عقد رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة بيار كاخيا مؤتمراً صحافياً، أمس في مقر الاتحاد، عرض فيه مشاركة منتخب لبنان في بطولة آسيا، موضحاً أموراً عدة، أهمها الجانب المالي الذي أثيرت حوله الكثير من التساؤلات
عبد القادر سعد
تحول المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس الاتحاد بيار كاخيا، بمشاركة الأمين العام غسان فارس وأمين الصندوق فيكين جيرجيان والمحاسب سابا مخلوف ومدير المنتخبات فؤاد نعمة وعضو الاتحاد علي فواز، إلى جردة حساب تناولت مشوار المنتخب في بطولة آسيا من لحظة بدء التحضيرات حتى يوم أمس موعد انتهاء العقد بين الاتحاد والمدير الفني دراغان راتزا. وتحدث كاخيا عن الخطة المستقبلية للاتحاد وهدف الوصول إلى أولمبياد 2012 في لندن، الذي سيبدأ من خلال العمل على إعداد المنتخب بدءاً من هذا الشهر ومحاولة استضافة لبنان لبطولة آسيا 2011 المؤهلة إلى الأولمبياد.
بداية كانت كلمة لفارس قدّم فيها للمؤتمر، لافتاً إلى أن «من السهل جداً الانتقاد وتسليط أضواء غير محقة، لكن من الصعب التفتيش عن بناء للمستقبل، والإفادة من الثغر والأخطاء للتحسين، فاللعبة لا تنتهي عند حدود آسيا بل هي مستمرة»، معطياً الكلمة للرئيس «الصامت الأكبر».
ثم تحدث كاخيا (الصورة 1) موجّهاً شكراً خاصاً للصحافة اللبنانية التي أدّت دوراً إيجابياً خلال تغطية بطولة آسيا، وأعطت اللاعبين دفعاً قوياً كان له دور فعال، وخصوصاً بعد مباراة الصين «كأن الشعب اللبناني يقول إننا حزينون على المنتخب وليس منه».
وأشار إلى أن لبنان كسر هيبة الصين في المباراة الأولى، «ما جعلنا لا نفكر أن نخسر في المباراة الثانية في نصف النهائي ونركز على مباراة المركز الثالث مع الأردن، فالخطأ التحكيمي، غير المدبر من الاتحاد الآسيوي، هو الذي حرم لبنان التأهل».

«بطولة لبنان ضعيفة»


إعداد المنتخب بدأ من الآن للوصول إلى أولمبياد 2012
ولفت إلى أن المشكلة هي في بطولة لبنان الضعيفة من ناحية الفنيات، وبالتالي لا تنتج لاعبين قادرين على المنافسة في بطولات من هذا النوع. وظهر ذلك من خلال مستوى اللياقة البدنية الذي كان يتمتع به اللاعبون حين تسلّم المدرب دراغان راتزا، والذي كان أقل من 50% من المستوى المطلوب، إضافة إلى إصابات تعرضوا لها خلال البطولة المحلية غير طبيعية ولا يصاب فيها لاعبون يمارسون الرياضة باحتراف، مضيفاً «نحن نلعب كرة سلة هاوية ولكن نتقاضى أموالاً، الى جانب غياب الخطط والـ«system» في البطولة، وهذا ليس تبريراً للخسارة، بل توضيح مكامن الضعف في المنتخب».
وانتقل كاخيا إلى الحديث عن عملية التجنيس، معتبراً أن تجنيس جاكسون فرومان مقابل 120 ألف دولار يعدّ مكسباً للبنان، فهو هدف لمعظم الدول العربية التي تهتم بكرة السلة، ومن حظ لبنان أنه استطاع أن يخطف فرومان، وهذا ظهر من خلال أداء فرومان في بطولة آسيا.
وكشف رئيس الاتحاد أن الهدف التالي كان جوليان قزوح الذي طلب 220 ألف دولار، تكفّل أنطوان شويري ونادر الحريري بتغطية تكاليفه، لكن قزوح لم يرغب باللعب مع لبنان. ونتيجة رفضه، توجه الاتحاد نحو مات فريجي الذي كان هدفاً للبنانيين منذ سبع سنوات لإقناعه باللعب للبنان.
وأشاد كاخيا بأخلاقيات فريجي الذي كان اللاعب الوحيد الذي اعتذر من رئيس الاتحاد عن عدم تأهل لبنان إلى المونديال، معبراً عن خيبة أمله، وهو الذي تعاقد الاتحاد اللبناني معه كي يحرز كأس آسيا أو يتأهل إلى المونديال. ولم ينس كاخيا باقي اللاعبين الذين قاموا بدورهم كفادي الخطيب وروني فهد وعلي محمود وجان عبد النور، منوّهاً بأخلاقيات ونفسية رودريغ عقل.
ولخّص كاخيا مشاكل المنتخب بضعف البطولة، التي هي هاوية وغير محترفة، اختلاف التدريب الذي هو على مستوى محلي، والوقت القصير لإعداد المنتخب، إذ لا يمكن تجميع اللاعبين قبل شهرين وإرسالهم لخوض البطولات. وأشار إلى أن على الاتحاد تغيير طريقة تفكيره للحفاظ على إرث لعبة كرة السلة «وحرام أن يموت». فهذه اللعبة ما زالت قادرة على إعطاء صورة مشرقة عن هذا البلد وعلى الدولة أن تساعدها. والمساعدة تكون على أقل تقدير عبر الالتزام بمواعيد دفع المساعدات، بمعنى أن لا تصل المساعدات بعد انتهاء البطولة. وأعطى مثالاً عن الأردن الذي تكلّف اتحاده مليون دولار مقابل عقد المدرب البرتغالي ماريو بالما، أي ما يعادل تكاليف منتخبات لبنان كلها (رجال «أ وب» وسيدات وناشئين)، فيما منتخب الرجال كلّف مبلغ 740 ألف دولار، دفعه أنطوان شويري و«بنك ميد». وهنا أشار الأمين العام غسان فارس إلى أن رئيس الاتحاد تبرّع بمبلغ 330 ألف دولار، وهو موثق في مستندات الاتحاد، إضافة إلى مبلغ 120 ألف دولار مقابل نقل البطولة على LBC في الأيام الثلاثة الأخيرة.

