حضرت السياسة عبر طيف مرجعياتها، خلال الاجتماع الثاني لأندية الدرجة الأولى لكرة القدم، أمس، في نادي الصفاء، حيث تباحثوا في الشأن الانتخابي وارتداداته على اللعبة، ومناقشة موضوع التجديد والتغيير في إدارة اللعبة
أحمد محيي الدين
التأم أمس مندوبو 11 نادياً (غياب ممثّل الحكمة) من نوادي الدرجة الأولى لكرة القدم، وذلك من أجل متابعة سلسلة المشاورات التي يجرونها بشأن كرة القدم اللبنانية ومشاكلها وانتخاباتها المزمع إقامتها في 7 آب المقبل. وتباحث المجتمعون في الاستحقاق الاتحادي طويلاً والتحديات التي ستوضع أمام اللجنة العليا العتيدة. وعرض رئيس نادي شباب الساحل فادي علامة، خلال الاجتماع، «برنامج تطوير صناعة كرة القدم»، حيث تضمنت عدداً من النقاط والاستراتيجيات الإدارية والتسويقية (إعادة بناء كرة القدم) والتشريعية والمالية، ويهدف «برنامج علامة» إلى تطوير العمل الإداري والتسويقي والمالي، ويكون أساساً لمحاسبة أعضاء اللجنة العليا ومساءلتهم.
وأُلّفت لجنة تضم علامة نفسه، ورئيس الأنصار كريم دياب، والصفاء عصام الصايغ، وأمينا سر ناديي النجمة سعد الدين عيتاني والعهد محمد عاصي، على أن تقوم اللجنة بدراسة المشروع والأنظمة والقوانين ومناقشتها ووضع رؤية شاملة لتطوير كرة القدم في لبنان، ووضع خلاصة بكل هذه الأمور لتوضع على طاولة الاجتماع المقبل للأندية يوم الخميس 16 الجاري.

أجواء الاجتماع

طغى الموضوع الانتخابي على كلام ممثّلي الأندية، حيث كانت الخلاصة (بحسب مصادر الأخبار) توجّه الأندية إلى التوافق على إبقاء تشكيلة الاتحاد «زي ما هيي»، مع استبدال بعض الأسماء بأخرى. ولكن لم تعط الأندية كلمة نهائية في هذا الموضوع، لأنها تريد أن تستشير مرجعياتها السياسية بخصوص التسوية أو التجديد والتغيير، وخصوصاً حركة أمل وجزب الله والتقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل.
وطرح موضوع التغيير بقوة، إلا أن البعض لم يحسم توجهه بسبب التدخلات السياسية التي تتحكم في أصواتهم، مشيرين إلى أن كلّ نادٍ لديه مرجعيته، وسيرضخ لرأيها من أجل بتّ الأمر الانتخابي، كما سأل عن امكانية رفع المرجعيات الغطاء عن معتمديها وبخاصة في منصبي الرئيس والأمين العام خصوصاً ان الزعماء مشغولين بتشكيل الحكومة العتيدة. وكان للبعض الآخر من الأندية رأي مغاير، حيث أعلنت أنها قد ترشّح أحداً لعضوية اللجنة العليا، وهما ناديا النجمة والمبرّة، انطلاقاً من دوريهما في اللعبة، إلا أنّهما لم يكشفا عن اسمي المرشحين إلا بعد اجتماع إدارتيهما.
وطرح طرف ثالث من الأندية أن لا تكون الانتخابات لجمع التناقضات على غرار ما حصل خلال الأربع سنوات المنصرمة، إذ لم يبق نادٍ إلا واشتكى من الاتحاد وطريقة إدارته للعبة الشعبية الأولى، وكانت لكل نادٍ تقريباً تجربة مريرة، وبات لزاماً أن يُطرح التغيير بقوة، إذ لا يمكن جمع الأضداد. وعلى اللجنة العليا العتيدة أن تكون متجانسة، وأن تنتخب وفق رؤية شاملة وبرنامج عمل مرحلي واضح وسهل ومراعاة القوانين الجديدة. وهنا عاد حضور المرجعيات السياسية مرة أخرى، وبقوة، فآثر عدد من الحاضرين التريّث في قراره من هذا الموضوع.
وقدّم أحد الحاضرين قراءة لفترة عمل الاتحاد، حيث رأى أن الظروف السيّئة الأمنية والسياسية أدى إلى تدهور اللعبةوتراجعها، ما حدا بأحد الحاضرين لأن يسأل: «لماذا لم تتراجع كرة السلة وكرة الطائرة وباقي الرياضات مع أن الأوضاع مماثلة لكل الاتحادات؟».


علامة يزور الرئيس برّي

اتفق الحاضرون في اجتماع أندية الدرجة الأولى الكروية على متابعة الشأن الانتخابي لاتحاد اللعبة مع السياسيين، وستؤلّف لجنة لتتباحث والمرجعيات السياسية في هذا الشأن للوصول إلى تشكيل توليفة تصل إلى اللجنة العليا للاتحاد، وتكون قادرة على قيادة اللعبة. وعُلِمَ أيضاً أن رئيس نادي شباب الساحل فادي علامة بصدد زيارة الرئيس نبيه بري لعرض برنامجه.