفاقية مع أي طرف، وهذه إهانة للاتحاد وللجمعية العمومية التي منحتنا الثقة».
ورأى أبو عبد الله أن ما جرى مدروس ومخطّط له للتغطية على المصيبة التي حدثت في آسيا، وتحييد الأنظار عمّا جرى، الذي هو شيء كبير، ولا يستطيعون مواجهته».
ورأى أن المطلوب هو حل جذري لكل ما يجري، و«لن تمر الأمور بعد الآن بتبويس اللحى». فاللعبة في خطر والأندية تنسحب واحداً تلو الآخر، والجمهور فقد الثقة بالاتحاد.
أما عن المشاركة اللبنانية في بطولة آسيا، فقال أبو عبد الله إنه دُفع مليون دولار، وثلثا لاعبي المنتخب لن يعودوا إلى لبنان، مضيفاً إن التعاقد مع المدرب راتزا كان خياراً خاطئاً من رئيس الاتحاد، لكنه أثنى على عمل الجهاز الإداري للمنتخب برئاسة فؤاد نعمة، ومساعديه، الذين حاولوا تسهيل الأمور لمساعدة المنتخب.
وكشف أبو عبد الله أنه سأل في الجلسة، أول من أمس، عن الأموال التي دُفعت، وخصوصاً أنه قيل إن رئيس الاتحاد دفع من جيبه الخاص. فهل هذه الأموال تبرّع أم دين؟ «لكن الصمت كان الرد الوحيد من الحاضرين».
وختم كلامه قائلاً «يقولون إنهم عقدوا جلسة استثنائية واتخذوا قراراً فيها، فلينفّذوه».


فواز: من يعترض فليقدم النص

رأى عضو الاتحاد المحامي علي فواز أن ما حدث سابقة في تاريخ الرياضة اللبنانية، وما قيل معيب للغاية، مشيراً إلى أن أعضاء الاتحاد التسعة الذين كانوا موجودين طالبوا كاخيا بعقد جلسة استثنائية، «وهذا حق له، إذ إن الرئيس يحق له الدعوة إلى جلسة طارئة، ومن يقُل إنّ هناك مهلة قانونية فليقدّم إلينا النص والمادة، التي تذكر هذه المهلة».