جميع الكشوفات قُدّمت إلى ديوان المحاسبة وفق أذونات الصرف
وعن البطاقة البيضاء المؤهلة إلى المونديال قال كاخيا إن الحصول عليها أصعب من التأهل خلال بطولة آسيا، إذ تدخل فيها عوامل اقتصادية وتسويقية، «ولو كانت المسألة فنية لكان لبنان الأحق بالبطاقة، لكننا سنبذل أقصى جهدنا للحصول على هذه البطاقة».
وتطرق كاخيا إلى كيفية اختيار راتزا، الذي انتهى عقده مع المنتخب، معتبراً أن هذا الاختيار كان بسبب خبرة راتزا بكرة السلة اللبنانية. لكن لن يتم تجديد العقد معه، لا لأنه سيئ بل لـ«كوننا فشلنا في التأهل معه مرتين»، علماً بأن التوجه كان للاتفاق مع مدرب لم يدرب في لبنان والمنطقة سابقاً.
وانتقل كاخيا إلى الحديث عن منتخب الناشئين (تحت الـ 16 سنة) الذي جرى تأليفه «من لا شيء، وخلقنا جيلاً لم يكن موجوداً» بقيادة المدرب الأميركي بول كوفتر استعداداً لبطولة آسيا المؤهلة لبطولة العالم، إضافة إلى منتخب السيدات الذي سيشارك في الدورة الفرنكوفونية وبطولة آسيا، إذ جرى تجنيس لاعبة أميركية (1.99م).
ورداً على سؤال عن دور الاتحاد في تفعيل البطولة، وخصوصاً أن لها تأثيراً على مستوى المنتخب، أجاب كاخيا بأن الاتحاد يضع أفكاراً ولكن على الأندية أن تتعاون، معطياً مثالاً على القرار الاتحادي بخفض سقف الإنفاق إلى 700 ألف لكل نادٍ، وهو ما لم تلتزم به النوادي.
وحول مسألة اللاعب مات فريجي المنضمّ إلى الرياضي، وإذا ما كان سيلعب كلبناني أو أجنبي، قال كاخيا إن هذه مسألة حساسة وسيتم التعامل معها لاحقاً، بهدف عدم تخريب كل ما قام به الاتحاد من ناحية تجنيس اللاعبين، متمنياً على الأندية الاستعانة بهؤلاء اللاعبين، والوعي لخطورة الموضوع.

توضيحات مالية

وعلى الصعيد المالي، أكّد كاخيا أن جميع الأموال التي جاءت كتبرعات «دخلت إلى الاتحاد من باب الثقة برئيس الاتحاد الذي دفع مثله مثل غيره وليس بوارد السرقة، ومن يعترض على طريقة عمل الاتحاد فليقدم البديل». وأضاف كاخيا أن أعضاء الاتحاد كانوا يبلَّغون بكل تطور على صعيد التبرعات أو دفع الأموال، كما قُدِّمت جردة حساب بجميع التفاصيل المالية للأعضاء قبل السفر إلى آسيا، إضافة إلى أن اللجنة الإدارية فوّضت، في شهر نيسان، رئيس الاتحاد بتوقيع العقود مع الفنيين واللاعبين.
وأوضح أمين الصندوق فيكين جيرجيان (الصورة 2) أن جميع الأموال دخلت إلى الاتحاد بطريقة رسمية، وكل ما صرف كان ضمن الأطر القانونية، والدليل أنه جرى تقديم الكشوفات إلى ديوان المحاسبة الذي لا يقبل أي كشوفات إذا لم تكن قانونية عبر أذونات الصرف.
وأشار جيرجيان إلى أن تكاليف المنتخبات الوطنية بلغت 1.1 مليون دولار، مقسمة على الشكل الآتي: 740 ألفاً للمنتخب الأول، 26.586 لمشاركة المنتخب «ب» في كأس العرب في المغرب، 197 ألفاً لمنتخب الناشئين، 133 ألفاً منتخب السيدات.
■ كشف المحاسب سابا مخلوف أن أحد اللاعبين البارزين في المنتخب أبلغ رئيس الاتحاد أنه لا يستطيع السفر مع المنتخب بسبب وضعه النفسي السيئ نتيجة عدم تقاضي راتبه في فريقه منذ سبعة أشهر، فما كان من الرئيس إلا أن دفعه من جيبه الخاص وطلب من اللاعب السفر مع المنتخب.


جلسة عادية للاتحاد أمس

عقد الاتحاد اللبناني لكرة السلة جلسة أمس، بغياب ثلاثة أعضاء هم: جورج بركات، طوني ديب ومحمد أبو بكر، وقد نوقش البيان المالي الخاص بالمنتخبات الوطنية، وصدّق الأعضاء عليه باستثناء روبير أبو عبد الله وفادي تابت. وسيعقد الاتحاد جلسة في 11 الجاري لمناقشة وضع بطولة الدرجة الأولى بعد معرفة الفرق التي ستشارك فيها.